فن العمارة في وادي حضرموت الذي تميز به منذ الازل ولازال الى يومنا هذا يحرص المواطنين على المضي على نمطهم في العمران الذي تميزوا به وميزوا وديانهم المتعددة التي تبنى منازلها أيضا من الطين .. فكيف يتم البناء بالطين .. يبدأ هذا من نقطة البداية الا وهو اختيار نوعية التربة فالطين يجب ان يكون من النوع النقي من كل شائبة بمعنى أوضح ( الصلصال) ,, يجمع الطين في كومه كبيرة يعمل في وسطها حفرة واسعة ويصب فيها الماء ويرش عليه التبن .. ويدخلها الرجال الأشداء فيدوسون التراب بأقدامهم ويخلطونه بأيديهم وتسمى هذه العملية ( المقلب ) أي يقلب الطين مع بعضه بواسطة الماء والتبن ( والتبن هو الحشائيش البيضاء القاسيه ) من أعواد القمح ) . بعد ذلك تتناقله الأيدي ليوضع على خشبه معدة لذلك تسمى ( الرعه ) وهي عبارة عن خشبه ذات أربع زوائد أفقية تضع عليها الطين المقلوب ويحملها اثنان من الرجال وتبدأ المرحلة الثانية بحيث يستلم الطين عمال آخرون بأيديهم مربعات خشبية توضع وسطها الطين وتسمى ( المفتل ) وهو عبارة عن خشبة ذات فتحتين يصب فيها الطين بشكل قوالب وعلى هذا النمط يضع تحت أشعة الشمس الحارقة ليتم تجفيفه وينقل بعد ذلك .. ويسمى ( المدر ) . أما أساسيات العمارة الحضرمية فهي بسيطة التكاليف فتبدأ من اختيار الموقع الصلب ولهذا وصف الساس الحضرمي الشاعر حسين المحضار في كثير من قصائده :: مثل : العمد على الساس حيث يتكون الساس من قطع من الأحجار يتم جلبها من الجبال على أن تكون من النوع كبيرة الحجم يتم تقطيعها بشكل مربعات صغيرة . ثم تبنى مع بعضها دون إضافة اي مواد عدا الأحجار الصغيرة ويتكون الأساس عرض أكثر من متر وارتفاع الى ثلاثة أمتار وقد تزيد اذا انعدمت الصلابة بعد ذلك ترمى الأحجار الصغيرة بداخل المبنى الأولى الساس ويضاف إليه النيس ليتم تسديد الفراغات الارضية وغالبا مايضع النورة البيضاء مع الرماد وبعد ذلك يتم البناء .. اما طريقة البناء . فان الباني الماهر هو الذي يتم اختياره في تشييد المعمار ويطلق عليه : المعلم ، احتراما لمهنته ويعتبر المعلم قائد فريق العمل المكون في الغالب من : المقربين . أي الذين يحملون المدر والذين يحملون الطين المعمول أيضا الذي يدخل في البناء كعامل أساسي حيث يتم وضع خلطه الطين المعمول بالتبن وتوضع فوقه المدر .. ويبدأ : المعلم في وضع أساسيات الأركان ومن ثم يبدأ بمد خيط رفيع لكي يحافظ على استقامة المبنى ويبدأ عمل الباني في رص حدود المتر ويسمى ( الموفر ) ويتكون مبنى الطابق الواحد من خمسة موافر ( أي خمسه أمتار ، فعندما يعلوا البناء لأكثر من مترين فانه يتم الاستعانة بالسلالم ويطلق عليها هناء ( المشعبة ) فيقف احد الرجال الأشداء في وسطها ليتناول المدر والطين من زميله الذي في الأرض ويقدمه بدوره إلى المعلم الذي يقضي كل يومه من الصباح إلى المساء وغالبا مايكون وقت الغروب وهو في وضع منحنيا . ايضا من أدوات المعلم السيف الذي يتم به تعديل الزوائد من الطين والمدر بعد ذلك .. ياتي دور التشطيب الخارجي بالطين الناعم ويتولى هذه المهمة رجل خبير في هذه المهنه فيتم تنعيم الطين لكي يتكيف بيده لما يضعه في الجدار ويستخدم خشبه ناعمة طويلة لها مقبض من الوسط وبها يتم التشطيب الأولي . - مصدر المعلومات : صفحة الأخ حامد الحامد