بعد أيام قليلة وبالتحديد في 21 فبراير سيقف اليمنيون على مفترق طرق . اما طريق الثورة التي بدأت تعطي ثمارها أو بقايا النظام . إما التغيير في ظل الحفاظ على الوطن عن طريق نقل السلطة سلمياً ودستورياً أو المواجهة العسكرية والحرب الأهلية . في إطار ثورات الربيع العربي فان النموذج اليمني يختلف عن النموذج المصري والتونسي ، ويتمثل هذا الاختلاف في انقسام الجيش اليمني وتبعية جزء منه للعائلة الأمر الذي جعل اليمنيين أمام خيارين هما: استكمال أهداف الثورة عن طريق العمل السياسي المعزز بالعمل الثوري السلمي ،أو الحرب ،وكنتيجة للترابط الوثيق بين مصالح اليمن والمجتمع الإقليمي والدولي تبنت دول مجلس التعاون الخليجي وبدعم ومساندة المجتمع الدولي للمبادرة الخليجية التي بموجبها يتم نقل السلطة بطريقة سياسية ودستورية وبمراحل مزمنة . ومن أهم مفردات هذه المبادرة في مرحلتها الأولى الانتخابات الرئاسية أن هذه الانتخابات تشكل تحولاً جوهرياً في تاريخ الشعب اليمني كما أنها استحقاق وطني وإقليمي وعربي ودولي . وسيتابع العالم بشغف هذا الحدث ، وستتجه أنظار شعوب الأرض إلينا في هذا اليوم المجيد مما يجعلنا نتحمل أعباء مضاعفه لا نجاحا الانتخابات الرئاسية لنصنع اضافة نوعية في مسيرتنا الرائعة نحو اليمن الجديد . في هذا السياق يجب ان نفهم الانتخابات وان التعاطي مع هذا الحدث بمعزل عن أطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وما ينتج عن هذا الفهم السقيم بأنها انتخابات شكلية أو لا تعني بعض القوى يعد نوعاً من الحمق والغباء السياسي والبلاهة ونصيحتي لأصحاب هذا الفهم بالإقلاع سريعاً عن الخوض قولاً أو فعلاً في قضايا الأمة المصيرية ،والذهاب إلى ميادين أخرى ، تناسب هذه الرؤى السخيفة والتصورات الغريبة . إن التعاطي السلبي مع حدث الانتخابات وبالأصح مع أحد أهم بنود المبادرة الخليجية ومحاولة إفشاله هو مشروع المخلوع علي عبد الله صالح وعائلته الذين دأبوا على وضع العراقيل في طريق المبادرة الخليجية لأنها تتضمن إنها حكمهم وبقاء الوطن ، لا غرابة أن يسعى أعداء الحرية والبلاطجة والمرتزقة وتجار المبادئ لإفشال الانتخابات الرئاسية لكن الغريب هو تحركك من لا يندرج تحت هذه العناوين لتحقيق أهداف ورغبات بقايا النظام ويتوهم أنه يمارس عملاً نضالياً كبيراً. إن خطى اليمنيين إلى صناديق الاقتراع ستكون أشد وقعاً على صالح من خطى الجند والدبابات . كيف لا؟ وفي هذا اليوم سيستفتي الشعب على إنها ثلث قرن من حكم العائلة .