صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدرس فيها ضحية كبرى..والبديل (الناعم) حاضر وموجود بقوة..!!!
المدارس الأهلية قيمة تربوية مبعثرة..!!
نشر في الجمهورية يوم 19 - 12 - 2012

حين يُجرد التعليم من قيمه الأساسية تحل الكارثة؛ ولعل المتاجرة بهذه القيمة الإنسانية بداية الهبوط صوب الهاوية.. المدارس الخاصة جزء من تلك الانتكاسة.. بل إن تأثيراتها السلبية لا تطال الطالب نفسه؛ فالمدرس هو الآخر ضحية كبرى.. يبحثون عمن ينقذهم من استبداد المستثمرين لجهدهم، غمر اليأس كثيرين وينتظرون الفرج, مرارة متماهية, واستغلال مفرط، وضرب من حالة القهر والتعاسة في أماكن تتاجر بالتعليم.. الطالب رأس المال المُدلل والتفريط فيه خسارة كبيرة، بينما المدرس المقهور لا يؤبه له.. وإن اشتكى وتبرم يُطرد غير مأسوف عليه؛ طالما البديل (الناعم) حاضر وموجود بقوة..!!!
سيناريو واحد
في بلد ي اليمن ملئت صناديق المسئولين والمختصين بجميع المرافق الحكومية بالشكاوى المهملة وغير المعتبرة, كانت مشكلة المدرسين بالمدارس الأهلية إحدى المشاكل القائمة والمستديمة شكواهم طوال السنين، فبعد التخرج يأمل الكثير بعيش أفضل ليذوقوا مرارة كدحهم في السنين الغابرة أثناء التعلم, خياران أحلاهما أمرّ (الشارع أو المدارس الأهلية..!) يتأسف الكثير من المدرسين على تلك الجهود المضنية التي قضوها ليصلوا إلى أماكن تحترم شهادتهم وأتعابهم الموقوفة لمستقبل أفضل.. مشكلة الاستغلال والإهمال بالمدارس الخاصة معروفة ومشهورة وفريدة في احتيالها, فهدر قيمة المدرس وتميز الطالب عليه شيء اعتادوا عليه, نتائج حقيقية توصلت إليها بعد زيارتي لبعض المدارس المبتزة والمستهترة .. صادفتني أثناء زيارتي قصص مأساوية تتشابه في الدراما والسيناريو مع ما يحدث في باقي المدارس؛ لم تستطع إيقافها قرارات رئيس الوزراء لعام 2004 ومازالت مضروبة عرض الحائط إلى الآن في فترة الإصلاحات.
صورة استثنائية
مبتز ومستغل عيني عينك طرأت في ذاكرتي عند جلوسي في إدارة بعض المدارس هو نفس المستثمر ومدير المدرسة في وقت واحد, و المعروف في قانوننا اليمني منع المستثمر أن يكون مديرا حتى لا يلعب بالدرجات ويثري طلابه بالمعدلات كما يشاء ليكسب زبائن أكثر, المهم ليس اللعب بل الصورة الاستثنائية للاستغلال التي تتواجد بكثرة في مثل هذه الأماكن..
- أثناء تبادل الحديث مع المدير قرأت إحدى الشهائد المعلقة بالحائط تحمل القرار الذي أصدرته الوزارة في عام 2004 تنص على تحديد راتب المدرس كحد أدنى (20000)ريال مقابل تدريس منهجين فقط فالمنهج الواحد (10000) ريال، ولا يحق لأي مدرسة دفع راتب أو التعاقد مع المدرس بأقل من الراتب المذكور آنفا, بعد الانتهاء من المداخلات الكلامية مع المدير - خدمات أوامر ..شكرا ...!- شدني العجب بعد قراءتي للقرار على من يتعاقدون مع المدارس ظننتها سوء اطلاع وبعد عن القانون وجهت سؤالي للكثير فأغلبهم يعرفون ذلك, لكن ضيق المعيشة وعدم الاستماع لشكواهم من الجهات العليا تجبرهم على العمل غصبا.
