قال الفقيه الثوري : بعد أن تكللت الثورة المصرية بالنجاح وحققت للعالم بريقها الفواح .بدأت ثورة اليمن بالنزول إلى السواح وبدأت بالاعتصام ورددت فليسقط النظام . وردت على من ادعى أنه خروج على الإمام بأنه من أوثق عرى الإسلام ، وكيف نستكين للظُلاَّم . قال صاحب : ( الرياض الندية في خلع الممالك الاستبدادية ) : وعندها هب العلماء ، وتزاحم الدعاة والفضلاء ، وعجت الأرض والسماء ، بوجوب خلع من أنزف الدماء . وأفاد العلامة التغييري : في ( المطلب الواضح في خلع علي صالح ) بأن جميع الأدلة قاضية بالإجماع ، وتلقاها الفقهاء بالاقتناع ، بأن ما حدث في الساحة من القتل والإفزاع ، والتزوير والوقاع ، قاضيا بخلعه عندنا بلا نزاع . وفي حاشية المطلب الواضح المسماه (بالماء المالح المتدفق على علي صالح ) قال الفقيه ابن أبي الثورة : فليفرح الجميع بالنور ، وقرب زوال الديجور ، وأن الرحيل ليس منه فرار ، بل قد صرح الشعب بالقرار . إلا أن الفقيه (الراعي) قد اعترض عليه في مصنفه ( التنكيل .. بمن دعى إلى الرحيل ) واعتراضه هذا مخالف للإجماع ، ولا تخلو دعواه من نزاع . فقد تصدى للرد عليه العلامة محب الدين الثوري في كتابة الفذ ( التبجيل في فضل من دعى إلى الرحيل ) فقال : ومن قال لهذا الظالم ارحل وغادر، فقد أمر بالمعروف بصوت هادر ، وكتب الله الأجر للمبادر ، فإنه من النهي عن الظلم والجور، وبذلك ذهب أهل الدثور بالأجور ، وليس في ذلك خلاف ولا غمزة ، بدليل (سيد الشهداء حمزة) . أه كلامه. وفي مسند الثورة : أن الاعتصام ، من الرباط في الخيام ، والمسيرات التي تخرج بانتظام ، جزء من الجهاد الذي أفتى به موضحو الحلال والحرام . قال المحقق الثوري : ومن دلائل الحق التي اتضحت ، وبانت للجميع وتفتحت ، أن جميع الشرفاء ، من السياسيين والعلماء ، وسائر الفضلاء قد توجهوا للساحات ، وخرجوا مع نسائهم في سائر الأوقات ، وسألوا الله الصبر الثبات . ومن دلائل الحق الواضح ، انه لم يبق مع المدعو صالح ، إلا الحثالات من الشرائح ،ممن زكمت الأنوف بالروائح . ومن الدلائل : هذا الكيد العظيم ، الذي استخدم كل وسائل التحطيم ، وجاء بالتهويل والتضخيم . فمما نقل عنهم أذلهم الله ما قاله الراحل صالح ، أمام جمع فاضح :حين هتف يوم الزينة ، ( أين هي أمينة ) ثم خطاباته المتناقضات ، التي أكثر فيها من السقطات ، وقد جمعها العلامة ابن أبي التغيير في كتابه المسمى ( تنبيه أهل الصلاح إلى تناقضات السفاح ) . قال صاحب مسند البلاطجة : حدثنا عبده الجندي ، قال حدثنا طارق الشامي : قال حدثنا البركاني عن دويد أنه سمع الرئيس ذات مساء vوقد رآه يحمل مكره ، ويلملم شمله للانتقام وفكره . وكأني بحاله وهو صامتُ : يريك الرضى والغل حشو جفونه وقد تنطق العينان والفم ساكتُ وقد أيقن بعدما رآه بالرحيل . وهو يحمل همه الثقيل . بعد أن مكث في ليله شاكياً عليل .وهو يردد بلا مللِ: لا يسكن المرء في أرض يهان بها إلا من العجز أو من قلة الحيلِ فقال للجميع : احشدوا البلاطجة ، من كل حارة وخارجة ، واجعلوهم يقومون بالتقتيل ، حتى يسكت الجميع عن فكرة الرحيل ، ومن حضر إلى السبعين ولي هتف ، فله من المال ما سلف ،ومن دعا لي بالبقاء ، فهو من بعيد من الشقاء . ومن ضرب مجاهد ثائر فهو بي مصدق مثابر . ومن تبلطج ، فقد أدلج ، وبالجمال هملج ،.أه كلامه . قال العلامة الثوري : في مصنفه ( طريقة الرحيل .. للصاغر الذليل ) وهذا الحديث موضوع باتفاق ، ذكره صاحب ( جمعة النفاق ) وحق على كل من وجده أن يمزقه .. وبالنار فليفته ويحرقه .. فإسناده ظلمات بعضها فوق بعض ويستحق رواته الركض والعض . قلت : وإليك حال رواته الأشرار ، في جميع دوائر القرار ،وموائد الحوار ،وهو الذي عليه قاطبة فقهاء الأمصار ، وقالوه بالعدل والإنصاف : بأنهم سلسلة الكذب والإرجاف . شهد بذلك السمان والنحاف . فأما عبده الجندي : فكذاب معتدي .. ولا عبرة بما يقوله ويبتدي . وأما الشامي طارق ، فبالنفاق عنده مشارق ، والكذب به لسانه مبلل .إن جف ظنه مقلل . وأما سلطان البركاني ، فمخبول . ولا عبرة بأقواله التي تنكر العقول . فهو وليد مطعم للفول . وأما دويد : فأجمعوا بأنه متروك ، وأقواله تملأها الشكوك . فهذه سلسلة النفاق ، والكذب والشقاق . وكيدهم متهالك ذليل ، كيف وقد دنى الرحيل . قال الفقيه اليافعي : يا أيها الشباب ،في كل ساحة عباب . لقد دنى الخروج ، وغادر العلوج ، فاصبروا فقد مضى الكثير ، وسوف يهتف الكبير والصغير ، بأن أرضا ستطرد الحقير . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون