" إن من الحكمة الآن الربط على الأفواه وتجنب الخوض في الأحداث الجارية " قال قائل… لكن أليس من الحكمة ممارسة بعض الطيش حين تستنفذ الحكمة كلَّ وسائلها وتستهلك جميع سبلها إلى ما يتغيَّاه الإنسان بحثا عن إنسانيته؟! أليس من الحكمة أن نفضَّ مسبحة الوهن التي تحجل مهرا سبّحت بانتصاراته المضامير في السماء قبل الأرض ؟! أليس من الحكمة أن نطفئ في أوداج الرياح كبتا ظلَّ يملأ غرغر الحياة سنين ؟! " ليس من الحكمة أن تظلَّ حكيما يمتطيك الجهلاء .. ليس حكيما من يمارس الحكمة بغباء . " جهلاً يُظنُّ بي حين أكتب كلماتي هذه هاتفاً مع بعض التحوير في بيت شوقي الشهير (كلنا في الجرح شرق ). غير أني أضرب عن الظانِّ بي ذلك صفحا ، فالمرحلة التي تمرُّ بها مدن الجنوب عامة وحضرموت خاصة لا تحتمل مزيد هرج أو مماحكات . تابعنا توالي الأحداث بعد إعلان الهبة الشعبية الحضرمية في(20) من الشهر الجاري لتشمل مدن الجنوب تصاديا معها , تواليا شكّل جسد التصعيد الثوري المنظّم والمتدرج والشامل لكل أطياف المجتمع الجنوبي بمختلف مشاربه ومشاريعه مما يبشّر بقادمٍ مختلفٍ وأفضل . لذلك وحفاظا على هذا ( الرتم ) والسير قدما في هذا الخط باتجاه النصر وتحرير الأرض والإنسان والثروة أشير إلى بعض النقاط المهمة : 1 ليس في ريادة القبيلة لهذه الهبة أي علامة على التخلف أبدا كما يشيع البعض, إنما على العكس تماما فأخذُنا ( نحن / القبيلة ) بزمام الأمور علامة تطور وتجاوز للدور الذي كانت تعرف به القبيلة قديما القبيلة الآن تناور وتحاور وتضغط …. إلخ 2 التركيز على الإعلام مع تحري الصدق في نقل الأخبار ، بحيث ينبغي أن يكون كل فرد جنوبي منبرا إعلاميا لنشر أخبار ( الانتصارات ) التي تثلج صدورنا بها القبائل يوميا وإرسالها موثّقة بالصور إلى وسائل الإعلام الخارجية . 3 يجب أن لا تتوقف المناورات السياسية على مختلف الأصعدة . 4 يجب عمل لجنة تنسيق للعمليات بين القبائل.ويختار لها وجهاء ومثقفون من مختلف الأطياف . 5 تعميم الدعاء والقنوت في كل صلاة في عموم مساجد الجنوب . 6 الاستمرار في المسيرات والمهرجانات . 7 الابتعاد عن التخوين والشتم . بل يجب التركيز على العدو وعدم تشتيت الناس . فكلنا في الجرح شرق. 8 يجب أن نعلم أن هذه المسألة مسألة ( حياة أو موت ) ( نكون أو لا نكون ) فلنكن عند حسن ظن هذه الأرض بنا ولا نخذلها فإننا لن تقوم لنا قائمة إن فشلنا أبدا . ولينصرنّ الله من ينصره .. فلنخرج ولتضجّ بنا حنجرة هذه الأرض . ( كلنا في الجرح شرق )