- نموذج شائع ويشبه كثيرا من المدارس في نفس المدرسة تخيلوا (22) مدرسا وما يقارب (300) طالب يصل رأس المال إلى أربعين مليون وأكثر, وتعتبر من المدارس متوسطة الدخل أما معاشات الكادر التعليمي مابين (8000) إلى (15000) ويعد أكبر معاش العجيب بعض من يعمل في المدرسة أشار لي بقراءة القانون الصامت يعرف القانون ومجبر على الرضا بالقليل..
البنات السبب!!
محمد المتحري هو المقصود بالكلام السابق يعمل أستاذا لمادة الانجليزي بنفس المدرسة يقول وتنهيداته الحارة تعصر قلبه حزنا وألما من سوء ما وصلوا إليه من الوضع الاستغلالي، ويصرح بصريح العبارة -غمرني اليأس- كنا متفائلين من المحافظ ليوقف تسلط المدارس واضطهادها لحقوقنا نحن بمأساة مستمرة على الدوام منذ سنين ولم ينظر إليها أحد مع شهرتها المرموقة والمحاصرة بعيون مندهشة.
ويؤكد المتحري من خلال خبرته بأن المدارس الأهلية (ما فيهاش خراج نشقي ونتعب بحق المواصلات ونلتقي آخر الشهر صفر على الشمال)، فمؤهلاتنا التعليمية لا تجيرنا من بطش المدارس حيث يلزمنا الأمر بالأخير ترك العمل والبحث عن فيز سفر إلى السعودية كي نستفيد من خبراتنا, فبلادنا ليست إلا عنوانا للاستغلال والفقر، لا تكفي بتلبية آمالنا المنشودة ويضيف المتحري بعد ابتسامة خفيفة بلغته الفكاهية معلقا على الأسباب التي توصل المدارس إلى استغلال المدرس هن “القطم”.. يقصد بهن المدرسات فهن يقنعن بالحاصل وهن كثيرات وقد تصرف البعض منهن من الجيب وتتحمل الاهانات المهم تقضي على وقت فراغها وتشغل نفسها بحق أدوات التجميل بينما نحن نحلم ببيت وزواجة ونأمل بحياة أفضل.
- خالد عبد الجليل هو الآخر يعمل مدرسا في إحدى المدارس الخاصة: ينزعج كثيرا عندما يتذكر المدارس الأهلية فهي مجرد كابوس تطارده أثناء راحته فراتبه لا يزيد عن (10000) ريال ويضيف بلهجة الطفشان من حاله: الطالب يحترم وقدره عال بنظر الإدارة وإن كان سيئ الأخلاق فهو رأس المال, وإن تعدى احترامه على المدرسين والمدرسات فهو رأس الخير وجلب الرزق, فالطالب ينظر للمدرس، مجرد شخص ملقى بين أيديهم للدعابة والفكاهة، بل متنفس يصبون عليهم الفشرة والغضب الناتج في بيوتهم, فهناك من الطلبة من يكثرون من السؤال على الراتب لمجرد الاستفزاز والاستنقاص وهم مستعدون لدفع راتب أفضل من الإدارة بس على شرط يعطيهم ورقة الامتحان ودرجات عالية, لكن ضمير الأستاذ خالد مازال يذكره بقيمة المعلم وينتظر من مؤسسة التعليم النظر في أمر المدارس الخاصة وعمل معالجة في رفع الراتب !!
فيما يقول طلعت الرديني مدرس انجليزي هو أحد من ألقي به في ملعب السخرية من قبل الطلاب وكان الحكم عليه من قبل إدارة المدرسة بطرد الأستاذ وعدم احترام مؤهلاته العلمية، فالمدرسات موجودات وبسعر أنقص فهن يمتلكن من العواطف والحنية ما يشبع رغبة الطلاب لتعوضهم عن أي حرمان أسري فهن يعملن على تدليل الطلاب في الفصل كأم محترفة في تربية الأطفال تاركة ما عداها من الأساسيات المطلوبة ويقنعن بالقليل، وهن السبب في عدم إضرابنا على المدارس الأهلية قفد تصل الحنية إلى إقامة علاقات مخزية وشاذة بين الطالب ومربيته وصادفت كثيرا من الإدارات المدرسية من المشاكل الدامية والنتنة التي تقع في غبارها جميع المدارس، وحسب توصيفه فهو متجول وعابر طوال فترة ما بعد التخرج.
