فقد اليمانيون خير الجمعة وبركتها بعد أن تاهت بهم السبل بين نفاق النظام الحاكم في تسميات الجمع التي أطلقها للتسامح والحوار والأخوة والوفاق والشرعية والأمن والاستقرار وانحرف مسار البركة من جمعة كل أسبوع بعد أن عمد النظام إلى تجييش مناصريه في ساحات الشرف والفداء –حسب صالح- ودعوتهم لاستفتاءات كل جمعة للإمساك بخيط رفيع لمواجهة مساءلات المجتمع الدولي الذي حيّره صالح بهدير بشري يزحف لميدان السبعين للفوز بالمعلوم من حكومة تصريف الأموال لا الأعمال. المتأمل في خطابات الزعماء العرب بعد أن نفخت رياح الثورة العربية شرارة التراكمات في صدور شباب اليمن المتطلعين للعدالة والحرية والمساواة وعصفت بجبروت أصحاب الفخامة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا يرى بأم عينيه أنها أفرزت خطابات مهزوزة فتهاوت بوليسية بن علي في آخر لحظات حكمه، وسقطت هيبة مبارك وفي الاتجاه نفسه فقد ملك ملوك أفريقيا القذافي السيطرة وخرج عن الخدمة ، ونتّف الثوار في اليمن ريش صقر العرب صالح كمايحلو لأنصاره تسميته!! تلك الثورات التي اندلعت وماتزال أظهرت مستوى التحول المرتبك في نبرة الخطاب لدى الزعماء الغارقين في نفاق العظمة وجنون التعالي فقد تحول الخطاب من وعيد إلى تودد وملاطفة جاءت متأخرة بعد أن علا سقف المطالب الشعبية بين إسقاط النظام والرحيل ومحاكمة رموز الأنظمة المستبدة والجائرة. الزعماء العرب لايعترفون بالتغيير كإحدى السنن الكونية فقاموس طغيانهم يقفز على مثل هذه المصطلحات إلى قصائد التمجيد ومقامات التبجيل والتقديس ومن يتأمل خطابات وتحركات الرئيس اليمني علي صالح بعد أن تلاطمته أمواج التغيير يدرك أن سكرات الرحيل تحاصره في خطبة كل جمعة وهو يصف من سيوقع معهم لإنقاذ اليمن بقطاع الطرق والمخربين و…… أعز الله القارئين!!!! علت وجهه صفرة ترهقها قترة"، يأتي ذلك في محاولة لتجنب السقوط المُريع، في مزبلة التاريخ، بعد أن سقط جدار الخوف،والرهبة لدى الشعوب التوّاقة إلى العيش الكريم , وسيادة العدالة والمساواة بين أبناء الشعب الواحد!!