عرض د. عمر عبدالله بامحسون مؤسس مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين في حديثه في المحاضرة الثقافية التي نظمها مركز المكلا للدراسات والبحوث بقاعة المكتبة السلطانية تحت عنوان "دور حضرموت الريادي الثقافي" عرض لكل المزايا والصفات التي امتاز بها الحضارم والتي أكسبتهم حب الناس والسمعة الطيبة والذكر الحسن حتى صاروا قادة وسادة في بلدان بعيدة في آسيا وأفريقيا. وقال د. بامحسون وهو يتحدث في جمع من المثقفين والأدباء والشعراء والإعلاميين والمهتمين بتاريخ وثقافة حضرموت : إن مما حفزني للحديث عن تاريخ ودور حضرموت الثقافي الريادي أمور عدة منها ماكتبه الدكتور العويشر حينما كتب وتساءل هل يسترد الحضارمة دورهم في سنغافوره ؟ وأشار بامحسون ان هذه الكلمات حركت فيه تساؤلات طالما أن هناك دعوة لاسترداد الدور فإن ذلك الدور قد توقف أو واجهه عارض ، الأمر الذي يحتاج لبحث في مسببات ذلك التوقف، وكذا ماكتبه الشيخ عائض القرني عن الحضارم وصناعة النجاح ووصفهم بأنهم مدرسة تتحلى بالقيم والصدق والأمانة ، لكن بامحسون عاد ليربط بين الماضي المشرق والواقع الأليم والمستقبل الذي لم تبد ملامح إشراقه حتى الآن مبينا أن ابناء حضرموت لايقدرون دورهم الإنساني والتاريخي والثقافي العظيم رغم أنهم ساهموا بدورهم في نشر الإسلام في أصقاع العالم بما امتلكوا من طرق في الدعوة بالفعال لابالقول واللسان. وأوضح بامحسون إن الامانة كانت علامة فارقة في الحضارمة عن غيرهم إذ كانوا قوما لايسرقون الأراضي ولاالثروات لتلك الشعوب التي احتضنتهم وأمنتهم على ترابها كما يفعل بعض من يحلون بأراضي أقوام ، كانوا يتاجرون بالصدق والأمانة والقيم والفضيلة ، مضيفا أن شعوبا كثيرة تأثرت بهذه الأخلاق الفاضلة في آسيا وأفريقيا ، وقال إن النسيج الحضرمي يكتمل عندما تلتقي كل فئاته داعيا التنبه إلى من يريدون تخريب هذا النسيج وتفكيكه وتدميره. وأبدى مؤسس الصندوق الخيري استعداد المؤسسة لدعم دراسات الماجستير والدكتوراه للباحثين في أعلام حضرموت الكبار ودورهم في نسج اسم حضرموت في العالم بأحرف من ذهب. بدوره أعلان الشيخ ناظم عبدالله باحباره إشهار مركز المكلا للبحوث والدراسات واستعرض في كلمته أهداف المركز وفعالياته ورؤاه لتطوير الجانب البحثي في مختلف المجالات ومنها مجال التاريخ والثقافة والتراث التي عرضت لها مسابقات المركز السابقة التي أقيمت لدعم الباحثين من أبناء حضرموت ، مؤكدا أن المركز يفتح أبوابه لكل المهتمين بالبحث العلمي ودعا إلى دور أكبر للمؤسسات العلمية والبحثية وفي مقدمتها الجامعات ، ودعا باحباره أبناء حضرموت إلى جدية العمل لاستعادة إشراق آبائهم وأجدادهم الذين اناروا أصقاع العالم بأخلاقهم وعلمهم . كما تحدث في الفعالية التي أدارها د. أحمد باحارثه جمع من المثقفين والأدباء بمداخلات نادوا فيها بضرورة استعادة الدور الحضرمي المشرق الذي وضعت لبناته الأولى مدرسة حضرموت الأولى التي قامت على المبادئ الفاضلة والقيم السامية.