أن من يتتبع تطور الأحداث في الجنوب وما تقوم به الأحزاب وخاصة " حزب الإصلاح " وبعض الجماعات من جدال ومناكفات إلى حد شن حرب شعواء ضد " الحراك الجنوبي " إعلامياً وسياسياً وميدانياً ، وكأنها تشن هذه الحرب على – حزب منافس لها – وهي الى اليوم ، " لم تفهم أن الحراك الجنوبي ليس حزباً سياسياً " وإنما هو حركة ثورية تحريرية تحمل – قضية وطن – وهي تسعى لتحرير الجنوب واستعادة دولته وإعادة بنائها من جديد على ضوء دستور اتحادي فيدرالي كما هو الحال في دولة الامارات العربية . إن الحراك الجنوبي لم يكن يوماً حزباً حتى يدخل في مثل هذه المناكفات والحروب الحزبية ، ومن هنا فأن على هذه الأحزاب والجماعات أن لا تجعل – الحراك الجنوبي – خصماً حزبياً لها كونه ليس حزباً وإنما هو حركة تحريرية يمثل الكثير من مواطني الجنوب الذين يتوقون إلى استعادة دولتهم بعد أن ثبت لهم بالدليل القاطع إن ما كان يعتقدون أن دولتهم " دخلت في وحدة بين دولتين وإن لهم نصف الدولة الجديدة " إنما هو أكذوبة كبيرة بعد ان تم الاعتراف الصريح من قبل – أركان النظام الحالي والمعارضة له – في اليمن أن الجنوب تم استعماره وتمت السيطرة على مقدراته وثرواته والاستيلاء حتى على حقوق مواطنيه الشرعية في الحصول على التعليم في الداخل والخارج وحق العلاج والعمل تم السيطرة عليها جميعاً من قبلهم فهي تمنح كهبة لمواطنين الجنوب بل واعتبر مواطن الجنوب من الدرجة الثالثة فليس من حقه " امتلاك أي شركة لها ثقل اقتصادي " فلا يستطيع أي مواطن في الجنوب أن يمتلك شركة – للاتصالات ، أو بنك ، أو شركة نفط ، أو حتى توكيل من شركة عالمية – وبذلك يمكن القول بل الجزم أن مواطن الجنوب أصبح عبداً يتم تسخيره للعمل لدى شركات الاستعمار " كما سموا انفسهم " ويدفع الضرائب والرسوم بالإضافة إلى دفع حتى ثمن أرضه لسلطة الاستعمار . ولهذا فأنه لا يمكن – لأي منصف في العالم – أن يعيب على المواطن الجنوبي من استعادة حقوقه ضمن دولة هو يختار " دستورها بحرية مطلقة " ومن هنا فأن الحراك الجنوبي يعمل حالياً على تعريف وتوعية المواطن الجنوبي بحقوقه المسلوبة من قبل الاستعمار اليمني ويعمل على لم شمل الجنوبيين في حركة تحريرية تمثل الجنوبيين أمام جميع المحافل الدولية وترتيب البيت الجنوبي من الداخل . وبذلك نقول إن الحراك الجنوبي هو حركة ثورية تحريرية تحمل قضية وطن مسلوب ، وليس حزباً سياسياً كما يعتقد البعض وعلى الأحزاب قراءة – برنامج الحراك الجنوبي جيداً – فهو ليس خصماً سياسياً لها في هذه المرحلة وإن على المنضويين في هذه الأحزاب من أبناء الجنوب التفكير في مستقبل أبنائهم الذين ينتمون لهذه الأرض ، وأن يبعدون عن التفكير الضيق في ولاءات حزبية ليس لهم فيها موقع ، وإنما يخونون وطنهم بإغراءات مادية ومناصب ليست قيادية وسوف يتم إيقافها وسحبها منهم في أي وقت وبذلك سيفقدون كل شيء ويضيعون مستقبل أبنائهم وأبناء الجنوب . مع العلم أنه بإمكانهم أن يشكلون أحزاب كيفما شاءُ عند قيام الدولة الجديدة وبذلك يكونون هم القادة لهذه الأحزاب الوطنية بدلاً من أن يكونوا مجرد تابعين . ومن هنا فأننا ندعوا الجميع إلى تحمل مسئوليتهم – في قضية الوطن الكبرى – وعدم تضييع الفرصة والوقت في مهاترات لا تخدم القضية الجنوبية " قضية وطننا جميعاً ".