(ركز معي..!!)
الألم معصورة بالأحزان وبحات أصوات ضاعت لكثرة الشرح.. تنادي عبر هذه الصحيفة بنداء عاجل بالنظر لمأساتها ومدى شحة المدارس الأهلية، تخص بندائها وزير التربية والتعليم لمعالجة عاجلة وعادلة وأيضا لمؤسسة التعليم بالقطاع الخاص كونها المسئول الثاني والمشرف الفعلي و- أيضا - تطالب مدرسي القطاعات الأهلية بعمل نقابة للمعلمين حتى يستطيعوا رفع شكواهم إلى الجهات العليا، فهم يمتلكون الحق فهم خريجو جامعات, وأصحاب شهائد لامعة, وأدوار مرهفة وفردية في توصيل المعلومات للطلاب, وعلى أيديهم يصنع الإبداع وتباهي به مؤسسة التعليم في كثير من ندواتها المتعلقة بالفوارق الطلابية بين مدرسي القطاعات الخاصة والحكومية..!
- ويل وثبور وتعاسة وسوء حظ زانتهم عين السوء بألاعيبها السخيفة وامتصت أرزاقهم دون رحمة شطرت كرامتهم ومؤهلاتهم.. تخيل معي راتب (10,000) كحد أوسط ورقم مشهور ومتداول في المدارس الأهلية مقابل أربع حصص يومية ودوام من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى الواحدة ظهرا وحصص تغطية وإشرافية كل أسبوع, ومع تلك التراكمات التي تثقل الكاهل وتوقف العقل عن التفكير تنتظر الإدارة أدنى تقصير لتقرر لفت نظر على الأستاذ وتخصم من راتبه, نفترض تطلع معدل الخصميات كحد أدنى من راتب المدرس المثابر(1000) ريال وقلما ينجو منها فالحسابات دقيقة في التقاط السلبيات ونفس المسئول للحسابات معرض للجزاء والعقاب أكثر؛ تبقى من الراتب (90000) فحسب دراساتي المعروفة نادرا ما يكون المعلم قريبا من المدرسة التي يعمل فيها على أقل تقدير (3000) ريال، مواصلات، (2000) ريال مصاريف أخرى، والباقي حق إيش نحسبها حق إهانات أو أتعاب والا وجع رأس.. احسبها “صح “ وركز معي يا وزير التربية والتعليم ال (10000) حق إيش....؟! في زمن يفطر المواطن فطر بغلاء الأسعار..
مدير غير تربوي
أثناء مسيرتي في مخاض المعاناة في ظل وضع لم يصحح في بلادنا فأصحاب المعالي والكروش لا يدركون أن على عاتقهم مسئولية ينتظر الجميع إصلاحها والتساؤل المطروح أين الدور الرقابي النزيه ، في الشهور الماضية خرجت لجان إشرافية على المدارس لقراءة الواقع الأليم والمدرس المبتذل لرفع تقريرات حول معدل رواتبهم المخزية, بعد الإشراف مضت شهور ولم يحصل المدرسين على أي معالجة فقد تقاضوا ما يشفي غليل جيوبهم المفتوحة لرشوة وتم تعمية الأمر “لا شيء حاصل فالأمور زين “
- تكدست الفضائح الموغلة في الصمت لم يفح من نتنها إلا القليل؛ لا حسيب لا رقيب تمر من كل النوافذ, في عالم الامتصاص والاستغلال حكايات يجف لها لعاب الفم وتضيع الكلمات التي ممكن أن تنصف المعاناة إنها حالة من البشاعة والجرم أن يكون هناك مدير غير تربوي يحمل شهادة هندسة إلكترونيات لاشيء غير كلمات ابتذال وسب للطلاب والكادر المربي, فالكلمات البذيئة تحاصر المكان وأيضا الملفات التي ترفع إلى مكاتب التربية عفنة من طول الانتظار, تحولت إلى دكاكين لطلبة الله دون مراعاة الشروط الواجبة والمعايير المطلوبة في إطار وزارة التربية والتعليم بالمخالفة للقوانين دفع المدرس الجامعي ثمن كل ذلك ليستجلب أصحاب مؤهلات ثانوية للرضى بالمعاشات القليلة والجامعي “معه الله”
