الملك الحضرمي القديم إمرؤ القيس كان شديد الإقبال على الحياة ..محباً لها..وكان الشعر وسيلته للتعبير عن حبه للحياة ..فكان أول كاتباً للشعر العربي الجاهلي…. الملك الحضرمي تحول من مدمن لحياة الليل ..إلى فارس شجاع ..يبحث عن الثأر لدم والده المغدور فكان صاحب المقولة التي حملتها الأيام بتقلباتها والسنوات بتغيراتها والقرون بحكاياتها ..اليوم خمر وغداً أمر. اليوم يكاد الشيء ذاته يحدث مع الحضرمي المعاصر فتحول الهدوء والرصانة على جبهته إلى ملامح شديدة الصرامة والجدية . مقتل المقدم سعد بن حبريش ..لم يكن السبب الوحيد لهذا التغير ..لكنه كان آخر مايمكن أن يحتمله العقلاء.. اكثرمن عشرين عاما مرت على وحدة حضرموت مع اليمن ..ماذا كانت النتائج..وماذا تغير في حضرموت..جامعة حضرموت مقطعة الأوصال .. وتفتقر لبعض التخصصات مثل طب الأسنان. و نجاح رئيسها في منصبه يتوقف على مهاراته في الاتصال بمجلس الأمناء لدعم الجامعة. التعليم يمر بمرحلة ضعف لم يسبق أن مرّ بها في تاريخ حضرموت ..تفشى الغش بين طلبة المدارس واللامبالاة من المدرسين.. حضرموت تعاني من الكهرباء وانقطاعها وارتفاع تكلفتها…والرشاوى انتشرت ..والفقر طال شريحة غير قليله من المجتمع الحضرمي.. الأغنياء من أصول حضرميه المتواجدين في الخليج وشرقي آسيا وإفريقيا يعزفون عن القدوم إلى بلد أجدادهم بسسب البيروقراطية والفساد الإداري ..وطول بال القضاء.. حضرموت ذات ألإطلاله البحرية الأكبر بلا ميناء..وحلم الميناء أصبح بعيد المنال…فالتاجر الحضرمي يستورد بضاعته من الخارج ثم يرى بضاعته محمله على السفن تمر من أمام عينيه في بحر العرب لترسوا في عدن أم الحديدة ويذهب لملاحقتها هناك ..وينعكس ذلك ارتفاعا في الأسعار يدفع ثمنه المواطن الحضرمي الذي تعلقّ قلبه ووجدانه ذات يوم بالوحدة..واقبل على الوحدة سعيدا فرحا ..أماله سبقت أحلامه في ان يجد الرفاهية في الوحدة واللحاق بمدنية العصر الحديث في الوحدة..وتطور التعليم والصحة في الوحده ؛ لذا تنازل عن حضرميته ..ورضي ان يكون يمنياً..إلا انه لم يدر بخلده ان تصبح منارة المحضار في تريم من صنع يمني..وان يكون المهاجرون الأوائل من أبناء حضرموت يمنيين..او..أن يكون الدان تراثاً يمنيا .. أوان يرمي امرؤ القيس عباءة أكثر ممالك العرب عراقة في الشوارع والطرقات كي يمضغ عليها القات . الحضارمة العقلاء ممثلين في قبائلهم ..وضعوا مطالبهم من منطق العقل وليس من منطق الجنون..وإن بدت في مظهرها كأنما هي جنون العقلاء …لكن كان لابد من ذلك الطرح حتى يلمس الحضارمة قيمة نفطهم ..وخيرات بحرهم..وثروات أبنائيهم المهاجرين.. يلمسون ذلك تطورا في كل مناحي الحياة وفي كل مدن وقرى حضرموت.