في بيانٍ صادرٍ عن فعاليات ومكونات المجتمع الحضرمي حالة استنكارٍ وغضب من الاعتداءات الأمريكية ومسلسل الاغتيالات والتجاهل الرسمي نجم المكلا / حضرموت – خاص صدر عن الاجتماع الموسّع الذي انعقدَ بمقر مجلس حضرموت الأهلي بمدينة المكلا صباح يوم الأحد الموافق 16 سبتمبر 2012م بيانٌ باسم كافة القوى والمكونات والفعاليات السياسية والحقوقية والفكرية والنقابية والشبابية وكذا الشخصيات والوجاهات الاجتماعية من علماء وأكاديميين ومثقفين ومقادمة للقبائل الحضرميّة يتعلقُ بتداعيات الوضع الراهن الذي تشهده حضرموت في ظل تزايد التهديدات الأمنية وحالة الرعب التي باتت تنشرها المقاتلات الأمريكية في غاراتها التي تنتهك السيادة والأمن والطمأنينة في البلاد وما نتجَ عن ذلك من إهدارٍ لدماء الأبرياء من أبناء حضرموت دونما عودةَ إلى نظامٍ أو قانون، وكذا سلسلة الاغتيالات الممنهجة التي طالت كوادرَ وقياداتٍ أمنية وعسكرية جنوبية وحضرميّة على وجه الخصوص كان آخرها الشهيد اللواء عمر بارشيد رحمه الله، وكان مجلس حضرموت الأهلي قد دعا لاجتماعٍ تمهيدي يوم الأربعاء الموافق 12 سبتمبر 2012م جرى خلاله التحضير للقاء الموسّع الذي تمت دعوة كافة الجهات إليه دونما استثناء لأي جهة على الإطلاق بحسب تصريح مصدرٍ مسؤولٍ في المجلس، وقد جاء في البيان ما يأتي : (بسم الله الرحمن الرحيم) بيان صادر عن المكونات السياسية والحقوقية والاجتماعية والفكرية والنقابية والشبابية بمحافظة حضرموت في محاولةٍ مخلصةٍ وجادة , لتوحيد كلمة أبناء حضرموت ورص صفوفهم أمام التحديات الراهنة التي تعصفُ بالمحافظة وتهدد أمنها واستقرارها , كما تهدد حياة أبنائها , وتُنذر بانجرارها إلى دوامةِ عنفٍ وعنفٍ مضاد , لن يدفع ثمنَه ولن يتضرّر منه غير أبناء حضرموت الذين طالما كان السلامُ خيارَهم , والأمنُ والاستقرارُ مبتغاهم , وبعد تزايدِ الاعتداءات الغاشمة من الطيران الامريكي دونما رقيب أو حسيب , حتى ذهب ضحيتها أناسٌ أبرياء لا علاقة لهم بالإرهاب أو الاجرام , دعا مجلس حضرموت الأهلي بتاريخ 16 سبتمبر 2012م إلى لقاءٍ موسّع لأطياف وتيارات العمل السياسي كافة , وكذا الوجاهات الاجتماعية القبلية والمكونات الفكرية والنقابية والشبابية بحضرموت لتدارس الامر والخروج برؤية مشتركة للوقوف صفاً واحداً امام هذه الاعتداءات , وأمام ظاهرة الانفلات الامني التي تعصفُ بالمحافظة , وفيما يأتي ما اتفق عليه الموقعون : يؤكدُ المجتمعون بداية على ضرورة توحيد الكلمة ورصّ الصفوف وتجاوز الخلافات مهما كانت في سبيل تحقيق المصلحة العليا لحضرموت , والوقوفِ بحزمٍ أمام التحديات والتهديدات التي تواجهها , والتي استغلت حالة التشرذم والتباعدِ القائمة بين مكوّنات المجتمع الحضرمي المختلفة وحالة الانقسام التي يعيشها , فهُدِّدَ الامنُ , وأزهقت الانفسُ , ونُهبت الثروة , فضاعت الحقوق . يدين المجتمعون بشدّة الاعتداءات الامريكية على الاراضي اليمنية عامة , وعلى حضرموت خاصة , والتي جعلت سماءنا ساحة مفتوحة للطيران الامريكي يوجّه منها الضربات التي