ليس الانفلات الأمني وحده هو ما يُكابده المواطن ويُعاني منه في هذا البلد, فهنالك أنواع أخرى يُعاني منها بنفس درجة معاناته من الانفلات الأمني بل ربما بصورة أكبر,منها الانفلات في الأسعار فكل تاجر يبيع بالسعر الذي يعجبه ولا أحد يستطيع أن يقول له ثُلث الثلاثة كمْ لا رقابة ألبته على الأسعار,يعني انفلات في الأسعار حدّث عنه ولا حرج,فلا أحد يسِتمع لمعاناة وشكوى المواطن البسيط من ذلك الانفلات الذي يقصُم ظهره وحده دوناً عن غيره من أساطين الفساد الذين لاتهمهم الأسعار لأنهم في منأى عن تأثيراتها فالمال العام تحت أيديهم يتصرفون فيه كيفما شأوا فيصرفون لأنفسهم الحوافز والمكافآت وبدل السفر والاجتماعات واللجان وهلم جراء من الصرفيات تحت مسمياتٍ مختلفة,والنوع الآخر من الانفلات هو الانفلات الصحي,فالوضع الصحي في تدهور مستمر وأكبر دليل على ذلك رحالات الطيران الأسبوعية إلى مصر والأردن أغلب ركابها من المرضى الذاهبين للعلاج في هذين البلدين حتى أصبحت تسمى رحلة الطيران إلى هذين البلدين بطائرة (العيّانين) أي طائرة المرضى,فلا يستطيع أحد أن يكابر ويقول أن المواطن في هذا البلد يعيش في وضع صحي آمن وعال العال.!! ,فالإمراض في انتشار وتزايد وخصوصاً أمراض السرطان التي أصبح انتشارها مُقلقاً في ظل عدم معرفة أسباب ذلك الانتشار ووضع صحي متدهور وخدمات صحية دون المستوى وانعدام الكثير من الأجهزة الطبية الحديثة في أغلب المستشفيات العامة,وبالطبع المواطن البسيط وحده من يتحمل تبعات ذلك الوضع الصحي المتدهور والانفلات في تقديم الخدمات الصحية الجيدة له حتى على مستوى الأدوية التي أغلبها تأتي عن طريق التهريب وتكون مضارها أكثر من نفعاها , في حين أن علية القوم وأساطين الهبر عندما يصاب أحدهم بزكام يسافر إلى أوربا وأمريكا للعلاج في أرقي مستشفياتها,بينما المواطن البسيط يبيع كل ما يملك من أجل توفير تكاليف العلاج وربما لا يتمكن من ذلك,فهنالك أنواع وأنواع من الانفلات في هذا البلد يتحمل تبعاته المواطن البسيط وحده لنا وقفات آخري معها أن شاء الله..