ندب الشيخ عبد الله بن فيصل الأهدل إلى إعانة الأسر المتضررة والنازحة بسبب الأحداث التي جرت في مدينة الشحر ودعا المصلين إلى تفقد إخوانهم والوقوف معهم في هذه الأزمة العصيبة التي يمرون بها . كان ذلك في خطبة الجمعة أمس بجامع الرحمة بالشحر . كما حذر الشيخ من الوقوع في الفتن ، ودعا إلى الهروب منها ، والخروج بأقل الخسائر مؤكدا على أن من أعظم أسباب هذه الفتن بعد الأمة عن ربها وكثرة الذنوب والمعاصي ، منبهًا إلى أمور عاصمة مخرجة من هذه الفتن منها : 1- الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله لقوله صلى الله عليه وسلم : ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي)). 2- الاعتصام بجماعة المسلمين وعدم الشذوذ عنها لقوله صلى الله عليه وسلم : (( الجماعة رحمة ، والفرقة عذاب )) والمقصود بجماعة المسلمين الذين على العهد الأول من أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ إذ قال عليه الصلاة والسلام : ((فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً . فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ )) . 3- الرجوع إلى أهل العلم والتواصل معهم وحضور مجالسهم ومشاورتهم ؛ فإن العلماء عصمة من الفتن ، فقد عصم الله الأمة بأبي بكر الصديق لما وقعت الحادثة الهائلة وهي موت النبي صلى الله عليه وسلم وارتداد جزيرة العرب عن الإسلام ، وقيض الله للأمة الأمام أحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن وغيرها من المواقف . فالعلماء هم الموقعون عن رب العالمين ويصدرون عن شرعه الذي فيه المخرج والنور والسعادة للأمة . 4- التسلح بالعلم الشرعي والمعرفة والتسلح بالعبادة لقوله صلى الله عليه وسلم : (( عبادة في الهرج كهجرة إلي )) . 5- خلق التأني والحلم ؛ إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس : (( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة )) . 6- الثقة بالله وبوعده ونصره بعد الأخذ بأسباب النصر المجموعة في قوله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )) . 7- البعد عن مواقع الفتن . 8- التنبه للإشاعات المدمرة وهي تكثر في زمن الفتن . 9- النظر في عواقب الأمور فليس كل قول حسن أو فعل حسن يصلح لأن ينشر ؛ ولذا أنكر الحسن البصري على أنس بن مالك تحديث الحجاج بحديث العرنيين لأنه سيستخدمه في غير موضعه . 10-الدعاء فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الفتن من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ، وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام : (( وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون )) .