- الأستاذة “س .ه” إحدى من شجعت نفسها للمطالبة بزيادة راتبها من (8000)إلى (13000) ريال، بعد عمل وجهد عامين معه والصبر على القليل, بعدها تلقت شتيمة وسب من مدير عملها المتوهج غضبا, بعد الإلحاح والإصرار على مطالبتها طردت من المدرسة إلى الشارع وتم استبدال مدرسة تحمل شهادة ثانوية لكن ظروفها المعيشة لها أجبرتها على الرجوع بوساطة وبنفس الراتب حينها قال لها المدير “ بالغصب رجعتي وقبلتك بالصميل “هي بالفعل خافت من ذكر اسمها واسم المدرسة تجنبا للمشاكل فهي ماتزال تعمل فيها لكنها أوضحت الصورة لينظر المحافظ ووزارة التربية في شأن مدرسي القطاعات الخاصة ومدى سفاهة وعواقب من يكون غير تربوي..!!
“طوقان منصفاً”
في القصيدة العادلة التي أهداها أحمد شوقي للمعلم , قم للمعلم وفه التبجيلا... كانت نبض حنان واحتراما متدفقا لا ينقطع للمعلم وكانت كنزا مدخرا إلى اليوم وعارضها إبراهيم طوقان وكان منصفا اليوم أمام ما يحدث للمدرس في القطاعات الخاصة التي مطلعها: اقعد فديتك هل يكون مبجلا.
من كان للنشء الصغار خليلا
هو بالفعل حسب هذا التوصيف الرائع مجرد مرب مبتذل وليس صاحب مهمة إنسانية فمعاناة المعلم حتمية ويؤكدها بقوله:
حسب المعلم غمة وكآبة
مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا
ويختمها بالنهاية المأساوية التي يأوي حال المعلم فيها:
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة
ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته
إن المعلم لا يعيش طويلا
لا يعيش طويلا في السراديب المهملة لكرامته والمجحفة بمصالحة كما هي اليوم مقررة في واقع المدارس الخاصة.
المهنة واحدة
دور المعلم هو نفس الدور الموكول إلى المعلم في القطاعات الحكومية والشهادة نفس الشهادة بس الراتب والأداء مختلف, يحنق المدرسون فالمعيار الرسمي مهمش فمن المعلوم حسن الأداء وتقنية التركيز فجلها طرق عصرية مستوحاة من العوالم الأولى..!!
- جلال الوشاح أستاذ لغة عربية - ماجستير أصول فقه، عمل مدرسا في إحدى المدارس الأهلية لمدة أربع سنين و”طفش” بدوره ينبهنا على سلبيات المدارس الأهلية ومدى استغلالها لعرق المدرسين يقول: دور المدارس من ناحية الأداء أفضل بكثير من المدارس الحكومية إذا وجد من الإدارة متابعة وطبعا الفروقات متباينة بحكم الإبداعات المرموقة على ارض الواقع؛ والمشهود لها من قبل الأعداء لكن العيب الأساسي والموجود بكثرة استقطاب بعض المدارس كادرا تعليميا غير مؤهل لا يهمها الأداء فمعيارها الرسمي لجلب المدرسين هو قلة الراتب وما يقع على عاتق معلم القطاعات الخاصة ضبط الفصل كون طلابها يمتازون بالشغب، ويزيد في توصيفه: هناك أعمال فوضوية وتصرفات لاأخلاقية يصنعها المدرس ويفتح ذراعيه للعمل تجاهها تعرضه للإهانات, صحيح نعاني من قلة الراتب ومقابل ذلك قلة من يعملون بضمير بهذا الراتب اليسير, فهناك شذوذ وأمراض ناتجة من شحة المدارس فمثلا ظاهرة امتصاص الطلاب وجعلهم يصرفون على المدرس من جيوبهم الخاصة منتشرة ومتفشية أكثر, والأفضع من ذلك معاكسة الطالبات فهن يتعاملن بحسن نية لكن استغلال أجور المدرسين توصلهم إلى هذه الحال بل وأفضع حتى صارت علاقات غرامية مع المدرسين مأواها الحدائق وغيرها من الأماكن العامة.
