خلال تواجدي في المملكة العربية السعودية لغرض مواصلة العلاج بمركز الاستشاريون لطب العيون بجدة حرصت على أن أجري حوارا مع د. علي الخيري استشاري المياه البيضاء والقرنية والليزك بمركز الاستشاريون لطب العيون بجدة كوني أحد المصابين بهذا المرض وقد تمت عرض حالتي عليه لأول مرة فخلال لقائي وعرضه عليه التمست منه التعامل الجميل معي إضافة إلى الكرم والطيبة التي يتحلى بها الدكتور. فكانت البداية عن التعريف بالقرنية المخروطية أعراضها ما هي أحدث الطرق في علاجها ؟ : القرنية المخروطية هي أحد الأمراض الشائعة في بلادنا ، وهي مرض يصيب قرنية العين وعادة يبدأ بسن المراهقة وأول البلوغ في هذه الفترة الهامة من العمر، وتظهر في شكل بروز غير منتظم لقرنية العين بحيث تتحول من شكل نصف كروي إلي شكل يشبه المخروط الغير منتظم ( ومن هنا سُميت بالقرنية المخروطية)، وهي تصيب العينين بدرجات متفاوتة ونادرا ما تصيب عين واحدة دون الأخرى . فهي تمنع المصاب من ممارسة حياته الطبيعية، بل ربما تحرمه من الالتحاق ببعض المهن التي تحتاج إلى إبصار جيد وهذا ما يجعلنا نهتم بها اهتماماً خاصا. تعريف القرنية ؟ هي الجزء الأمامي النصف الكروي الشفاف يقع في مقدمة العين ويغطى القزحية، وتعد من أهم أجزاء العين كونها المستقبل الأول الذي يقوم بتجميع الضوء في نقطة واحدة بمساعدة العدسة البلورية للعين على سطح الشبكية ، ومنها يمكن رؤية الأجسام بشكل واضح ودقيق، وهناك مجموعة من الأمراض تصيب طبقات القرنية الأمامية مثل: القرنية المخروطية، وبعض أمراض القرنية الوراثية، أو بعض ندب القرنية، كما أن هناك بعض الأمراض التي تصيب الطبقات الخلفية من القرنية مثل: ارتشاح القرنية بعد عمليات الماء الأبيض المعقدة. هي الأسباب المؤدية لأمراض القرنية ؟ : إن القرنية المخروطية عندما تتحول من شكلها الشبه الكروي (المتناسق هندسياً) إلى شكل مخروطي غير منتظم يؤدي إلى انحرافات في البصر (استجماتزم) فتصبح أنسجتها رخوة وضعيفة وتتمدد مع الزمن وبالتالي تفقد قدرتها على تجميع الضوء، مما ينتج عنه ضعف في مستوى الرؤية، وليس هناك سبب واضح للمرض ولكنه يعزى لعدة أسباب منها: الوراثة الرمد الربيعي الذي يصاحبه فرك مزمن للعين مما يؤدي إلى ضعف أنسجة القرنية وتحدبها. وأحيانا بعد عمليات تصحيح النظر (الليزك) للقرنيات الضعيفة عند المرضى الذين تكون سماكة القرنية لديهم رقيقة أو طبغرافية قرنيته غير سليم.بعض التغيرات الناتجة عن الشيخوخة والتي قد تؤثر في شفافية القرنية. ماذا عن أعراضها ؟ : قال إنها تبدأ أعراض المرض في سن المراهقة، وفي بعض الأحيان قد تبدأ في العشرينيات، ويكون المرض خفيفاً في المراحل الأولى حيث يسبب نقصاً بسيطاً في النظر، ومع مرور الوقت غالباً ما يشعر المريض بتدهور سريع في الرؤية، بحيث يضطر المريض لتغيير عدسات نظارته بشكل مستمر بفترات متقاربة أما المراحل المتوسطة والمتقدمة فتتظاهر بتشوهات الخيال وبالذات الهالات حول الأضواء. وتعتبر دراسة طبوغرافية القرنية باستخدام جهاز البنتاكام وغيره من أحدث التقنيات في التشخيص في رأيكم وانتم استشاريون في هذا المرض ماهي طرق علاج القرنية المخروطية؟ إن العلاج يختلف تبعاً للحالة المرضية، ففي الحالات البسيطة والثابتة يكتفي بالنظارات الطبية كعلاج ناجح لها ويعتمد علاج القرنية المخروطية على مدى شدة ضعف النظر ومدى تحدب القرنية ومقدار العيوب الإنكسارية المصاحبة له، ويمكن تقسيم طرق علاجها إلى طريقتين: طرق غير جراحية : كالنظارات أو العدسات اللاصقة اللينة أو الصلبة وذلك حسب درجة المرض. طرق جراحي : ومنها العلاج الضوئي الكيميائي للقرنية: وينصح باستخدام هذه الطريقة الحديثة للعلاج في الحالات التي يثبت فيها تزايد التحدب، وتتلخص فكرة العلاج بتسليط أشعة فوق البنفسجية لتعطي صفة الصلابة لنسيج القرنية، بعد تشبيع أنسجة القرنية بمادة الرايبو فلافين (فيتامين ب 2) الذي يزيد امتصاص الضوء الساقط على القرنية، مما يؤخر حدوث القرنية المخروطية أو يوقفها تماما ويتوقف ذلك على مدى مرحلة تدهور القرنية، وهى عملية آمنة على العين وليس لها مضاعفات تذكر في حال اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل وخلال وبعد العملية تحت إشراف طبي متخصص. كما أن هناك عمليات لزراعة حلقات القرنية لإعادة انتظام القرنية مرة أخرى أو على الأقل تقليل عدم الانتظام، وهى عملية بسيطة تعادل في سهولتها عمليات الليزك لتصحيح قصر النظر، وتتم تحت تخدير موضعي بالقطرات دون ألم وتجرى من خلال عمليات اليوم الواحد في وقت لا يتعدى 30 دقيقة ليستطيع المريض بعدها الذهاب لمنزله مباشرة وفي هذه العملية يتم تسوية سطح القرنية المتحدب وبالتالي التقليل من درجة الإستجماتزم غير المنتظم. وقد يحتاج المريض إلى استخدام العلاج الضوئي الكيمائي مع أو بعد زراعة الحلقات لتثبيت أنسجة القرنية وتقويتها والحد من تطور تحدب القرنية، ومن مزايا هذه الطريقة: سهولة إجراء هذه العملية مقارنة بزراعة القرنية، سهولة إزالة هذه الحلقات عند الحاجة لذلك، تقليل تدهور القرنية، وبالتالي تأخير الحاجة إلى إجراء زراعة القرنية. وكذلك هناك عمليات زراعة العدسات بعد تثبيت القرنية بالعلاج الضوئي الكيميائي والتأكد من ثبات تحدب القرنية لفترة معينة. أما زراعة القرنية (الجزئي أو الكامل): فتعد من أكثر عمليات زراعة الأنسجة انتشاراً ونجاحاً بشكل عام، وهى آمنة بشكل كبير خاصة في ظل التطوير التقني الذي يشهده مجال طب العيون، وتستخدم في الحالات المتقدمة جداً والتي يكون التحدب فيها شديداً مع ترقق كبير في سماكة القرنية أو وجود عتامات في أنسجة القرنية حيث إن هذه الحالات لا يصلح لها أي من العلاجات السابق ذكرها، والغالبية العظمى من المرضى الذين أجريت لهم زراعة القرنية كانوا سعداء لتحسن قدرتهم على الرؤية بشكل واضح. كلمة أخير ؟ تمنياتي لجميع المرض بالشفاء العاجل والأمن الاستقرار لليمن الحبيب وأشكركم على إجراء هذا اللقاء الخاص عن أمراض القرنية المخروطية والتوفيق والنجاح لموقعكم هنا حضرموت