ظلت الأوساط الثقافية والفنية في هذه المحافظة وعلى مدى أعوام طويلة تمني النفس ببناء منشآت ثقافية تتلاءم وحجم ما يعتمل بها من حراك فني وثقافي مع الإشارات لها دائما ًفإنها محافظة التراث والثقافة والتاريخ , وظل هذا المطلب رغم مشروعيته في هذه المحافظة المعطاءة . وإمام الإلحاح في طرح هذا الطلب لدى المسؤولين في القيادات العليا عندما تزور الوزراء , أعتمد هذا المشروع الثقافي , وتم إنجازه وأضحى حقيقة ساطعه , بعد أن ظل حلما ًلسنوات طويلة بعيد المنال , وأطلق على هذا المركز أسم سفير الأغنية الحضرمية واليمنية الفنان / أبوبكر سالم بلفقيه , وتقديرا ًووفاء ًلما أجترحه من إبداعات في إيصال الأغنية اليمنية إلى العديد من أصقاع العالم وبالأخص دول الجوار والدول العربية . والحقيقة ما نحن بصدد التحدث عنه في هذه النافذة الأسبوعية أنه بعد إنجاز هذا المشروع الثقافي مرات أعوام ليست بالقليلة لم تطلع هذا المركز برسالته الفنية والثقافية المأمول منه القيام بها , فالمطلع لما يقوم به منذ افتتاحه يتمثل في أنشطة اعتيادية حيث تحتضن خشبة مسرح هذا المركز فعاليات وأنشطة موسمية ومناسبات لمكتب الثقافة في المناسبات الوطنية التي ترصد لها مخصصات من الوزارة , وكذا احتفالات عدد من مدارس التعليم العام في مناسبة أعيادها السنوية وبعض المناسبات الأخرى إضافة إلى الاحتفالات الأخرى منها الفنية والخطابية والتكريمية التي تقيمها عدد من المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الجماهيرية والمهنية والإبداعية وهي مدفوعة الأجر لإدارة المركز وأن كان هذا الأجر رمزيا ً, ويتعاون المحافظ مع بعض الجهات التي لا تملك موارد مالية بتخفيض الأجر . كما استفادت من هذا المركز لسنوات طويلة السلطة المحلية بالمحافظة من أجل عقد اجتماعاتها ولقاءاتها واجتماعات ودورات المجلس المحلي والمكتب التنفيذي بالمحافظة لعدم إنجاز واستكمال المجمع الحكومي المحاذي موقعة للمركز . وظلت وضعية مركز بلفقيه الثقافي { محلك سر } لم يساهم بعد الرسالة المناطة به في أحداث حراك ثقافي وفني يفجر طاقات وإيداعات الموهوبين في كافة المجالات الفنية { موسيقى فنون شعبية , مسرح , فن تشكيلي , خطوط , نحت , وغيرها } , حيث أن معظم غرفة معلقة لسنوات وفي حالة من السكون لم تدب فيها الحركة والنشاط , وبتعذر القائمون على أمور هذا المركز اعتماد ميزانية تشغيلية له منذ تأسيسه من قبل وزارة الثقافة ولهم بعض الحق في هذا الطرح . ومن أجل أن لا يظل الحال على ما هو عليه ونحن نستقبل عاما ً جديدا ً, نأمل من قيادة مكتب الثقافة بالساحل وإدارة مركز بلفقيه إعداد خطة متكاملة لميزانية تشغيلية تستوعب كل الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية التي سيطلع بإقامتها المركز للإسهام في خلق حراك ثقافي وفني وتحديدا ً للفرق المنضوية في إطار مكتب الثقافة وكذا بيت الفن والمرسم الحر ليبرز إبداعات الموهوبين في مجال الفنون التشكيلية , وكذا تقديم الدعم الممكن لجمعية حضرموت للموسيقى والتراث الغنائي في المجال الإبداعي وأن تخصص لنشاطات هذه الجمعية بعض غرف وصالات المركز حيث أنها منذ أعوام تبحث عن مقر لها ولا من مجيب إضافة إلى الاتحادات الأخرى المعنية بأمر الفن والثقافة والفرق الأهلية المسرحية أن تخصص لها هي الأخرى قاعات وغرف لتمارس تدريباتها وبروفاتها على أعمالها الفنية لذا أضحى اعتماد ميزانية تشغيلية للمركز من الأهمية بمكان ولا تحتمل التأجيل والتسويف وأن تقوم وزارة الثقافة ووزيرها المثقف الدكتور / عبدالله عوبل , باعتمادها من عام 2013م , وعلى مكتب الثقافة وإدارة المركز المتابعة الدؤوبة في المركز صنعاء , وأن يتدخل المحافظ في هذا الأمر باتصاله بالمعنيين في الأمر وبالأخ دولة رئيس مجلس الوزراء ووزير الثقافة وإذا تعذر إيجاد هذه الميزانية التشغيلية من موازنة الوزارة فليصدر الوزير توجيهاته الكريمة باعتمادها من صندوق التراث والتنمية الثقافية , خاصة وإن محافظة حضرموت منذ إنشاء هذا الصندوق التي تصل مخصصاته إلى المليارات من الريالات سنويا ًلم تحظ بأي نصيب يذكر وحرمت حرمانا ًشديدا ً. وفي يقيننا أن الوزير سيعوض حضرموت باعتماد هذه الميزانية التشغيلية وحتى نخطو خطوات عملية أقترح إرسال من يتابع هذا الأمر من قبل المكتب وإدارة المركز , حيث أنه باعتماد الميزانية سيعود التوهج والنشاط لهذا المركز وسيكون مزارا ًللمبدعين بمختلف أطيافهم يتوافدون عليه زرافات ووحدانا ًلممارسة إبداعاتهم وتطويرها وتجويدها والله من وراء القصد .