ضرائب قاصمة
ويضيف إلى ما سبق عبد الحكيم السامعي، يعمل أستاذا بإحدى المدارس الأهلية من جانبه يقول: الإبداعات الملموسة على أرض الواقع من طلاب المدارس الأهلية المتميزة والإبداع يصنعه المبدعون وتلك الاخراجات البديعة من صنع المدرس لكن للأسف فالجهود مضنية, وحسب توصيف عبدالحكيم فالمدارس الأهلية من خلال ما لمسه من خبرة سبع سنوات, ظاهرها الرحمة وداخلها العذاب, فهناك امتصاص لجهد المدرس فالمدرس يعامل معاملة مادية وتقدم مصلحة الطالب عليه كونه مصدرا أساسيا في الحصول على الجانب المادي, أما المدرس فيمكن الاستغناء عنه في أي وقت فخسارة الطالب تعني لهم خسارة مادية, بعكس الاستغناء عن المدرس أحيانا قد يكون الاستغناء عنه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة نوعا من أنواع الربح. ويضيف: كنا نتمنى حال وواقع المدارس الأهلية كما نقرأ عنها في الشعارات والمنشورات الموزعة من قبل المدارس ولو طبقت المدارس الأهلية أهدافها المدعوة التي ليست إلا حبرا على ورق للمسنا الجيل المنشود الذي نتمناه منهم القائد والرائد والمعلم والمربي في الغد القريب.. ويؤكد بأن طلاب المدارس من الطبقة البرجوازية وهم قادرون على خلق الإبداعات فأجواء الدراسة تختلف والمادة موجودة ويدفعون مبالغ زهيدة لا يستطيع تخطيها الناس العاديون لكي يحصلوا على تعليم أفضل وهو كذلك بالفعل، لكن حظ المدرس من تلك المبالغ يسير فالمدارس عذرها الدولة فهي تفرض ضرائب عليها قاصمة وهي تأخذها من جهد المدرس فنحن نعطي رسالة للوزارة تراجع نفسها وتنظر في شأن المعاشات فالمدارس الأهلية يوجد فيها كادر متميز ونحن مستعدون في خوض مناقشة واختبارات بيننا نحن والمدارس الحكومية لترى الحكومة تميزنا وتنصفنا من جور المدارس الأهلية فنحن نبتكر أفضل الوسائل مقابل إرضاء الطلاب المدللين.
مدرس مقوت
ما يدور بين جدران المدارس الحكومية من قتل لمواهب الطلاب بسبب تلك التقصيرات الزائدة أفضعها شقاوة “مدرس مقوت” فأداؤه لعمله في السوق أكثر من المدرسة ورغم ذلك تجدهم أكثرهم احتجاجا وإضرابا مطالبين بحقوقهم المادية مثل تلك التقصيرات أعطت الهمة لكثير من الأولياء بنقل أولادهم إلى مدارس خاصة ولو كان فوق طاقتهم وصلت القناعة التامة بأنها أمكنة للضياع فهم لا يأمنون على أبنائهم؛ بخلاف الأهلية بزيادة قرش تؤمن حياة ولدك، وتضمن نجاحه بتفوق.
