الاخوة الزيود ما استساغوا مدرسة النص على الامام او بعبارة اوضح الوصي علي امة محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وعدم الاستساغة جاءهم من ناحيتين الاولى الطمع في العمل السياسي الموصل الي سدة الحكم والثانية تأثيرات فكر المعتزلة ( اهل العدل والتوحيد ) في تكوينهم حيث ان اهل العدل والتوحيد سبقوا عصرهم في الاخذ بالنظرة المدنية الصرفة المستندة علي العقل اتجاه السياسة وعلم الاجتماع وصراع المطلق مع النسبي ليس الا، لذا بصراحة تامة التعيين بالنص يندرج عندهم في عداد الميثولوجيا ومن هنا استخرج علماء الزيدية عدة شروط للخروج علي الحاكم الظالم المستبد والمطالبة بالحكم اهم هذه الشروط الشجاعة والعلم وتعد حادثة احتلال الجنوب وبالاخص في اجزائه الشرقية ( حضرموت ) من قبل الصفي احمد مبعوث الدولة المتوكلية القاسمية في القرن الحادى عشر الهجرى كان من نتائج الظلم والغساد من قبلهم في حضرموت الذى وصل الي درجة ان لقب ابناء حضرموت الغازى الصفي احمد بسيل الليل عكست بآثارها السلبية علي تلك الدولة وخلفت الغرصة السانحة بخروج اكثر من امام في ناحية ما من نواحي تلك الدولة بكل تاكيد يعد خروج اولئك الائمة منطقيا وعادلا الي حد ما لما حل من ظلم وفساد وهزائم عسكرية لحاكم تلك الدولة في حضرموت لكن الذى لا يستسيغه العقل السليم اى الفطرة خروج اكثر من امام في الجنوب بعد احتلاله باستثناء مفجر الثورة الزعيم حسن احمد باعوم الذى نبذ مرض النرجسية وتضخيم الذات وآثر تقديم وحدة الصف الجنوبي علي ان يتشبت بالامامة علي الرغم انه حائز علي شروطها والتي اهمها الشجاعة لذا سما فوق جراحه وفضل العفو عن ما حصل له من قبل من يتحد معهم اليوم اما الاخرون فبدلا ان يتحدوا ويختاروا اماما واحدا يجمع كافة الشرائط ادعي كل واحد منهم احقية خروجه علي المحتل بالكييفية التي تخدمه وان كانت تضر بالجنوب والاغرب من تعدد هولاء الائمة الجنوبيين الخارجين علي المحتل اليماني هو انعدام السبب من اجل ان يكون التعدد منطقيا ووجيها جدا اى مقبول عند المستمع والدليل علي ذلك ان الواقع الحاضر ينحصر في امرين لا ثالث له اما التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية او القبول بفكرة الاقالبم الستة المرعاة من قبل المجتمع الدولي والمجتمع الاقليمي وللجنوبيين حرية الابداع في كيفية الاحتفاط بالهوية الجنوبية الواحدة للاقيليمين معا لكن ان ينعقد موتمر جنوبي اول في مدينة المكلا تحت شعار معا من اجل حق تقرير المصير لشعب الجنوب واستعادة دولته من قوات الاحتلال الهمجي لنفجا ان الطريق الموصل الي ذلك هو ارغام الزمن لان يعود الي الخلف لتحقيق دولة يمنية مكونة من اقليمين فلعمرى ان هذا هو العبث بعينه المتمثل في ارجاع عجلة الزمن الي الخلف وقد طارت الطيور بارزاقها والاجدى هو اما الاصطفاف مع من ينادى بالتحرير والاستقلال او القبول بفكرة الجنوب يتكون من اقليمين الفكرة المطبقة علي ارض الواقع وغير هذا يكشف عن حقيقة التاثر بفكرة نطرية الامامة عند الزيدية مع فارق القياس علي حد قول علماء اصول الفقه الاسلامي ليس الا ومما يلفت النظر في اصحاب الموتمر الجنوبي الاول المنعقد في مندينتنا المكلا انه يجمع بين المتناقضات الخارجه عن حد فن الممكن الذى يجعلنا ان نطمئن الي صحة ما ينادون به من توحيد الجنوب في اقليم واحد ففي هيئة رئاسته سلاطين يرفضون الانضواء في اقليم حضرموت ويعملون علي اعادة التشطير السابق منذ ما قبل عام 67م بينما الاخوة الرفاق اى الائمة كما يزعمون ضد تقسيم الجنوب الي اقليمين وان تم فعلا كذلك من بين اعضاء هيئة رئاسة الموتمر اشخاص ينتمون الي احزاب يمنية رحبت بالاقاليم الستة وآخرون لما بعد ينادون بفكرة عدن للعدنيين ومكذا هلم جر العبد الفقير الي المولي سبحانه وهو طبعا انا الكاتب يستهدى بنظرية علمية بحتة ترقي الي درجة المسلمات والبديهيات خلاصتها ظرح الكلام جانبا وعدم الاتشغال بالتفسيرات اللغوية من حيث مفرداتها ومضامين معانيها والتركيز علي الشخوص لنصل الي نتيجة قطعية بحتة هي الدعوة الي خلق اكثر من اقليمين في الجنوب تصل ما لا يقل عن ستة اقاليم في الجنوب قابلة للتفريخ مضافا الي الاربعة الاقالبم اليمنية والسبأئية ويتم ذلك كله تحت شعار الدعوة الي توحيد الجنوب في اقليم واحد وبهذا قد حررنا انفسنا من سجن الالفاظ ومضامين معانيها حتي لكي لا نكون كرهين المحبسين ابو العلاء المعرى لما قيد نفسه بالالفاظ ومعانيها ظل رهينة لها الي ان قال تناقض ليس لنا الا السكوت عليه ونستعيذ بمولانا من النار ليس الا والله من وراء القصد باحث ومحلل سياسي له كتاب ينتظر الطبع عن الهويات الثلاث (ج وس وي)