تزهقُ أرواح أبناء حضرموت وتروّع الآمنين فيها وتجعل الجميع يعيش في حالةٍ من الرعب والخوف والقلق الذي لا تصلح معه حياة , ولا تقومُ معه تنمية أو بناء , وإن التذرُّع بحرب الارهاب – الذي يستنكرهُ أبناء حضرموت ولا يؤيدونه بل هم اهل السلام والخير ومحبة الاخرين – إن التذرّع بذلك لا يعطي المبرر لاستخدام هذه القاذفات لتقتل كيفما شاءت خارج منظومة النظام والقانون ودون محاكماتٍ عادلةٍ لمَنْ ثبت تورُّطُهم في أيةِ نشاطاتٍ غير قانونية , الامرُ الذي يجعلنا نستغرب أن تأتي هذه التصرفات غير الانسانيّة بل والإجراميّة ممن يدّعون أنهم حماة الديمقراطية وحقوق الانسان وتطبيق القانون , ولكن يبدو انها سياسة المصالح والكيل بمكيالين , الأمرُ الذي ينذرُ بتنامي الكراهية للولايات المتحدةالامريكية ويعطي التنظيمات التي انتهجت العنف الذريعة تلو الأخرى لما يقومون به من أعمالٍ , ويزيد من حجم التعاطف الشعبي معهم , ولا سيَّما أن تلك الضربات قد طالت أبرياء من أبناء حضرموت – والجميع بريءٌ حتى تثبت أدانته – وما مقتل التربوي القدير الاستاذ سالم أحمد بن علي جابر رحمه الله إلا دليلٌ على ذلك . يستنكر المجتمعون حالة الانفلات الامني التي تشهدها البلادُ عامةً وحضرموت خاصةً , الامر الذي مهّد لمسلسل الاغتيالات الآثمة التي طالت كوادرَ وقيادةٍ مدنية وعسكرية وأمنيّة جنوبية , ومن أبناء حضرموت خاصة خلال الفترة الماضية , كان أبرزهم اللواء سالم قطن و اللواء عمر بارشيد رحمهما الله ويَعُدُّ المجتمعون ذلك تصفية ممنهجة لتلك الكوادر والقيادات خدمةً لمخططات تستهدفُ زرعَ الفتنة وخلقَ حالةٍ من الفوضى وإفراغاً للجنوب وحضرموت من كوادرها لاسيما العسكرية والأمنيةِ منها مطالِبين بكشف كل الملابسات لهذه الأحداث، وكذا نتائج كافة التحقيقات والتقارير الامنية لمعرفة من يقف وراء هذه الجرائم. يوجّه المجتمعون رسالة إلى السلطة المركزيّة في البلاد ممثله برئيس الجمهورية يستنكرون فيها حالة الصمت والتجاهل واللامبالاة لما يجري وكأن الذين تُزهَقُ أرواحُهم وتسيلُ دماؤهم ليسوا من أبناءِ هذا الوطن , الذين من واجب الدولة حمايتهم والدفاع عنهم وعن حقوقهم , مؤكدين أن التساهل والتغاضيَ عن هذه الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها أبناء حضرموت هو الذي شجَّع ويشجِّع على مزيدٍ من الاعتداءات والانتهاكات , فكم تعرّض الصيادون من أبناء المحافظة لانتهاكات متكررة في عُرْض البحر من قبل قوات التحالف وغيرها , ذهب ضحيتها صيّادون أبرياء كانوا يكدُّون من أجل لقمة عيشهم وأسرهم , دون اي تعويض أو انصاف , لذا يطالب المجتمعون رئيس الجمهورية والجهات المعنيّة بضرورة الوقوف أمام هذه الاعتداءات والتصدي لها , وكذا صرف كافة أشكال التعويض المعنوي والمادي للضحايا وأُسرهم وتأمين المواطن في أرضه ومجال عمله . يتوجه المجتمعون بمناشدةٍ ومناداةٍ الى كل أبناء حضرموت لاسيما الشباب منهم , بضرورة التمسك بمنهجية الوسطيّة والاعتدال في المنهج والسلوك الأمر الذي عُرفَ به الحضارمة على مرِّ العصور , والتأكيد على أن الشريعة الاسلامية شريعة سمحاء قامت على مقاصدَ عظيمة تحفظ الأنفس وتصون الدماء والأعراض وتحقق الأمن والأمان ,فلا بدّ من نبذِ كافة أشكال العنف داخل المجتمع المسلم , ونبذ الوسائل والسلوكيات التي تجعل المواطنين الآمنين وبيوتهم ومصالحهم أهدافاً عسكرية يطالها القتل والتدمير في معركةٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل . يطالب المجتمعون أعضاءَ الكتلة البرلمانية في حضرموت , والسلطة المحلية بالمحافظة , ممثلة بالمحافظ والمجلس المحلي , بضرورة الوقوف الجاد أمام هذه الاختلالات والانتهاكات , وبذل الجهود المتواصلة لإيصال مطالب حضرموت , ومتابعة حقوق أبنائها لدى الجهات المعنيّة بما في ذلك التعويضات المادية والمعنوية لمن سقطوا في كل تلك الاعتداءات والأحداث . يقرّ المجتمعون التحرّك في كافة المحاور والاتجاهات الكفيلة بإيصال صوت حضرموت الرافض لكل الاعتداءات وتهديد الأمن والاستقرار , ومن ذلك تشكيلَ وفدٍ يمثل كافة مكونات المجتمع في حضرموت , لإبلاغ هذا الاستنكار ورفض تلك الممارسات والاعتداءات الى كافة الجهات الرسمية محلياً ودولياً , ومتابعة حقوق الضحايا والمعتدَى عليهم في تلك الاعتداءات . يقرّ المجتمعون البدء في فعاليات احتجاجية سلمية شعبية منظمة ترفع صوت حضرموت الرافض لهذه الاعتداءات وللصمت والتجاهل الرسمي , وتشكيل لجنة تنسيقية لذلك تعمل على التواصل مع كافة مكونات المجتمع وأطيافه للتحضير لتلك الفعاليات , بما يجسّد وحدة حضرموت في الدفاع عن حقوقها . وفي ختام هذا البيان يؤكدُ المجتمعون مرةً أخرى أن أيّ احتجاج أو مطالبةٍ بحق لن يكون لها أيُّ أثرٍ اذا كانت الجهودُ مشتتة , والكلمة متفرقة , والصفُّ غير متراصٍّ . فأولوية المرحلة هي توحيد كلمةِ أبناءِ حضرموت على المصالح المشتركة بينهم من أمنٍ ومعيشةٍ وحقوقٍ ودفاعٍ عن أنفسهم وأموالهم ودمائهم وأعراضهم سائلين المولى سبحانه أن يجنب البلاد والعباد كلّ فتنةٍ وبلاء , وأن يرزقنا الأمن والطمأنينة والسلام, وأن يتقبل الشهداء عنده في جنات النعيم .. والله الهادي الى سواء السبيل) .. صادر عن اجتماع القوى والمكونات السياسية والحقوقية والاجتماعية والفكرية والنقابية والشبابية بمحافظة حضرموت الأحد 16 سبتمبر 2012م الموقعون: مجلس حضرموت الأهلي. اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية. الحزب الاشتراكي اليمني فرع حضرموت. التجمع اليمني للاصلاح فرع حضرموت. مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب بمحافظة حضرموت. الاتحاد العام لنقابات العمال بحضرموت. الاتحاد التعاوني السمكي بحضرموت. نقابة موظفي جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا. نقابة المهن الطبية. ائتلاف حضرموت للتغيير. المجلس الشبابي بحضرموت. ائتلاف شباب حضرموت الأحرار. مرصد حضرموت . مؤسسة آراء للتنمية المدنية . اتحاد طلاب الجنوب بجامعة حضرموت . اتحاد نساء اليمن حضرموت . الاتحاد التعاوني للفلاحين حضرموت . الحزب الناصري الوحدوي حضرموت . حزب البعث حضرموت .