لماذا لا يقومون بدورهم تجاه ما يحدث ؟ إلى متى سيبقى الحال على ماهو عليه ؟ ينبغي أن يكون الأمر أفضل مما نحن عليه ؟ هل تذكرون الأيام السابقة كيف كان الوضع فيها ، لقد كان رائعا فهناك الملتقيات الأدبية ، و الاندية الثقافية ، و الجمعيات الشبابية لقد كان الاحترام و التقدير يسود بين الجميع لقد كانت المحبة تملأ القلوب ، والفرحة تغمر النفوس ، رغم شظف العيش وبساطته ، لقد كانت المدارس هي المحاضن المثلى للتربية الأخلاقية الحميدة فمنها تخرّج الشاعر و الأديب و الطبيب و المهندس و الصحفي و المعلم و الشرطي و …. و ….. ولا ننسى أن المدرسة تخرّج القادة أيضا . ونحن قد درسنا في تلك المدارس ، واصبحنا اليوم من أصحاب الكلمة المسموعة إلا أن كلمات البعض منّا لا تزال خافتة رغم قوتها و طرحها المنطقي الجميل عندما كنا صغارا في المدرسة كنا نخاف زملائنا الكبار . أولئك الذين يجلسون في الصفوف الخلفية و يسببون الإزعاج في الحصة ، فينزعج المعلم و يطلب منا الكشف عن مصدر الإزعاج فنتحرّج من ذلك ، رغم معرفتنا بذلك المصدر ! كبرنا ، و كبر معنا الزملاء وربما كبر هذا العيب معنا أيضا فأصبحنا نرى الخطأ أمامنا ، ونعرف من يفعله ورغم ذلك لا ننكره !! وحينما يُختار أحدنا ليكون في موقع القيادة تراه يختلق الأعذار تلو الأعذار للتمرّد و الهروب ، معتبرا أن هذه بطولة ونزاهة وبعدا عن ذلك الواقع السيئ ،،، و يا للأسف ! اليوم نلقي باللائمة على وضعنا الحالي و نسينا أننا تسببنا و أسهمنا إلى حد كبير في صنع هذا الواقع " المرير" كما يصفه الكثيرون إذا تخليت أنا ، و أنت ، وهو ، وهي . عن مهامنا في صنع واقع إيجابي ننشده فهذا يعني أننا تركنا لأصحاب الصف الأخير في المدرسة أن يصنعوا القرار وعلينا نحن اصحاب الصفوف المتقدمة أن ندفع الثمن ! وأن نلعن الواقع .. ونولول ونشجب ونكتب ، و هم يقرأون ذلك ، إن كانوا حقا يقرأون ، وهم يبتسمون ، بل و يقهقهون أحيانا كثيرة لتنفض عنك غبار التردد والخوف من تحمّل المسئولية وساهم في صنع القرار الرشيد بالرأي السديد وضع يدك في يدي لبناء جيل جديد ووطن سعيد ، فليس الفتى من قال كان " أبي " إن الفتى من قال : … … … أرجو أن تكون قد أكملت البيت الشعري بصوت مرتفع !!