ففي يوم الأحد 2/يوليو 2012 اعتصم أعدادا كبيرة من أبناء مديرية ساه أمام البوابة الشرقية لأمن شركة توتال العامله في بلوك عشرة ، والاعتصام هو امتداد لوقفة احتجاجية نفذها هؤلاء الشباب يوم السبت بتاريخ 30/6/2012 تم تعليقها بناء على وعود بحضور مسئولي الشركة للتفاوض معهم ,وكان من أهم أسباب الأعمال الاحتجاجية هي وعود الشركة بتطبيق نظام عمل لدى جميع الشركات العاملة من الباطن بنظام عمل شهر عمل وشهر إجازة مما يعني طلب عمالة جديدة ، وهو مااستبشر به المواطنون بالمنطقة لمساهمته في استيعاب العشرات من العمال من المنطقة التي تعرضت في عام 2008 لنكبة السيول حيث تدمرت المزارع وكثرت البطالة . المواطنون يدعون بأن الشركة حددت نهاية شهر يونيو / حزيران2012 هو بدئ لتطبيق للتشغيل بالنظام الجديد , ويبدو أن مجموعة من المقاولين تذمرت من هذا النظام ورفعت بشكوى لوزير النفط بحكومة الوفاق الوطني مدعيين بأن هذا سيكلفهم بالرغم من تعهد ادارة شركة توتال بأن تعتمد ذلك في فروق الاسعار , وفي الساعة التاسعة صباحا توافدت أعدادا هائلة من قوة أمن الشركات بالمسيلة التي يقودها القائد أحمد الضراب حيث تواجد قرابة 500 عسكري وضابط مدججين بالسلاح بقيادة القائد احمد فرج حيث تواجد القائد وبدأ يتخاطب مع قيادة الاعتصام وطلب منهم الابتعاد عن موقع النقطة فاشترط المعتصمون أن لا يتم مرور أي سيارة تابعة للشركة حتى يتم إنهاء عملية التفاوض ((هذا حسب ما ورد عن احد أعضاء لجنة الاعتصام مسؤول مكتب العمل السابق – سعيد يماني الجابري )) وفي تلك الأثناء جاءت أحد سيارات الشركة وقام أحد أفراد الجيش بفتح البوابة لها مما أثار غضب الشباب فأقدموا على سد البوابة مما أدى إلى اعتداء العسكر عليهم رميا بالرصاص في الجو وتحت أرجلهم وبالعصي والحجار ما أدى إلى إصابات وجرح العديد منهم وصل العدد إلى 30 جريح بين إصابات خطيرة ومتوسطة وخفيفة ، وفي تلك الاثناء تم اسعاف بعض المصابين الى المركز الصحي بساه حيث أصيب أحدهم بطلق ناري في قدمه وآخر مصاب إصابات في رأسه . يذكر ان هذا الشخص ويدعى بن جوبح انه تم اطلاق النار عليه بعد طرحه أرضا وتم ضربه بالعصي والهراوات وقد أجريت له الاسعافات الأولية في عيادة الشركة ثم تم نقله الى مجمع الوادي بسيئون حيث اجريت له عملية في قدمه, وعند مشاهدة العاملين بالشركة من ابناء المحافظة امتعضوا من السابقة الخطيرة التي حصلت ودعوا لاجتماع طارئ قادة مجموعة من ابناء مديرية ساه و قيادة النقابة بالشركة ممثلة بالأخ عوض العوبثاني و مراد العامري , حيث تداعى اليه مجاميع من العاملين من ابناء المنطقة من الشركات المقاولة من الباطن ، وهو ما وقف العمل في طريق العمال الى المقر الرئيسي لشركة توتال ، وقد تم اعتراضهم من قبل قوات الامن ثم تهديدهم بالسلاح وتوقيفهم عن التحرك او القرب من المخيم الرئيسي للشركة الأم توتال . بعد هذا الحراك والعدوان وصل الخبر الى قيادة عمال الشركة الأم توتال وطلبو من مدير الشركة السماح لهم بالدخول وحضور فعاليات الاحتجاج ففوافق المدير مما تم التنسيق مع الجهات الامنية والسماح للعمال بالدخول , وتم السماح بوفد ممثل للشباب المعتصمين بالدخول لموقع الشركة المطوقة بالأمن , حيث عبر مدير موقع الشركة عن اسفه لما حصل وتعهد بعدم تكراره وشدد بأن سياسة شركة توتال هي التواصل مع الموطنين والحوار والعمل الجماعي لحل المشكلات وديا وان ادارة الشركة غير راضية عما حصل , وقد استمع المدير للحاضرين ومطالبهم والتي لخصوها في محاسبة الجناة المعتدين من العسكر ومحاكمتهم عما ارتكبوه بحق المعتصمين السلميين وشددوا أنه حان الآوان عن كشف القناع وطالبوا برحيل قائد أمن الشركات أحمد الضراب وأنهم سوف يطالبون الجهات العليا بالدولة برحيله في أسرع وقت ممكن . وبعد ذلك اللقاء تم اجتماع مغلق ضم كلا من مدير موقع الشركة وممثلي المعتصمين بقيادة سعيد يماني الجابري و امير بن الشيخ ابوبكر وممثلي عمال شركة توتال مراد العامري وعوض العوبثاني وزياد العلواني مسؤول التوظيف المحلي بالشركة الذي وصل بعد الحادث على متن طائرة الى موقع الشركة , حيث استمع المدير من الحاضرين عن ملابسات الاحداث وكيف حصلت تلك المشكلة , وأكد انها لن تتكرر وتخاطب مع الادارة العليا بالشركة ممثلة بالمدير العام للشركة حاتم نسيبة الذي كان في مهمة عمل بالإدارة العامة بباريس .. وقد منح ممثلو المعتصمين مهلة لمدة اسبوع أقصاها يوم الاثنين الموافق 9 يوليو مالم فإنهم سيعيدون تنظيم اعتصامات مستمر مرة أخرى . وقد تطرق الاجتماع أيضا لما تعرض له عاملين من أبناء قبيلة العوابثة من تسريح من العمل من قبل أحد الشركات المقاوله ، حيث وضح الأخ عوض العوبثاني بأن مجاميعا من شباب العوابثة يعدون لتظاهرة سلمية الأسبوع المقبل ، وأن التنسيق لها قبل حادثة اعتداء العسكر على اعتصام ساه ، مبينا العوابثاني في الاجتماع بأن العاملين اشتكوا عند الشركة الأم دون إنصافهم ، إضافة لمطالب بالعمالة من أبناء قبيلة العوابثة سبق وأن قدمت في شهر فبراير الماضي بعد اعتصام دام نصف شهر ، وقد تدخل الأخ المحافظ خالد الديني ووعد بحل مشاكلهم وتحقيق مطالبهم الا أنه مرت تلك الفترة ولم يتم تحقيق أي شئ من الوعود – حد تعبير العوبثاني – وشدد العوبثاني على أنه في حالة استخدام القوة ضد أبناء قبيلته فإن العواقب ستكون وخيمة . وهنا تدخل مدير الشركة وطمأنه بأن ماحدث لن يتكرر ، وعبر عن ارتياحه لأبناء هذه المنطقة ، وقال لولا الوضع الأمني في اليمن وإلا فإننا لن نحتاج لجيش يحمينا في هذه المنطقة ، ووعد بأن سيتابع بنفسه قضية تسريح العاملين .