أكد أحد معاوني جمال بنعمر، المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، ل«الشرق الأوسط»، أن بنعمر «استعان ب20 فرقة من الميليشيات الحوثية، لمرافقته وحمايته في مكان إقامته، وذلك بعد دخول المتمردين القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء». وأضاف بأنه أحضر 4 خبراء عسكريين للإشراف على عملية دمج 20 ألف حوثي في الجيش والشرطة اليمنية، {أحدهم لبناني كان يدافع عن عناصر حزب الله}. وقد اتهم المندوب اليمني لدى الأممالمتحدة خالد اليماني, المبعوث الدولي السابق إلى اليمن جمال بن عمر, بشرعنة الانقلاب في اليمن, مشيراً إلى أنه أراد أن يبني مجداً لا صلة له بالواقع, وان اليمنيين كانوا يتوقعون أن يكون أكثر موضوعية وتوازناً في تصريحاته. وقال في حديث إلى قناة "العربية" الفضائية, أمس, "بدءاً من 21 سبتمبر (الماضي تاريخ احتلال المتمردين الحوثيين العاصمة صنعاء), بدأ بن عمر في الخروج تماماً عن التفويض الذي منح له.. وعمل منذ ذلك التاريخ على شرعنة الانقلاب الحوثي ومحاولة تبرير أن الواقع في اليمن قد تغير وأن مؤسسة الرئاسة باتت تحت الإقامة الجبرية". وتساءل اليماني: "هل يصح أن يتحدث بن عمر عن مجلس رئاسي في وجود رئيس للجمهورية؟ وهل هو من يسمي الرؤساء في اليمن؟" ورداً على تصريحات بن عمر لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي قال فيها إنه كان على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اتفاق بين الأطراف في اليمن لولا غارات "عاصفة الحزم", تعجب اليماني من هذه التصريحات, قائلاً: إن ما تحدث عنه بن عمر من اتفاقات ما هي إلا "مساومات كان يجريها في الغرف المغلقة مع الحوثيين.. وكانت مرفوضة ومنبوذة من كل المشاركين في المفاوضات". من جهته, أكد مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي أن التدخل الإيراني في الأزمة اليمنية كان واضحاً منذ البداية, وأن "الحوثيين ما كانوا يستطيعون الانقلاب على الشرعية باليمن لولا الدعم المادي والمعنوي والعسكري من قبل إيران". وتساءل المعلمي "أين كان المبعوث الأممي الخاص لليمن جمال بن عمر من التدخل الإيراني الفاضح في الأزمة اليمنية", مضيفاً ان "الحوثيين نقضوا اتفاقيات أبرمها بن عمر نفسه كاتفاق عمران حيث اكتسحوا هذه المحافظة وقتلوا العشرات من قادة الجيش ومثلوا بجثثهم". وكان مجلس الأمن الدولي عقد مساء أول من أمس جلسة مغلقة بشأن اليمن استمع خلالها الى تقرير أخير لجمال بن عمر قبل أن يخلفه الديبلوماسي الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد. وفي تصريحات عقب الاجتماع, انتقد بن عمر حظر الاسلحة الذي فرضته المنظمة الدولية على المتمردين الحوثيين, معتبراً أنه يمكن أن يعرقل وصول المساعدة الانسانية الى اليمنيين. وقال "نبهت المجلس الى ان تطبيق حظر الاسلحة الجديد بموجب قرار الاممالمتحدة قد يحد من تسليم المواد الحيوية والمساعدة الانسانية لليمنيين بما فيها الغذاء والوقود او التجهيزات الطبية". وأكد أن أطراف النزاع اليمني الذين خاضوا مفاوضات برعايته "كانوا على وشك التوصل الى اتفاق" لتقاسم السلطة في الاسبوعين اللذين سبقا عملية "عاصفة الحزم" التي بدأها تحالف عربي بقيادة السعودية ضد المتمردين في نهاية مارس الماضي. وأضاف "كان بإمكانهم بلوغ" هذا الاتفاق, موضحاً أن العائق الاخير كان "قضية الرئاسة". واعتبر ان "فشل الانتقال السياسي ليس خطأ طرف واحد بل كان سببه تراكم أخطاء بدرجات متفاوتة من جانب كل اطراف النزاع". وأكد أنه "لا يمكن وضع العملية السياسية مجددا على السكة والوصول الى سلام دائم الا عبر مفاوضات بين اليمنيين ومن دون تدخل القوى الخارجية". وفي ختام جلسته المغلقة, دعا مجلس الأمن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى البدء في أسرع وقت ممكن في البحث عن حل سياسي للأزمة في اليمن. وقالت رئيس مجلس الأمن الدولي دينا قعوار, مندوبة الأردن الدائمة لدى الأممالمتحدة, التي تتولي بلادها رئاسة أعمال المجلس لشهر أبريل الجاري, إن "مجلس الأمن أكد خلاله اجتماعه المغلق على أن يقوم بان كي مون بالبدء في ايجاد حل سياسي للأزمة في اليمن". وأضافت ان "أعضاء المجلس أكدوا أهمية أن يبدأ إسماعيل ولد الشيخ أحمد (المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن), مهمته في أسرع وقت ممكن".