أصدر مجلس حضرموت الأهلي اليوم بياناً يتعلق بمجريات الأحداث الأخيرة على الساحة الحضرمية والتي كان الملف الأمني وتداعياته الحاضر الأبرز فيها، وجاء في بيان المجلس ما يلي: بسم الله الرحمن الرحي يتابع مجلسُ حضرموت الأهلي بقلقٍ بالغ ومعه كلُ أبناءِ حضرموت ما تشهده المحافظةُ اليوم من حالةِ انفلاتٍ أمنيٍ غيرِ مسبوقة، تتعاظم ويلاتُها يوماً بعد الآخر، وتتزايد تهديداتُها عقبَ كلِّ حالةٍ من حالاتِ ذلك التدهور الخطير في أعظمِ مقوماتِ الحياةِ الكريمةِ ألا وهو الأمن والأمان، الذي قال عنه المولى سبحانه وتعالى ممتنّاً به على خلقه: (الذي اطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف)، فالأمنُ أساسُ استقرارِ المجتمعات، به تهدأ النفوس، وتأمن الناسُ على دماءِها وأعراضِها وأموالِها، فتستقرَّ في أوطانها وتتفرغ لطلب عيشها وتعمير مجتمعها وتنميته، وهو أحد أبرز واجبات الدولة ومبررات بقاءها. غير أن الساحةَ اليوم وبالرغم من وجود هياكل الدولة ومؤسساتها المدنية وأجهزتها الأمنية والعسكريّة المتعددة المسميات والأغراض، تشهد حالة انفلاتٍ أمنيٍ غير مسبوقة، رفعت مؤشرات الخوف والقلق لدى أبناء المحافظة بعد تزايد حوادث القتل هنا وهناك، والاعتداءات المتكررة على المواطنين، وممارسات البطش والاستفزاز، التي كان جزءٌ منها صنيعةَ بعض تلك الأجهزة نفسها المنوط بها تقديم الحماية والأمن للمواطنين. واليوم نشهد فصلاً جديداً من فصول الاعتداء على أبناء حضرموت في أحداث التقطّع الأخيرة على طريق صنعاء، على مرأى ومسمع من كل الجهات الرسمية من سلطةٍ وأمنٍ وجيش، في ممارسات استفزازية ليس لها أي مبررٍ غير منطق القوة والعنجهيّة والتخلّف وفرض قوانين الغاب، في تحدٍ سافرٍ لكل أبناء حضرموت الذين درجوا على حب السلام والوئام، وأقاموا حياتهم على أسس المدنيّة والحضارة والتعايش الاجتماعي الراقي. لذا فإن مجلس حضرموت الأهلي ومعه كل الخيرين من ابناء حضرموت الشرفاء، يؤكدون على أن الحياة المدنية والسلم الاجتماعي لا يزال الخيار الأول لهم، وأنهم ظلوا خلال الفترة الماضية حريصين كل الحرص على التحلي بروح العقل وضبط النفس وعدم الانجرار لكل دعوات التصعيد والاستفزاز، غير أن ذلك وفي ظل التجاهل والتعامي من قبل السلطات الرسمية والأمنيّة بل وفي ظل التمادي والتواطؤ من بعض الجهات، ليؤكدون أيضاً على أن أبناء حضرموت يملكون ويحتفظون بحقهم الكامل في الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم بالطريقة التي يرونها وبكافة الوسائل المتاحة لهم طالما عجزت الأجهزة الرسمية من تحقيق ذلك، وفي ذات الوقت يحمّلون السلطات الرسمية وأجهزتها الأمنيّة المسوؤلية الكاملة عن كافة التداعيات المترتبة على هذا الانفلات الأمني والعجز الرسمي عن توفير الحماية للمواطنين وعدم توقيف المجرمين والمعتدين. كما يدعو المجلس كافة أبناء حضرموت على اختلاف مواقعهم الرسميّة والسياسية والاجتماعية، من اعضاء مجلس نوّاب ومجالس محليّة ومنتسبي السلطة المحلية بالمحافظة، وكذا كافة الأحزاب السياسية والنخب الفكريّة والثقافيّة والأكاديميّة والشبابية ومكونات المجتمع ومنظماته المدنيّة وتكويناته القبليّة والاجتماعية، يدعوهم جميعاً إلى التعبير عن رفضهم لهكذا ممارسات واستفزاز كلٌ بما هو متاحٌ له، والعمل على توحيد الجهد والصف والكلمة الذي هو الرادع الأول لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن وسلامة حضرموت وأبناءها. هذا وقد بدأ المجلس جُملةً من الخطوات العمليّة للوقوف أمام هذه المستجدات، ويحيي كافة الجهود التي بذلها ويبذلها الكثير من المخلصين من شخصيات ووجاهات اجتماعية لحفظ الأمن والاستقرار والتخفيف من تداعيات الظروف الراهنة، وكذا كافة أبناء حضرموت الصامدين الصابرين المصابرين، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون. عاشت حضرموت آمنةً مستقرةً مصونة، والصلاة على المرسلين والحمد لله رب العالمين). مجلس حضرموت الأهلي 28 مارس 2012م