دوافعي لكتابة هذا المقال كثيرة ليست مادية بطبيعة الحال بل وطنية _انسانية بحثة فأنا لست مخلوق للأكل والشرب والسب في الحكومة حال جوعي ثم ما ألبث أن الزم الجدار في حالة دسهم لي مبلغ وقدره لكي أشبع والعب بما تبقى وأعود وأرغي مرة أخرى فيهم لأحصد مبلغ أخر لفصل أخر كحال الكثيرين هذه الايام ، ولست أدري لم تذكرت جدي " رحمة الله عليه" وأنا أسطر هذا المقال وأضع عنونا له بالمرض الذي أختطفه منا ، جدي الذي يرقد الان بين لحد القبور بعد اصابته "بمرض الزهايمر " المرض الذي تتلف فيه خلايا الدماغ رويدا رويدا فيصبح المرء بعدها كالطفل لا يدري عن شيء ولا يعلم عن أحد ، هذا المرض الذي تعيش حكومتنا مراحله الاخيرة الان !! عاما خلف عام ومصيبة ورى أخرى وكارثة تتبع كارثة ولا حلول ولا تحسينات ولا خطط لمعالجتها فقط الاحتساب لرب العالمين وكأنها رابعه أخرى يحقق الله أمانيها لحظة دعائها، بالتأكيد المقارنة هنا بين جدي "الحاج عبدالله " و الحكومة ظالمة جدا الا أذ كنت قد أصبت بالزهايمر أيضا من جرى ما شهدته وعايشته في هذه البسيطة ، كلنا علم أن ما نمر به الان هو نفق مظلم طويل لا خلاص منه وكل ما اقتربنا لمفترق طرق عدنا من جديد لنقطة البداية ، وكأن مؤتمر الحوار الوطني الذي عايشنا أحداثه و ما فيه من همجية وعشوائية لم يكن بالكارثة الاخيرة الذي تعايشه بلادنا والجنوب بشكل خاص فعمر الشقي بقي فلحظة احتفال صنعاء باختتام حوارها كانت حضرموت ترزح تحت قصف الطائرات بذريعة القاعدة في حين أنهم لم يكونوا سوى أبطال الهبه الشعبية في عقبة عبدالله غريب والشحر والغيل وغيرها من أماكن التمركز الشعبي وهناك قصف الضالع الذي غضت العيون المحلية والدولية أبصارها عنه مفضلة التعفف بدل التضامن أقلة وهلم جر من لخبطات حكومتنا الكهلة ، قبل فتره عند مطالعتي لصور من ثورات مصر لفتتني صورة لشيخ يحمل لافته كتب فيها " الحكومة خادمة الشعب لا الشعب خادمها" ! التمعن في هذه العبارة أخدني بعيدا لم يوقظني منه سواء صوت والدي مطالبا بكوب شاي !، فهي حقا تحمل من الدلالات الكثير أبرزها أننا نحن من أخترناهم ليحمونا ليصونوا حقوقنا ليدافعوا عنا لا ليقتلونا بالعشرات ويسجنوننا بتهمة الاشتباه أو رش الغازات فينا في حالة التظاهر للمطالبة بحقوقنا، وكأننا عبيد لا أمة لطالما وكانت سباقة في رسم التاريخ وبدايات التطور قبل التورط في ما يسمى بالوحلة، وفي حالة التقصير يحق لنا محاكمة المقصر والمتسبب والمتورط حالنا حال الدول العظمة التي كثيرا ما عقدنا المقارنات معها متمنيين خطب ودها، مجرد تساؤلات بريئة خطرت لي وطبعا لم أجد لها أجوبة ومن كان يملكها ليفتيني قبل إصابتي بالزهايمر : قصة شامبنيون السفينة العجوز الا يحق لنا بفتح ملف تحقيق ثاني وثالث ومليون لقضية تلويثها مياه بحر مكلانا؟؟ المجاري والصرف الصحي والبنية التحتية الهشة لحضرموت الا يحق لنا محاكمة الرؤوس الكبرى المتسببة فيها ؟؟ قضايا هروب السجناء و"المسجلين خطر" الا يحق لنا محاكمة المهربين والمتورطين ؟؟ قاتل شهيد الفساد بن حطبين الى أين ؟؟؟ مجازر الضالع وماذا بعد؟؟؟ قتلة بن حبريش و بازنبور وشهداء الهبه كيف حالهم؟؟؟ الشبيح الارعن الذي قام بالأمس بهتك عرض تلك المناضلة ابنة عدن ألا يحق لنا أن نطالب بمحاكمته ؟؟ و يا بلادي واصلي والله معاكِ وأصلي ونحن وراكِ وراكِ وراكِ !!