أثار القيادي الحوثي السابق علي البخيتي زوبعة في منصات التواصل الاجتماعي بعد أن سرد روايات مختلفة عن وفود أرسلها زعيم جماعة التمرد الحوثية عبدالملك الحوثي الى أهم قادة النخب السياسية والعسكرية في البلد قبيل اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر 2014م. البخيتي أكد في روايته على تلك الأحداث، والتي نشرها اليوم بصفحته، أن جميع القوى الفاعلة ومن بينها الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح محمد اليدومي رضخت لشروط زعيم الجماعة بعدم إبداء أية مقاومة لتحركات المليشيا العسكرية، مقابل إعطائهم الأمان أو ما يعرف ب (وجه السيد)، في حين كان الرافض الوحيد هو نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر. مراقبون ضالعون في المشهد المحلي ارتأوا أن رواية البخيتي بدت (ملغومة) أكثر من كونها سرداً حقيقياً لوقائع وأحداث عاشتها اليمن في السنوات الأخيرة، وأبرزوا في ذلك عدة شواهد. الشاهد الأول بحسب قول المراقبين هو طبيعة البخيتي السياسية، والتي تتسم بالتعلق والارتباط بكافة الكيانات السياسية وبناء شبكة تواصل مع الجميع وضد الجميع، حيث يعد أشهر مثال في الأوساط المحلية بالانتهازية والتلون طبقاً لمتغيرات المشهدي السياسي الداخلي، وهو ما يعني بالضرورة – بحسب رأيهم –انعدام موثوقية أية رواية يطرحها ما لم تؤكد أطراف موثوقة أخرى صحتها. أما الشاهد الثاني بحسب طرح المراقبين فيتعلق بمضمون الرواية، حيث بدت مليئة بالتناقضات أو مخالفة لواقع الحال بصنعاء أو مكتوبة بعناية بغرض تشويه أطياف سياسية بعينها، تعتبر من أشد خصوم الرجل، مستعيناً في ذلك بشهود عيان فارقوا الحياة. المراقبون يقولون أن أحد الشواهد التي بدت مخالفة لواقع الحال بصنعاء خلال أحداث الانقلاب هو زعم البخيتي بأن جماعة الحوثيين أرسلت وفداً تفاوضياً الى الرئيس اليمني الراحل علي صالح لتحذيره بعدم إبداء أية حراك مقاوم لهم مقابل إعطائه وجه السيد، وهو ما وافق عليه صالح بحسب قول البخيتي، لكن ذلك يتصادم بشكل "صارخ" ما طبيعة دور صالح أثناء وقبل وبعد الانقلاب، حيث كان بمثابة الداعم الأساسي والقائد الفعلي للانقلاب الذي استُخدمت فيه جماعة الحوثي للإطاحة بالنظام التوافقي، وذلك عبر تشكيله شبكة تنسيق واسعة مع جماعة الحوثي، وإعطاء توجيهات صارمة لكافة القبائل التي تحيط بالعاصمة والتي تدين له بالولاء بالمشاركة مع الحوثيين. أما فيما يخص اتهام البخيتي بحبك الرواية لتشويه طيف سياسي بشكل بالغ خلافاً عن البقية، فقد رأى المراقبون أن ذلك بدا جلياً خلال سرده لقصة مزعومة عن بكاء اليدومي، القيادي البارز في الاصلاح، بسبب إهانات جماعة الحوثي له، حيث بدت الشهادة هنا "مجروحة" أو "مختلقة" بسبب العداء الكبير بينه وبين طيف الاصلاح بشكل عام. وفي هذا الشأن قال أحدهم: لأنه يعادي الاصلاح، كان من البديهي أن يظهر اليدومي في رواية البخيتي صاحب أكثر المواقف مهانة وذلاً. وحتى يتهرب من الحاجة الى إثبات صحة المعلومة ساق الرواية على لسان شاهد عيان متوفي وهو أمين العاصمة السابق الدكتور عبدالقادر هلال، ما يمثل أعتى الأساليب انحطاطاً وغباءً في المغالبة السياسية مع خصومه السياسيين.