حديثنا هذه المرة عن الإنسان الغني الذي لا يكتفي بما كتب له الرحمن من مال فإنه يرغب بالمزيد مهما كان مصدره حتى وان كان ذلك على حساب الآخرين فلا يهمه من أين ؟ فهو يطمع أن يزيد ماله بأي طريقة كانت ، وهنا نعرج إلى مايحصل في المملكة العربية السعودية التي منحها الله بوجود الكعبة الشريفة فنجد موانع للإنسان من الوصول إليها بطريقه ثانية ، وهي زيادة المبالغ للذي يرغب الوصول الى الكعبة لأداء فريضة من فرائض الاسلام وهي حج البيت ، فلا يستطيع المسلم على الكلفة الكبيرة وبالتالي فهو لا يسقط هذا الفرض على كثير من المسلمين وهذه الزيادة تدر على حكومة المملكة الاموال الطائلة اضافة الى الثروة النفطية التي توجد بأراضي المملكة ، ومع ذلك فلا توجد قناعة لهذا الدخل الكبير فهي تطمح للمزيد من الأموال ولو على حساب المهاجرين الذين يهاجروا من الحضارم إلى المملكة لطلب العمل فيها المغتربين الذين قست عليهم الحياة في أراضيهم ولم يجدوا عملا في وطنهم وبين أهلهم وهم يتحملوا عناء العيش بعيدا عن أوطانهم ، فنجد قرارات تصدر في المملكة تطالب المغترب بدفع الرسوم الطائلة للكفالة والإقامة وغير ذلك مع أنه يتقاضى مبلغا من المال بسيط لا يكفي لهذه الرسوم وصرفياتهم وأسرهم في أرض الوطن فهل من يشفق على هذا المهاجر الذي ترك الأهل والوطن وهو متحمل عناء الغربة ، ويكفي من زيادة الاموال على حساب الآخرين والاكتفاء بما منح الله للملكة من خيرات نفطية ووجود الركن الخامس من أركان الإسلام بها فلماذا هذا الطمع على حساب عرق الآخرين ألم نكن أخوة وبلد واحد ونحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا ونطبق المثل الذي يقول ( طماع بن جحنون في مالي وهو ماله معه ) فلنتقي الله ونشفق بإخواننا المهاجرين الحضارم الى أراضي المملكة مع العلم أن الحضرمي له دور كبير في نهضة المملكة وتعميرها حيث أن الحضرمي يتصف بصفات يعرفها الجميع من أمانة وإخلاص فلا نجعله يشعر بالعناء وهو يعرف إن عاش في أرضه تعب وإن غاب عنها تعب وقد قال شاعرنا المحضار ( إن عشت فيها كم منها صاليت ،،،، وإن غبت كما لها حنيت ) فهل من لفتة من إخواننا السعوديين لتخفيف الجور والعناء والمشقة عن المغترب ونجعله يعيش في هناء ومودة وإخاء فلا نضيق الخناق عليه ونجعله يفكر ليلا ونهارا ويأكل أكلٌ يأكله ، كلنا ثقة من لفتة من زعماء المملكة في مراجعة القرارات المجحفة بحق المسكين .