لم أكن أرغب في حمل قلمي للرد على الترهات أياً كان مصدرها ، ولكن عندما يتمادى الشخص في غيه وتجريحه فأن الأمر لا محالة يستدعي المواجهة ، هنا تداعت إلى ذهني تلك الكلمات الركيكة التي كتبها أحد الأدعياء في الفيس بوك .. ولعلي أجزم يقيناً بأنه أسم مستعار لا يمت للمنبت الهاشمي بصلة ، لان بني هاشم عُرفوا بالخلق الرفيع والبعد عن الصغائر، حيث تجمعني بالكثير منهم علاقات متميزة فلم أجد بين هؤلاء من خرج عن وقاره في يوم من الأيام أو سلك سلوكاً معوجاً ،وما جاء في تعليق هذا المدعي من ألفاظ نابية وأسلوب هابط لا يستقيم البتة مع قيم الإنسان الحضرمي الأصيل وسماحة الإسلام الحنيف ..وقد جاء في الحديث : عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما الغيبة ؟) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ( ذكرك أخاك بما يكره) ، قيل : أفرأيت ان كان في أخي ما أقول ؟ قال ( ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) . رواه مسلم . لقد كان أسلوب هذا المدعي غارق في السوقية والابتذال وهو ما يعف القلم الطاهر بخطه، ولكن لا ضير في تعريف من يقرأ تلك الكلمات ، أي نوع من الرجال ينتمي هذا …؟ .. فليسمح لي قرائي الأعزاء أن أورد كلماته دونما حذف أو تغيير كي أكون أميناً في الطرح ، وهي المقوسة بين هلالين : ( بصراحه انا ماشوفت اجبن من علي سالمين العوبثاني بالرغم يعتبر نفسه مثقف لكن جبان بمعني الكلمة ومايمدح ويعلق إلا على النساء ويوعدهن بالزواج وايها السيده ترا شروق مو مثل هذولاك يا من تدعي المثالية. ) ما إن قرأت تلك السطور.. حتى انفجرت ضاحكاً ، لأنني أرى أمامي جاهل لا يجيد انتقاء كلماته ، مستسلماً لفكرة ساذجة لازمته ، وأكذوبة أختلقها عقله الباطن ، أراد من خلالها مهاجمة الكاتبة الخلوقة شروق الحضرمي بطريقة غير مباشرة مدعياً شيئاً آخر وذلك في تعارض فج مع ذاته . و حين يصل المرء إلى هذا المستوى من التفكير الهابط فلا غرابة أن يقول ما قاله ، لأنه استمرأ هذه الألفاظ حتى أصبحت جزء من شخصيته المعتلة وتكوينه النفسي المهزوز.. ذلك إن ما قدمه من مسوغات لتبرير كلامه لا ينم إلا عن نفسية مريضة وشخصية غير سوية .. يُطلق عليها في علم النفس الحديث – الوسواس القهري- (وهو نوع من الاكتئاب أو انعدام السعادة أو الراحة لدى الإنسان مما يدفعه للبحث عن أي شيء غريب يمكن أن يفعله لا شعورياً للترويح عن نفسه والإحساس بنوع من تفريغ الطاقة حتى بشيء غير معقول ) [1] والناس أجناس فمنهم من تشدك عقلانيته ، وتجتذبك بصيرته الثاقبة ، ونظرته الفاحصة للأمور ، ومنهم من يسقط في فخ السذاجة والبلاهة لأنه محبط ولا يرى أبعد من أنفه ، فيكيل لإخوانه التهم في محاولة لفرض رأيه عليهم ، وإرغام من يختلف معه التراجع عن مواقفه ، وهذا النوع من البشر يفقد أنصاره تدريجياً ويصبح معزولاً تسكنه الظنون وتعشعش في رأسه الأوهام حتى يصدقها مع مضي الوقت . إننا نعيش (أزمة ثقافة ) ذلك إن هذا البعض لا يحسن غير الشتيمة ومس الأعراض بلغة ركيكة : وكلمات تعج بالأخطاء الإملائية معتلة التراكيب وفاقدة المعنى ، أليس جدير بهؤلاء صقل ثقافتهم بقراءة كتب ينتفعون بها ؟ بدل ممارسة سلوك غير حضاري يفتقد للقيم الأخلاقية !! لماذا لا يتزود هذا النفر بمجموعة أفكار تكون بمثابة الرافعة لتنهض بهم وبأخلاقياتهم كي تكون وسيلة نجاح في حياتهم ، وهي مهمة ينبغي إن يضطلع بها كل من يفكر بنضج .. والمؤلم ان مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تكتظ بنماذج- من النوع الذي ذكرناه آنفاً – لا هدف لها في الحياة سوى القيل والقال .. وهذا دليل على إفلاسها وكذا استخدامها التكنولوجيا العصرية لإهدار الوقت في أمور غير نافعة ؟ بينما نجد الإنسان في بلدان العالم المتطور وهو يمضي قدماً في دروب العلم والمعرفة مستغلاً وقته الثمين في اكتشافاته العلمية التي يفيد بها مجتمعه والإنسانية قاطبة . ومن هذه الحقائق الماثلة للعيان يقفز أمامنا سؤال مؤداه : أين نحن من هؤلاء اليوم؟ وهل مخرجاتنا التعليمية التي تعاني من الاعتلال قادرة على مواكبة تلك البلدان المتقدمة في المجالات كافة ؟ إذا كانت هذه المخرجات على شاكلة من قرأنا كلماته في مستهل المقال !!! [1] ) الموسوعة العالمية الحرة