عندما يصبح ل (فبراير) معناه الحقيقي بالأمل في الحياة وخروجي لشعاعها وشهر ميلادي الذي طالما افتخرت به واليوم لا ادري هل أهنئ نفسي أم أُهنئ الشعب اليمني لتحقيق معناه الآخر وهو معنى التنقية والتطهير فهنا تصبح المصادفة حقيقة ، ففيه تطهر الوطن والمواطن اليمني من زمرة نتنة ورؤوس فساد شاعت وانتشرت في بلد الإيمان والحكمة عاش فيها المواطن اليمني تحت رحمة هؤلاء في نظام فاسد كمم الأفواه وسرق الأمان واستبدل السلام بالخوف والحروب والصراعات . جعل المواطن سجين همومه لا يفكر إلاّ في لقمة يومه وبأي سبيل يحصل عليها فاتخذ نظام المخلوع من حياة المواطن شاشة عرض لفلم ملئ بالرعب اجتمعت فيه كل المظاهر الأليمة من فقر وجهل واستعباد إلى ان استحكمت حلقتها فرجت وظننت أنها لن تفرج . فجاء الأمل بعد اليأس من صرخة مظلوم طالما حلم بان يعيش حراً في وطن سبق ودحر الظّلام بعزيمة شبابه ورجاله فانبثق شعاع الحرية في فبراير مثل يومنا هذا واختار الشعب مصيره وقرر إسقاط نظام الطغاة والتخلف ورسم وبناء اليمن الجديد. مثل يومنا هذا انتهى عهد التوريث وأشعلت شرارة التغيير في كل أنحاء الوطن الحبيب فسقط الشهداء واعتقل الأحرار وجفت الحناجر بالنداء بما آمنوا به نحو أمل جديد في إمكانية التغيير والتحسين من صورة اليمن الذي لوثها النظام السابق ولطخها بألوان العنف والصراعات والثأر ، فبتضحيات الشباب في ميادين الشرف والتغيير تحقق الحلم والهدف الذي رسم بدماء الشهداء وأقسم عليه الثائرون بإسقاط نظام الفاسدين من حكم العائلة وها هم يجنون ثمرة نداءات التغيير وتنضج رغم كثرة المتآمرين والحاقدين والداعين للفوضى . فبالثورة تحققت المبادرة وارتسم المسار وبالثورة اختير ربان المسار وفي الثورة تساوى الثوار تحت شعار الشعب يريد النظام إسقاط النظام . وفي ذكراي وذكرى الثور إليكم رسائلي : أولا : إلى شباب التغير شباب الثورة أقول إن التحديات لازالت مستمرة لأنهاء النظام الفاسد وان العراقيل ستقف أمام كل هدف نريد تحقيقه وان لكل فعل ردة فعل فلن يهدئ بال من خلع حتى يثأر منكم وان حقده الدفين اتضح في خلطه لأوراق اللعبة السياسية وتسوية المسار السياسي في نزع الأمان واصطناع الفوضى أينما تحل المصلحة الوطنية بالاعمال الإرهابية في أوساط المجتمع اليمني . ثانيا: إلى أعوان المخلوع الذين يتلونون كالحرباء وبأشكال مختلفة نقول لهم مهما صرختم وعرقلتم فلن تستعبدونا بعد اليوم لأننا ذقنا الذل بنظامكم الفاسد وجاء فبراير ليطهرنا منكم ويطعمنا معنى الحرية وبأذن الله ستحبط جميع أعمالكم . ثالثا : أيها المواطن المهموم فلا حياة مع اليأس ولا تجعله يخيم عليك قم وانفض عنك غباره ليظهر الأمل من جديد في حياتك نحو يمن مشرق ومستقبل واعد لك ولوطنك فضع يدك بأيدي أخوانك الطامحين في الحياة السعيدة والبعيدة كل البعد عن الظلم والفساد. وأخيراً نسال الله عز وجل أن يفك أسر معتقلينا من شباب الثورة ويعافي الجرحى ، ويرحم شهدائنا الذين سقطوا في ميادين الشرف في أعظم جهاد لقول حق في وجه سلطان جائر .