دشن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب مؤتمره الأول أمس في ساحة الشهداء بمدينة المنصورةبعدن بحضور مندوبي المحافظات وعدد من الضيوف والمشاركين. وترأس المؤتمر رئيس المجلس الأعلى "حسن أحمد باعوم" وعدد من قيادات المجلس بينهم المحامي علي هيثم الغريب والنائب السابق في البرلمان اليمني "صلاح قائد الشنفرة". واستمرت الجلسة الافتتاحية نحو ساعة ونصف وقال الصحفي "فؤاد راشد" في الكلمة الختامية في الجلسة أن المجلس سيعقد جلسات أخرى مغلقة للمندوبين عصر اليوم, ويمتد المؤتمر لثلاثة أيام, وقال مصدر مسؤول ل"عدن الغد" أن الجلسات ستعقد في ملعب المنصورة. وافتتحت الجلسة بقراءة آيات من القرآن الكريم, وأدار فقرات المؤتمر الناشط "محمد أمين". وجلس "باعوم" في منصة الاحتفال التي انتصبت وسط "ساحة الشهداء" وعن يمينه صلاح الشنفرة, وعن يساره "علي هيثم الغريب" وجلس "فادي باعوم" رئيس الحركة الشبابية والطلابية والصحفي "راشد" في طرفي المنصة التي جلست فيها أيضاً ثلاث نساء بينهن الناشط "أحلام الحضرمي". وقال "الغريب" في كلمته أن هذا "المؤتمر من أجل إقرار "وثيقة الاستقلال", مضيفاً "ولأول مرة تقر وثيقة تحررية باسم الشعب (الجنوبي) العظيم, هذا المؤتمر يجسد لحظات تاريخية في مجرى النهر المتدفق, وهو نواة المؤتمر الجنوبي لقوى التحرير والاستقلال". وأضاف الغريب "لاتزال أرضكم الخصيبة حبلى بالأخطار, مهم أن نحافظ على كل انتصاراتنا في طريق الاستقلال وأهداف وثائقنا", معتبراً أن "المواجهة بين القومي والإسلامي والإيديولوجي (هي) عناوين مرحلة انتهت وتعبر عن تيارات جابت العالم العربي في القرن الماضي", مؤكداً أن "الصراع (هو) مع قوى الاحتلال فقط", "وكل شريحة (هي) شريحة مضطهدة تنتمي للجسد الجنوبي وهدف الحراك الجنوبي خلق شعب متحد". وأشار الغريب إلى أهمية "بناء مؤسسات المجلس الأعلى للحراك السلمي بالهيكلية التنظيمية لأخذ دوره مع المكونات الجنوبية الأخرى, ورفض كل أشكال التراخي والمشارع (التي) أقل من الاستقلال". واعتبر أن "السعي لقيادة موحدة يعتبر ضرورة للارتقاء بالحراك إلى مستوى الانتفاضة الشعبية", مضيفاً "بالنسبة لنا في المجلس لانتطلع إلا لاستقلال وطننا". وأضاف الغريب "ندرك اليوم كم هي كبيرة المسؤولية الملقاة على عاتقنا ووسط هذه الملحمة تقع علينا مسؤوليات أكبر للتعايش بين كل أبناء الجنوب". وفي كلمته التي تخللتها هتافات "ثورة ثورة ياجنوب" و"نفذ قرارات يامؤتمر", تمسك رئيس المجلس "حسن أحمد باعوم", ب"التخلص من نير الاستبداد اليمني لشعبنا (الجنوبي)", مضيفاً "أنا واثق أن مؤتمرنا هذا سيجعل شعبنا الجنوبي ينتفض ويثور بهذه الخطوة وهذا المؤتمر التاريخي الذي سيقر وثيقة الاستقلال واللائحة الداخلية". وأشار باعوم إلى "العمق التاريخي لبلدنا منذ حضارة عاد والأحقاف وحضرموت وحمير وأوسان وقتبان", لافتاً أنه "منذ أول يوم للاحتلال اليمني في 7-7-1994 رفض الشعب الجنوبي الاحتلال بكل أشكاله ورفض بالوسائل المتاحة آنذاك, وتحرك المناضلون حينها في ظروف غاية في الخطورة, وعلى إثر ذلك تشكلت هيئات وحركات وأحزاب جنوبية". وفي سياق كلمته أشار باعوم إلى أن "علماء الجنوب هم حقاً ينتمون لبلدهم وأمتهم ومؤمنون بعدالة قضيتهم". وقال أن "شعب الجنوب أصبح لديه أرض محررة" في إشارة إلى بعض المناطق الجنوبية التي تخلو من التواجد العسكري, داعياً إلى "التنسيق مع إخواننا المقتدرين في الداخل والخارج لتوفير الخدمات الصحية والمجتمعية الأخرى". وعلى صعيد الإعلام طالب باعوم "إخواننا بتأسيس قناة أخرى إلى جانب قناتي عدن لايف والمصير تحت اسم (الجنوب)". وقال "نحن واثقون أن للجنوب شعب وقوى وطنية ستطرد الاحتلال اليمني شر طردة, ولنا أمل في دول الجوار والأمة العربية", مؤكداً أن "دون تحرير الجنوب لايستتب الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال مواعيد صنعاء الكاذبة". وحيا "الشرفاء في صنعاء والدول العربية الشقيقة والصديقة في العالم من خلال مواقفهم النبيلة تجاه قضيتنا العادلة", كما دعا بالمجد والخلود "لشهداء الربيع العربي".