- عبد الغني محمد (ولي أمر) يدفع مبالغ زهيدة مقابل تدريس أولادة لكنه يأمن عليهم فالمدرسة مسئولة عن أي شيء تعترض طريق أولاده فهم مسئولون عنهم من وقت الخروج حتى الرجوع فهناك باص ينقلهم من باب المنزل حتى المدرسة فليس هناك مشاكل حاصلة لطلاب المدارس الخاصة كالحكومية فمن يذهبون بأبنائهم إلى المدارس الحكومية تبقى عقولهم وقلوبهم خائفة حتى عودة أبنائهم، وهناك مشاكل كثيرة تعترضهم في الطريق كالحوادث والتعصبات الموجودة بين الحارات ويحتاجون لعناية أكثر، وأيضا النشاطات الموجودة والحدائق التي تجذب النفس قبل الطالب, والألعاب الموجودة التي تتناسب مع طلاب الروضة كلها ألعاب تجذب الطلاب وتحببهم بالمدرسة أكثر من البيت على خلاف الحكومية فإهمالها موجود للأنشطة المحفزة وليس هناك أي هاجس أو تطرق لصنع مثل هذه الأشياء..
- يشاركه في الرأي علاء محمد محمود، فالتقصير الموجود في المدارس الحكومية ناتج عن الإدارة والمدرسين، فالمدارس الخاصة مدرسوها متواجدون طوال الدوام يتعود فيها أبناؤهم على الدراسة, بخلاف الحكومية فهم متواجدون بأسواق القات في “طلبة الله أو فوق الحافلات “ ولو كان هناك حزم ما دفعنا تلك المبالغ مقابل تدريس أبنائنا, وغير ذلك من الفروقات.. لا توجد متابعة لأبنائهم وإصلاح أخطائهم فهم يتبعون نظام” كل واحد أدرى بمصلحته” حتى لو كان لا يعي مصلحته، أما المدارس الخاصة فهناك دفاتر متابعة تسجل فيها الواجبات المطلوبة يستطيع ولي الأمر معرفتها بسهولة ومعالجتها بسرعة, بهذه الميزة الوحيدة التي تستطيع من خلالها تقييم أبنائنا ولو كنا مشغولين بأعمال أخرى أما الحكومية لا توجد فيها مثل هذه الخدمات قطعا.
أقنعة كاذبة ومزيفة!!
غرف الدرجات ميزة بالمدارس الخاصة تشد الكثير من أولياء الأمور لتدريس أبنائهم بمثل هذه القطاعات الاستباحية فمن النادر أن يقع الرسوب فحكمها مشابه “لحمار دخل المسجد “ الكل سيضربونه ويوبخون صاحبة أو بمعنى أشمل الطلبة جميعهم أذكياء “هم القوم لا يشقى بهم جليسهم” بعض الجهات الإشرافية من قبل التربية متساهلة إلى أبعد الحدود ب” ألف ريال أو تخزينة “ لمدير الامتحانات يفرم الدرجات فرم ويرجعها لصالح المدرسة, نفس الموقف صادفني عند مدير الامتحانات بمكتب التربية في إحدى المديريات, أثناء تجوالي للبحث عن معلومات تعينني في هذا التحقيق عند ما سلمه مدير المدرسة بأحد المناطق كشف الدرجات لمراجعته، عصى واستكبر وأخذ الأوراق وهو يشطاط غضبا وضربها فوق الماسة وصاح بأعلى صوته (أنا مش فاضيلك ارجع بعد أيام) المدير ساءه الموقف وصمت دقائق وتفهم المطلوب, بعد قليل أدخل يده في جيبه وأخرج ألف ريال ليعطيها للمدير وضعها في يده ذهبت عنه الغمة وظهرت ضحكته العريضة وأخذ الأوراق دون المراجعة أو الالتفات وأعطاها ختمه وتوقيعه..!! كان واقعا بالفعل مؤلما في المدارس الأهلية فليست شعاراتها إلا أقنعة كاذبة ومزيفة تغري فيها أولياء الأمور والمدرسين فتهرب أولياء ولجؤوهم للمدارس الأهلية مجرد تخوف على أبنائهم من بلطجة الشوارع فليس لحسن الأداء ولو وفرت المدارس الحكومية مثل تلك الخدمات وحافظت على الطلاب لما تخلوا عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.