في كارثة سيول 2008 وفي ذروة ساعة المصيبة كانت هناك قرية صغيرة غربي مدينة تريم تدعى (مشطه) كانت تلك المنطقة من بين المناطق الأكثر تضررا بين جميع مناطق أرياف المدينة ، فبينما الناس منهمكون في حالة من الذهول والصدمة جراء ما حصل وإذا بوجع الولادة يتغلغل في أحشاء امرأة وتداهمها إرهاصات وضع الجنين. هي لا تدري صعدت مع القوم الجبل لتفر من كارثة السيول وإذا بها فجأة أمام مصيبة أخرى حلت بها دون سابق إنذار .. بحثوا لها عن طبيب وبعد بحث وعناء وجدوا الطبيب الذي أخذت السيول عيادته بما فيها، وبين زفرة ولادة وأخرى وإذا بالمولودة بنت تخرج إلى الحياة في يوم اخذ الموت حياة ناس آخرون . وبعد ان هدأت وطأة الكارثة ولملم الناس حالهم واندملت بعض جراحهم أجمعت الأسرة بأن يسموا البنت (نجاة) لتخليد ذكرى كارثة السيول الأليمة ولنجاة الطفلة من ولادة عسيرة تدخلت فيها عناية الرب بولادة طبيعية. لم تترك أيا من الآثار الجانبية على الطرفين الأم والطفلة . ربما البعض تناسى تلك الكارثة غير ان الأقدار ساقت لنا الطفلة نجاة صالح بن الشيخ ابوبكر لتكون تقويماً طبيعياً يوثق تلك الكارثة الموجعة، التاريخ لن ينسى ان يسجل نجاة كطفلة أبصرت نور الحياة في ذلك اليوم الحزين، والأيام ستوثق بالطفلة نجاة صدى ذكرى الكارثة كلما كبرت يوم بعد يوم . مرت اليوم خمس سنوات على الكارثة ومعها كبرت الطفلة نجاة وترعرعت وأكملت عامها الخامس داخل المدينة بعيدا عن قريتها الهادئة الجميلة مرت السنة الأولى احتفلت بعيد ميلادها وأطفئت شمعتها الأولى ومرت الثانية وهكذا وها هي اليوم تطفي شمعتها الخامسة ولا تزال تراود الطفلة نجاة أحلام العودة إلى بيتها في القرية لتستيقظ على خرير جداول المياه وزقزقة العصافير وهواء الريف الجميل وتلعب بين حدائق المزارع وخضرة البساتين. لكن للأسف حتى اللحظة والطفلة مجبرة على العيش في المدينة طالما ان بيت القرية لا يزال خاويا على عروشه ليظل السؤال الحائر ( يا صندوق الإعمار ) متى تعود الطفلة نجاة إلى بيتها وتنهي معاناة غربتها وتكبر بين عيال حارتها ؟!!