أكد التقرير الجديد الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران قد ضاعفت خلال الأشهر الثلاثة الماضية سرعة إنتاجها اليورانيوم المخصب ثلاث مرات وتمتلك الآن حوالي 110 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة ثقل 20 بالمائة. وقد تم إنتاج معظمه في مدينة «قم» (جنوبي طهران) التي تشتغل فيها حوالي 700 جهاز للطرد المركزي. ويؤكد التقرير أن النظام الإيراني قام وفي غضون الأشهر الثلاثة الماضية بنصب 2600 جهاز جديد للطرد المركزي في مدينة «نطنز» (وسط إيران) ومنذ شهر تشرين الثاني 2011 وحتى الآن قد زاد عدد أجهزة الطرد المركزي في «نطنز» من 38 شلالاً إلى 52 شلالاً ويمتلك النظام الإيراني في الوقت الحاضر 5451 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة ثقل 5 بالمائة. وجاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن النظام الإيراني وإضافة إلى منعه مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من زيارة موقع «بارجين» في طهران للتحقيق حول الجوانب العسكرية لمشروعه النووي، لم يقدم ردًا للوكالة على سؤالها عن ضياع 8/19 كيلوغرامًا من معدن اليورانيوم حين الاختبارات التي أجريت في السنوات من 1995 إلى 2002 في مختبر «جابر بن حيان». وردًا على طلب الوكالة للوصول إلى ملف الاختبارات لتحويل معدن اليورانيوم والمنتسبين العاملين في هذا المشروع قال النظام الإيراني: «إن الوثائق الخاصة لهذه الاختبارات والمنتسبين العاملين فيها لم يعودوا في متناول الأيدي»! إن امتلاك القنبلة الذرية هو جزء من إستراتيجية نظام الملالي الحاكم في إيران لضمان بقائه على السلطة ولن يتخلى عنه أبدًا. إن التقرير الجديد الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد بوضوح واقع أن النظام الإيراني وإثر انطلاق الربيع العربي وسقوط طاغي ليبيا وكون طاغي سورية على وشك السقوط، ولكونه يعاني من أزمات داخلية ودولية غير مسبوقة، قد كثف جهوده لامتلاك السلاح النووي. إن التقرير الجديد الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتأكيدات خامنئي يوم 22 شباط (فبراير) 2012 على أن نظامه سيظل يواصل العمل لإنجاز مشروعه النووي مهما كانت الظروف، يظهران مرة أخرى أن التفاوض والتسامح مع هذا النظام لن يجديا نفعًا وليس من شأنهما إلا إتاحة مزيد من الوقت اللازم لحكام إيران حتى يحصلوا على السلاح النووي. صحيح أن فرض العقوبات على نظام الملالي الحاكم في إيران أمر ضروري للغاية ويجب تنفيذه في أسرع وقت وبعقوبات شاملة، ولكن الطريقة النهائية لمنع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران من امتلاك القنبلة الذرية إنما هي تغيير النظام ولن تكون العقوبات فاعلة إلا أن تقترن بدعم نضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من أجل تغيير هذا النظام.