من المعروف عند العالم العربي و الغربي أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جعل للجمهورية المصرية مكانة على مستوى العالم فكان يُنظر للجمهورية المصرية على الخريطة السياسية و الاقتصادية و العسكرية و يوضع لها مليار حساب حيث قال أحد الرؤساء الامريكين السابقين إن جمال عبدالناصر خالي من الفساد و المقصود بالفساد هنا أن يكون متحكم به في المنطقه و يخدم المصالح الامريكية و يكون عميل عربي غربي . اليوم نشاهد مكانة عظيمة لسوريا فقد جعلت إدارة أبوما في تخبط قراري و نوع من التردد ملحوظ و معيب في نفس الوقت على دولة عظمى مثل الولاياتالمتحدةالامريكية و كذلك حلفائها و على رأسهم بريطانيا و نعرف أيضاً أن من العوامل الأساسية لسقوط الامبراطوريات هو الضعف القراري و الدي يكون سببه تولي السلطة رؤساء ضعاف و لكن يمكننا أن نصف هذه المكانة بالمكانة المجوفة التي بموجبها تكون سوريا لم تصنع المكانة بنفسها و لكن صُنعت لها المكانة من قبل الروس و الايرانيون و الصينيون و الإسرائليون اي أن الغرب يخاف على مصالحه في المنطقة …مثلاً تخاف أمريكا من أن يتهور الأسد في لحظات يأس بتنفيد عمليات على نطاق واسع في المنطقة و بلأخص إسرائيل الى جانب الموقف الروسي والصيني و لكن ليس هذا ما يقلق الغرب بالتحديد فما يخافون منه هو الوعيد على أن هذه السياسة الامريكية في المنطقة ستقابلها سياسة صينية روسية بسهم يشير الى ايران أي أنهم سيسلحون الجيش الإيراني و يعتبرونها بمثابة الرد على الإهانات الغربية لروسيا وحلفائها فقد كانت تتفرج على سقوط ليبيا بتدخل حلف النيتو و كذلك اليمن و الآن سوريا فلاتريد الوقوف بموقف المتفرج في المنطقة تشاهد سقوط حلفائها و مايخاف منه الغرب بالأخص هو ان تُسلِم روسياايران منظومة الدفاع S300 الصاروخية و على هذا سيدور مؤشر سياسة الولاياتالمتحده 360 درجة و لن تكون لغتها لغة تهديد و وعيد . مع العلم أن العروض التي قُدمت لروسيا من دول الخليج وبلأخص السعودية مغرية بشكل جبار لايمكن لعاقل تجاهله , فقد عقدت معها صفقة ب50 مليار دولار تقريباً و ستظغط على دولة قطر للتنازل عن المشروع الذي قامت بسلبه من روسيا وهو تمديد اوروبا بالغاز مع أن موقع سوريا يلعب دور في هذا المشروع لأن الأنابيب ستمر من على الأراضي السورية .