عند القراءة المتأنية للأحداث بكل تمثلات مشاهدها وإن كانت دراماتيكية داكنة فإن للاسترجاع التاريخي لها مايعين على التبصرفي تفكيك بنيات تسلسلها وقوة ترابطها في عمق المغزى والهدف منها واستلهام الدروس والعبر واتخاذ قرارات الرد والردع السريع والمدروس بغية التحقق من مواجهات قادمة بأقل الكلف ووصولا إلى أدق الأهداف وتحقيق الغايات من فرملة تداعيات مايحدث على البشر والأرض …!! حضرموت اليوم تتعرض لمسلسل قديم جديد لضرب نسيجها الاجتماعي وتعرض هياكلها المراتبية فيه اجتماعيا إلى نوع من الاستهداف الممنهج والمقصود بغرض خلق حالة من الخنوع والانهزام الداخلي والخارجي في بنيات المجتمع الحضرمي بصفته مجتمعا مدنيا مسالما وهو ما يعزف عليه الخصوم وتغني له مافيات النفوذ استعذابا منها إلى جعله تحت السيطرة والخروج عنه هو بمثابة خروج عن الطاعة ويستحق القتل جزاء لفعلته الشنيعة هذه …!!! في حادثة كهذه التي شهدتها حضرموت الأسبوع المنصرم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وفي وضح النهار وبطلقات من طقم ( الدوشكا) دون خجل ولا وجل لمقدم الحموم بن حبريش الذي راح ضحية إصراره على أن تكون لحضرموت كلمة الفصل لما يجري فيها من انتهاك لحرمات ونهب للثروات وعبث بالأرض والمقدرات وهو ماخرج به اجتماع غيل بن يمين لكل قبائل ومشائخ وسادة حضرموت ونصبوه عليهم شيخ مشائخ حضرموت ..!! إن الاستهداف هذه المرة لكل أهل حضرموت بلا استثناء وليس للحموم وحدهم وهي قضية تمس كل حضرمي في بادية وحضر وعليهم جميعا أن يرتقوا إلى مستوى الحدث وحجم الاستهداف الذي تعرضت له حضرموت في عرضها وأرضها وهو مايجعلنا نفكر مليا في كيفية أخذ زمام المبادرة والمباغتة في الرد القاسي والموجع لمن يقتلنا بدم بارد ودون رادع ولا وازع ديني اللهم استمرأ بغطرسته وقرأ رسالة سكوت الحضارمة عن كل مايحدث قراءة خاطئة وظن بذلك جبنا منهم …!! دعونا نذكر هؤلاء بالتاريخ وما يكتنزه الحضرمي من مكامن القوة التي لاينبغي الاستهانة بها ومايقال عن الحضارمة : " قال الملك عبد العزيز: حضرموت لا تحتاج إلى رجال فرجالها أهل ثبات … وقال الحجاج يوماً عن أهل حضرموت : لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه ، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه … فانتصروا بهم فهم من خير أجناد الأرض …. . واتقوا فيهم ثلاثاً … 1- نسائهم فلا تقربوهم بسوء وإلا أكلوكم كما تأكل الأسود فرائسها … 2- أرضهم وإلا حاربتكم صخور جبالهم … 3- دينهم وإلا أحرقوا عليكم دنياكم " وعليه فإن على كل حضرمي أن يستحث الخطى نحو الدرب الصحيح الذي ينبغي أن يكون فيه وعليه فاللحظة هذه لحظة فارقة في تاريخ الأمة الحضرمية التي يجب أن تستعيد نفسها وهويتها وكينونتها بعد عقود فقدت معها كل ماتملكه من قوة ولاسبيل غير الخطى مسرعة نحن استعادة عزتنا والثبات على أرضنا والدفاع عن عرضنا وصيانة دماء أمتنا وحماية أرضنا من عبث العابثين الأمر الذي يتطلب تظافر كل الجهود لتحقيق ذلك والله يحفظ حضرموت لأهلها بأهلها.