أعتادت الأمة العربية والإسلامية على مرعصورها الفتية أن تشهد حملات صليبية مسلحة تستهدف بلاد الإسلام ولاسيما بلاد الشام.وفي ظل التطورات التي طرأت على العالم مع التقدم العلمي والتكنولوجي تطورت هي الأخرى هذه الحملات الصليبية ، لتصبح حملات معنوية وفكرية بدلاً من الحملات المسلحة ! حملات تطورت مع تطور العالم،فأتت هذه الحملات في مجالات عدة لعل أهمها مجال الرياضة والسياسة .فلقدت شهدت السنون الأخيرة إقبلاً كثيفاً على الرياضة من قبل أبناء الأمة العربية والإسلامية خاصة الشباب منهم! حتى أصبح الواحد منهم يحلم بأن يكون مثل اللاعب الغربي الفلاني أو غيره، ليؤكد للجميع بأن الحملات الصليبية الجديدة نجحت في تحقيق أهدافها المتمثلة في إبعاد شباب الأمة عن قضاياهم ودينهم إلى التقلد بالغربيين وحبهم والتمني بحال مثل حالهم . فحالة الزخم التي نراها من الشباب أثناء المباريات تنذر بالخطر، حيث أنهم أقبلوا على هذه الرياضة بشدة يطمح بها الغرب، شدة صرفتهم عن أهم قضية يجب أن يولوهاأهتماماً كبيراً الوهي قضية فلسطين التي تأمل أن تجد لنفسها مكانة مثل المكانه التي تحتلها الرياضة وخاصة كرة القدم بين شباب الأمة. إنه لأمر مبكي حقاً عندما خرجت في يوم من الأيام إلى السوق أثناء حرب غزة الأخيرة حرب الفرقان ،ورأيت يومها تجمع جماهيري كبير جداً لم أعتد على رؤيته في هذا المكان ،وكان جل المتجمهرين من شريحة الشباب ،حيث شاهدت بعضهم فوق أسطح السيارات ،وآخرون فوق دراجتهم النارية ،وكلهم جعلوا وجوههم صوب شاشة العرض الكبيرة ، عندما رأيت الموقف حسبت أن المقاومة الفلسطينة أغتالت أحد كبار الدولة الصهيونية وهؤلاء الجماهير جاءوا لمشاهدة هذا الأمر وتبعاته . ولكن عندما أقتربت أكثرإذا بي أُشهاد هذا الحشد الكبير ينتفض من شدة الحماس ،فلم وصلتُ إليهم شاهدتهم يتابعون مباراة ريال مدريد مع برشلونة ،غير أبهين بمايحدث في غزة من حرب وعدوان إجرامي ! وفي هذا المشهد تجلت لي ذكريات الحملات الصليبية المسلحة التي كانت تشن ضد الأمة إبان العصور الوسطى عصور نور الأمة ومجدها وريادتها، لتعيد هذه الحملات من جديد ومن نفس المصدر ولكن أسلوبها يختلف عن تلك الأولى بأختلاف الزمان . فرسالة إلى كل شباب الأمة يكفي عبادة للرياضة ،لقد نالوا الغرب منكم بما فيه الكفياة فهلا عدتم إلى أمتكم ودينكم وقضاياكم، حتى نتمكن جكيعنا من مجابهة هذا الغزو الجديد ؟