تجريد هذا الاسم عن الألقاب التي مرّت به لاينقصه، كما أن تصديره بعديدها لايزيده شيئا سوى مسحة برّاقة يتحمس لها من غابت عنه حقيقة صاحبها، فمن وجهة نظري ومن خلال معرفتي الخفيفة بهذه الشخصية الاستثنائية، أرى أنه إضافة لكل المناصب التي تقلدها بنسبة تفوق القيمة التي إضافتها له، وليس لمن هو مثلي أن يقيّم ويبدي الرأي في من هو مثله، غير أنها مشاعر فاضت فيه هذه الأسطر، وأستاذنا في ظرف يحتاج إلى أن يقف الوطن بأسره إلى جانبه. دولة الأستاذ خالد محفوظ بحّاح رئيس حكومة الكفاءات المستقيلة، له من أسمه نصيب وافر، فهو خالدٌ محفوظ، ولقبه بحّاح عن صيغة "فعّال" والتي تستخدم للدلالة على المقدرة الكبيرة على القيام بالفعل بعد الآخر، دون كلل أو تعب، وهو ما أثبته البحّاح الأستاذ. لازلت استشعر حافز ربتته على كتفي وكلماته الإرشادية تحت قبة البرلمان بصنعاء في لقائي الأول به، حيث صحبني إليه بعد الجلسة التي من المفترض أن تمنح فيها الثقة لحكومته سكرتيره الإعلامي وأخي العزيز محمد بافضل، فقد حضرت برفقة وزير النفط المهندس محمد بن نبهان، وعند مصافحتي له غمرني بحماسه وروحه المدهشة. التقيته بعدها أكثر من مرّة، وترددت عليه أثناء فترة فرض الإقامة الجبرية، كنت أشفق على نفسي بعد كل زيارة !!، تخيلوا بأنني ازداد قوة وتفاؤلا بسماع حديثه وأنا الطليق وهو المحاصر، له عقل وروح وحدّة في الذكاء قلّ أن شاهدت نظير لها، وشخصية قوية وصلبة فعلا كما جاء في مانشيتات الصحف. الآن مازال الأستاذ تحت الإقامة الجبرية، وكل القواعد الحزبية والشعبية غير قادرة على فعل أي شئ، وتضامننا "إلكترونيا" وعبر وسائل التواصل، وإبراز اليافطات العريضة هنا وهناك غير مُجدي البتّة، نحن بحاجة إلى "هبّة شعبية" حقيقية من أجل شخص على قيد الحياة هذه المرة، وهب حياته ونفسه لخدمة هذا الوطن في ظروف بالإمكان وصفها بالكارثيّة، فأين منظماتنا الحقوقية، وأين حشودنا الجماهيرية، فرفع الإقامة ربما يحتاج إلى هبّة شعبية، لعلى وعسى !