ما الذي يفعلونه ببندر يعقوب عاصمة الكسادي وعاصمة المدنية الحضرمية السباقة الى مجد العرب وروح الحضارة القديمة والجديدة ؟ ما الذي فعلتموه بمدينة المكلا الحضرمية على مدى سنوات وايام وساعات ، منذ أن شاهدناكم في سوق المكلا وذلك اليوم اللئيم عندما داست أقدام الوحش المتنمر بعد معارك على كل الجبهات لصد سيل الظلم و مباغتة الاعداء ممن يدعون انهم جزء من بلدنا اليمن ، وكان علينا ان نسقط تحت جنازير الدبابات يوم جئتم تحملون البغض والكره لنا ، رأيناكم في شارع المكلا التليد الطاهر لتدخل حضرموت يومها قسراً في متاهة ونفق لم تخرج منه الى الأن .. وذهب كل شيء.. ذهب ما بناه الرجال الصالحون الحضارم منذ أن قام رجل السلام أبوبكر بن شيخ الكاف والسلطان صالح القعيطي والسلطان الكثيري ورجال كرام واوقفوا الدم و الثأر وصنعوا الصلح والسلام الحضرمي الذي نطلق عليه ( صلح انجرامس) ، والذ جعل مدننا وقرانا وأسواقنا لنا ، أسس الكسادي والتميمي والكثيري والعمودي نظام السلام في كل قرى حضرموت هؤلاء اجدادنا كتبوا لنا لوح به كلمتان ( الامن والسلام) وكان الامل وكنا خير رجال حملنا رسالة الاسلام وكتبنا على جباهنا نحن وربنا و الحمد لله . واليوم نسمع صراخ النساء والاطفال والخوف في مدينة المكلا والشحر وشبام ونرى المدافع والمعدلات والوجوه القاسية والايدي الغليظة الممسكة بالمدافع تضرب بيوت أهلنا في الديس حيث قام هناك معسكر السلام من جيش النظام الحضرمي والجيش البدوي والقادة العظام من أمثال ( بن سميدع والبطاطي والجوهي) وصانوا قلوبنا وعارنا واموالنا وحسموا بولائهم الجنوب و ميزان الثورة ، وحفظوا حدودنا والذي بعتوه بالمزاد بالمتر والشبر لضمان بقاء الكرسي في صنعاء لحكمكم الذي غير الواقع وفق ما أردتم بعد انتكاس الحلم وهجم الفكر القبلي وحلفائه ومزقوا النوايا الوطنية وتقاسمتم الفيد والكسب وتصدير القمع والانتهاك الى كل الجنوب وأولها حضرموت رأس وركن المنطقة كلها وميزان العدل فيها . نعم ذهب المنهالي الى العبر وذهب باحاج الى قعوظة وذهب النهدي الى قصيعر والغرابي الى حجر وتوزعنا نصون رؤية الحاضر و المستقبل الذي أنطلق من مشروعنا المبكر لخدمة المنطقة بما يشمل النهضة والسلام والثقافة والقضاء على الجاهلية القبيلة أتصالا بالنظام الوطني في الجنوب الذي ورث المشروع وتقدم به الى الامام . كلنا حضرموت وهي أمنا نحبها وعندما شاهدناكم تضربون المكلا حي الشهيد خالد بن هامل حيث سكن أستاذنا الاول ( عمر بن سهيلان ) وسعيد مهيري وعلي حورة والوزير ( قيسان) وآل باني وآل بازنبور وكل النسيج المكلاوي ، ما الذي تريدونه من نوافدنا ومن منازلنا في الديس وحي السلام والشحر والغيل ؟ لماذا تضربون المكلا بالطيران ؟ و يا خوفنا من ما تنبئ به خفايا صدورنا و سوء نوايا صدوركم لإدخالنا بيت الطاعة وحتى لا نرفع الرأس من حظيرة نواياكم. نأسى على ما أصابنا وندعو الله أن تكف أيدي التتار عنا وأن تسقط الافكار والنوايا اللئيمة ، التي جعلت من حضرموت منطقة منكوبة ، حيث تدور المعارك ويتصارع المتآمرون في صنعاء ويرسلون القذائف والدبابات والصواريخ الى الشوارع وهم يصرون على أنه السلام والاقاليم . فما المراد من هذه الاقاليم ؟ و ما لهدف من ضرب حضرموت وزرع الخوف في كل سكانها؟ لن تهدأ الاوضاع في وجه هذه الانتهاك السافر المعلن أمام الملاء في اليمن وفي جدة والرياض وأبوظبي والكويت ومسقط و ما حولها .. ولن يهدأ بالنا في حضرموت حتى نأخذ حقنا من كل من أذنب وتمادى فينا ونتساءل هنا أين رجال الحوار؟ هل يشربون الدم هم الاخرين؟ أين العقلاء ؟ لا أحد ولا صوت ولا نداء عندما تضرب حضرموت او يضرب الجنوب او يقتل الشباب في عدن او المكلا او المسيلة ؟ لماذا يصرخن النساء في المكلا؟ ويستمر الصراخ ويسقط الرصاص ويحترق الدكان المكلاوي الفقير الذي ليس به نفط بل يملك النفط من بيده البندقية من مال النفط. أننا أمام محنة حقيقية خرجت عن طورها ولم يعد أحد ولو للحظة يشعرنا ما المراد من كل هذا السقوط ؟ الذي جعل المكلا عرضه للانفلات الامني والتوجه الامني الخطأ بكل تفصيله المبهمة ولحظتها فقط ينطلق الدعاء الى الله ربنا.. اللهم أحفظ مدينة الصالحين وأحفظ أهلنا وأطفالنا وعائلاتنا ، فالمكلا في حالة رصاص ودماء وعسكر ويصمت المنتفعين في صنعاءوحضرموت هؤلاء المهزومون وأذيال النظام والسلطة والنفوذ والقوة المتنفذة في السياسة وتصدير الازمات . هؤلاء رجال الطاعة العمياء ضد أهلهم وضد منازلهم وضد شارع المكلا الطاهر.. أننا نتساءل ونضع كل هذا أمام الحكم المحلي في حضرموت ومدى نقاط صلاحياته ما بين هذا وذاك و كذلك يقف السؤال حائرا أمام مخاوف كثيرة من أدخال حضرموت بالذات وفي هذه الظروف لاستكمال أهداف النظام الاستراتيجية والمتحالفين والقوى المتصارعة لإخراجنا عنوه وتحت الضرب من التسويات القادمة في المنطقة والاقليم لاستكمال ما أنتجته حرب صيف 94 والذي غدى هو المشروع القديم الجديد الذي تلعب به الايادي السيئة النية تجاه حضرموت المال والفكر والثقافة والنهضة واخماد كل ما نصبو اليه وهذا في اعتقادهم وهو ما يرفضه شارع المكلا العريض الطويل الممتد من حي الشهيد الى حي الخور بالشحر وكل أحياء القطن ودوعن وتريم و قصيعر . أننا في حضرموت نقرأ الورقة جيدا ونخفي بقية الاوراق ، ندفنها في صدورنا وإن تأخرت خطوتنا أو توقفت حمولة ركابنا فأننا في الطريق تحت غبار كثيف من دخان القنابل وتحت أزيز الرصاص ندوس بحذر في الارض المملؤة بالألغام يقودنا حدسنا وصدق القلوب ودعوات الصالحين منا، لن نسقط طالما فكرنا حياً يشتعل ومقاومتنا ورفضنا للانتهاك والضرب المقصود تترجمه أعمال شبابنا وروح الحراك فينا الذي يحيا ولا يموت بل يصرخ في الصباح والمساء : أيها القوم أنهضوا فقد ولى عهد الظلام وبان الصباح ونردد ما قال الشاعر الحضرمي الصريح باحريز: ذا فصل والثاني سمعت القربعه مانا صقع وفهمت مطلوب الجماعة لي يقرعون البواب عدتي في داري ولابغيت الزيارة بافقع ومعي لي يبيضون الوجه في شيبة وشاب والله من وراء القصد.