يقول أهل الوطن: إما اليمن وإلا الضياع في ظل التقاسم الدولي لمناطق الثراء والنفوذ. ويقول الأوصياء المحليون: إما اليمن أو الموت ، وهم محقون لأنهم سيفقدون ثروات وطن تذهب إلى جيوبهم ومقدرات طوعوها لصالحم تحت رعب السلاح وخوف التنصت وإرهاب المال. البقاء لمن؟ لأهل الأرض ممن يسمون الرعاع أو الدهماء وإن أصيبوا بضربات موجعة في ساحاتهم المطالبة بالعدالة والمساواة في المواطنة ، فبعد عقدين من عهد وحدة شكلية لن تتكرر في التاريخ نهضوا في صحوة لن تغفو والأيام حبالى سيلدن بكل جديد. نحن والمشهد المشهد لا ينبىْ بخير إذا ما نظرنا إليه من زاوية الإختراقات وصراعات أمراء الحروب والتدخل الخارجي إلا أننا نشعر بقرب نهاية مرحلة قانون القوة وبداية ترسيخ قوة القانونوعودة التوازن الدولي في مجال السياسة والقوة والأهم من ذلك الصحوة العالمية في تصحيح الذاكرة وتجديد الثقافة والعودة إلى الأخلاق الآدمية وبمعنى آخر فهم دقيق لشريعة الغاب النافذة عبر قانون القوة إلى شريعة العدالة المحكومة بقوة القانون. بعض من فيض فهم الرعاع أو الدهماء أو العامة وهم أهل الأرض أن العقود الخوالي حملت في طياتها مرحلتين: الأولى: مرحلة الإستعمار العسكري الخارجي ، وهذا طرد من ديارنا لكنه عاد بثوب جديد . الثانية: مرحلة الإستعمار المحلي وهو أشد وأنكى فذاك عرف مسئولياته كغاز محتل والأخير أنكرها وهو يدغدغ العواطف عبر إعلام موجه ومصنوع ، ومن لا ينصاع فإن العيون الساهرة من خلفه ومن أمامه وعن يمينه وشماله. إن الصراع الآن قائم وسيظل بين استعمار أجنبي بثوب جديد واستعمار محلي متحالف مع القديم من جهة وبين أهل الأرض وعلى الإستعمار الجديد أن يعترف بحق أهل الأرض ويتعامل مباشرة معهم وعلى أهل الأرض الإعتراف بمصالح الآخرين إقليميا ودوليا وهذا لن يتحقق في ظل الإنقسامات في الفكر والقيادة والمناطق ومن يدعي بأن الكتابات على الجدران واجترار النصوص والصوت المجلجل بين الجدران سيغير المشهد واهم ما لم يرتقي الخطاب إلى مستوى الحدث والمسئولية بشكل سلمي قوي وحضاري. إذن المطلوب قيادة وأفكار ومناطق موحدة وكفى ، وهذا سيوصل معاناة أهل الأرض إلى المحافل الدولية المفتوحة وهي كفيلة بالنصرة والمؤازرة ، أما إذا بقيت قضية أهل الأرض حبيسة الغرف المغلقة المظلمة فإن القضية ستظل معلقة إلى حين ، ذلك أن النصر في الأخير لأهل الأرض لأن الأرض خلقها الله للعالمين جميعا وأهل اليمن إن بقي موحدا منهم وأهل الجنوب إن انفصلوا منهم وكذلك أهل حضرموت الصامدة منهم وأين المهرب للذين يتعاملون مع البلاد وكأنها مزرعة أو مشرحة أو حقل تجارب