منذ ان كتب صموئيل هنتقتون كتابة المثير للجدل (صدام او صراع الحضارات) اواخر القرن الماضي مع تداعي وسقوط اركان القطب الروسي(السوفياتي) ..والغرب الليبرالي يحاول اقناع الدنيا كل الدنيا بمثالية النموذج الغربي للديمقراطية الليبرالية الذي روج له المفكر الامريكي الاكثر اثارة للجدل فوكوياما الا ان الغرب تراجع عن دعم هذا النموذج في (الجزائر-غزة-مصر)..صدر لنا الغرب بديلا عنها مقولة النظام العالمي الجديد ثم الفوضى الخلاقة ..يضع هنتقتون مسلمات غير قابلة للنقاش حول (دموية الاسلام) دموية في الاطراف كما هي دموية في الاحشاء؟ مستشهدا بعدد لاباس به من الحروب البينية داخل خارطة العالم العربي الاسلامي.قامت لاسباب متنوعة –سياسية وعرقية وطائيفية- الا انه يرجعها جميعا لطبيعة الدين السائد في المنطقة ..فالاسلام دموي بطبيعته كما يراه هو ..وهذا مايجري العمل لاثباته اليوم ؟ الخطاب ليس موجها لنا نحن العرب والمسلمون الشرقيون –ضحايا هذه الحروب – الخطاب موجه للقارة العجوز والعالم الجديد في الامريكيتين التي بات الاسلام فيهما اكثر الاديان انتشارا ونموا …هناك في عوالم الحاسوب والفضاء والذرة …اما نحن فيكفي لتدميرنا فتح مخازن سلاحنا لانصار الله والشريعة والخلافة.. يعرف سادة العالم الجديد – مابعد الحرب الباردة- ان أي صراع غير متكافئ داخل المنطقة قد يحسم بسرعة لصالح طرف ما ..فكان لابد من ايجاد قوى متكافئة نسبيا لاطالة امد الصراع ريثما يتم تسويق السلاح واستنفاد الموارد ..فقواعد الاشتباك على الهامش في( لبنان–افغانستان)نموذجا لم يحقق الهدف المرسوم…اذ لايكفي لابراز الصورة المطلوبة (لدموية الاسلام كما يراها هنتقتون) فلا حز للرؤس او حصدا للمصليين في دور العبادة..لابد من مشاهد اكثر فضاعة كي تمحوا من الذاكرة مذابح سيبرنتسة وسراييفوا..من وعي الانسان الغربي . الان يجري تسليم واستلام لاعواد الثقاب وبراميل البارود بين صنعاءوبغداد ..تحدثت وسائل الاعلام عن تغاضي الولاياتالمتحدة عن دخول انصار الله لصنعاء مطمئنة على سفارتها هناك رغم(الموت لامريكا واللعنة على اليهود) واليوم ينقل عن مسئول امريكي كبير عدم استبعاده لسقوط بغداد بيد داعش؟؟ سقوط صنعاء كعاصمة لها رمزيتها في دولة ذات اغلبية سنية ومحيط اقليمي سني بيد جماعة لاتخفي ولائها لايران الشيعية ..تفتح شهية الحرب لدى الغالبية ضد من يرونه اقلية متحكمة …في المقابل فان بغداد وبعد عشر سنوات من حكم المالكي والمليشيات الشيعية قد اضحت منصة متقدمة لتصدير مشروع الثورة الاسلامية في طهران اذا ما اخذنا تصريحات ملك الاردن قبل سنوات قليلة حول الهلال الشيعي في الشام والعراق.. يبقى هناك في الشمال (تركيا) التي تعلمت من جوارها الاوربي في الاخذ باسباب البقاء..واستفادت من تطبيق معايير الانظمام للاتحاد الاوربي في ادارة حكومة راشدة واقتصاد حر وقوي وحريات ديمقراطية تساعد المجتمع على نقاش قضاياه بالمنطق وليس بالسلاح..وسلمت من الانزلاق في فخاخ العنف وشراك الاحتراب في شمال العرافق وجنوب شرق الاناضول..وهي تكاد تفسد كل مخططات الصدام وتخلط الاوراق ان هي افلتت من المصيدة الاخيرة التي عنوانها(كوماني)..وايضا مايتم بناءه من مقاومة في غزة والضفة الغربية في مواجهة مشروع تدمير المنطقة سيكون ذا شأن في تحديد بوصلة الصراع القادم