حضرموت اليوم ليست بحاجة إلى استفتاء فيما إذا كان اهلها وحدويون أم عكس ذلك.. إذ دعى ثلاثة من ابناءها صراحة إلى فك الارتباط وهم علي سالم البيض وحسن باعوم وحيدر العطاس وإن اختلف كل من البيض وباعوم مع حيدر العطاس على الأسلوب المنتهي بطي ملف الوحدة أو ( الوحلة ) أي المأزق كما يطلق عليها اكثر الحضارمة . وإذا كان الإعلام اليمني يمتدح حضرموت بترديد انها الحضارة والتاريخ والثقافة والخير ، مقابل بترول حضرموت وضرائب ابناء حضرموت ومدا خيل موانئ حضرموت البريه والجوية .. فإنّ صخر الوجيه (( وزير المالية في حكومة الوفاق)).. بقصد منه أوعن غير قصد ونجح في حثّ حضرموت بمسئوليها وعلمائها ومثقفيها وأطفالها وشيوخها ونسائها إلى ترديد ماكانوا يتسامرون به همساً إلى أن يكون حديثهم في ((الفجريه )).. وهم يأكلون (( الباخمري )) و عند تناولهم (( الخمير )) مع التمر في حضور القهوة الحضرميه المحلاة بالزنجبيل ضحى.. وعند الغداء سواء كانت السفره ((خلطة رز بالعدس مع اللخم )) أم (( صيد مدهور ))أي سمك من بحر العرب في الفرن الفخاري.. ماذا ..جنت حضرموت من الوحدة ؟ وماذا قدمت الوحدة للحضارمة من حوافز تعين أهلها على التطور والتقدم ؟ بل ما الفائدة من وحدة نشرت في ربوع حضرموت القات والرشوة والتسول والبطالة ؟. الوحدة المعلنة في مايو عام1990م وكذلك الحرب التي تلت ذلك التاريخ كانت من أجل تطوير البلدين المتحدين وتحقيق الإنجازات التي توقفت عند ستينات القرن الراحل في وقت تقدمت فيه دول شبه الجزيرة العربية (( الخليج العربي)) المجاوره لليمن وحضرموت إلى الامام ووصلوا إلى القرن الواحد والعشرين بالاستقرار والأمن والعلم متجاوزين دولة الوحدة بما فيها حضرموت بفارق حضاري من السنين..تاركين اليمن الموحد يستوطن ذاك العصر الستيني ‘ يرفع الشعارات .. و ينتج الخُطب الحماسيه والأناشيد القومية والاوبريتات الوطنية مع سيطرة للفكر القبلي و توسع في حجم الفقر والجهل والمرض. حضرموت أدركت أنه من الصعب أن تساير منجزات القرن الواحد والعشرين وان تصل إليها التنمية الفعليه طالما أن فاقد الشيء لايعطيه وأنّ دولة الوحدة لا يعنيها أن يكون ليل حضرموت مظلم ينشط فيه البعوض (( الناموس )) ونهارها يبكي فوق أجساد أبنائها من حرارة الصيف . صخر الوجيه وزير الماليه الجديد.. لم يقدم جديدا ..ولم يقدم على جديد ..لكنه كان اكثر صراحة من غيره ..وأكثر إقداماً في التعبير عن مشاعره نحو حضرموت لأنها ليست موثقه في كُتب تاريخ اليمن أنها جزء من اليمن السعيد بل كانت ارض الاحقاف ..وموطن امرؤ القيس وإليها يرجع نسب ابو الطيب المتنبي و ابن خلدون وبني هلال في المغرب العربي ُ فلم يكن الرجل بحاجة لأن يجامل ويقوم بصرف المبالغ المقرره لحضرموت ..طالما انّ حضرموت فيداً يعطي وليس لها عطية حتى وإن كانت من أجل الكهرباء… لذلك كان على أبناء حضرموت تقديم الشكر الكثير لصخر الوجيه لأنه جمع كلمة اكثر الحضارمة..و لأول مره منذ ان تيمننت حضرموت في العام 67م على كلمة واحده وهي : نعم لحضرموت لأنها التاريخ والحضارة والعلم والثروة ..ذك أنّ في خزائن أبنائها أسباب تحويلها إلى دوله آمنة مستقرة لاقبلية فيها ولاجهوية ولا عصبيه ذات اقتصاد متين يعمل فيها الحضارمة وغيرهم من كل جنس ولون..يعملون معاً .. من اجل التنميه والتقدم والتطور والخروج من سجن ستينات القرن الماضي ومجالس القات .. وليس العمل من اجل الوحده التي لم يثبت بعد أن تخطت العشرين عاماً أنها حققت من أحلام التنمية شيئاً غير النجاح المنقطع النظير في الخُطب والأناشيد والأوبريتات.