للصحفي الإعلامي الصديق حسين محمد بازياد هاجس عجيب تلتقي فيه المكلا بكل خصائصها فلا يفتأ بومحمد يندمج في كل تفاصيله مع المكلا في مد بحرها وجزره وفي استنشاق كل روائحها تلك الروائح التي نبتت في راحتيه مثلما نبتت أصابعه التي تتقن الإمساك بالقلم وبمصافحات الود لكل أصدقائه ومحبيه من كل المدن والمناطق والمحافظات والدول العربية . كان لي مع حسين ومايزال سجلّاً حافلاً من الود والاهتمامات الفنية والأدبية والإذاعية التي شجعني على تعاطي أسبابها ونماذجها منذ سنوات طويلة الى الحد الذي صرت فيه جزءً منه وصار جزءً مني بل صرنا ضمن قائمة الاهل والاقارب ، فلافرق بيني وبين شقيقيه هاني ومجدي ولافرق بينه وبين اي فرد من افراد اسرتي واهلي ، لم تكن مساهماتي الفنية والإعلامية المتواضعة هي السبب الرئيس في إحاطة مشواري الهلامي بصداقات من نوع رفيع مع مبدعين أمثال الفنان الراحل الكبير كرامة مرسال ولاعبي الكرة والأستاذ القدير محمد سعيد سالم ولكن الذي نسج كل تلك العلاقات من حولي هو الصديق الأستاذ حسين بازياد ، فلا أستطيع الكلام وفي فمي ماء من أفكار كثيرة فاتتني فرص تداولها مع العزيز بازياد عن أربعينية الراحل مرسال ولم نتحدث بشكل كافٍ عن طريقة توثيق ماأنجزه بازياد من مواقف رائعة ومن مقابلات إذاعية وتلفزيونية مع الراحل مرسال الذي كنا نداوم على التواصل الشخصي معه في كل أماكنه الخاصة بحضور الأعزاء أستاذنا ووالدنا حسين الجيلاني والكابتن عبدالله أحمد باعامر ، وكم احزن حين أتذكر عدم وفائنا بوعدنا الرمضاني الأخير مع الراحل مرسال حين منعتنا بعض الظروف من الوصول الى بيته في فوّة في تلك الليلة الساخنة بأخبار الفواجع الوطنية . سيظل الصديق حسين بازياد عنواناً ضرورياً من عناوين مدينة المكلا نافعاً اهلها في كل دروبها الواسعة والضيقة وسنظل نراه – بإذن الله تعالى – في حواري حي السلام وبجوار مسجد بازرعة ينثر الورد ويوزع الحلوى لكل من أراد به خيراً ، والله على ماأقول شهيد .