فوائد الخضروات الورقية على صحة القلب    لا تنتظروا الورود من أعداء الجنوب.. شرعية تحوّلت إلى مظلة ترعى مئات الإرهابيين    المساجد في الجنوب.. منابر دينية أم أدوات تحريض بيد حزب الإصلاح؟    الرصاص يتفقد سير العمل بمكتب التأمينات والمعاشات في محافظة البيضاء    الدفاع المدني يسيطر على حريق هائل في تعز القديمة ولا أضرار بشرية    شركات برمجيات هندية سهلت لإسرائيل اختراق إيران الكترونيا    أول بطولة كرة قدم للروبوتات البشرية "    سقطرى اليمنية.. كنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة    روسيا.. اكتشاف موقع صيادين قدماء عمره 20 ألف سنة    اللاجئ رشاد العليمي: الارهابي الاول وسفاح الجنوب من اول ايام الوحدة المشؤومة    البايرن يواجه سان جيرمان في ربع نهائي مونديال الأندية    جوارديولا: الهلال السعودي تنافسي ومنظم وقادر على الإيذاء    مسؤول في الدوري الأمريكي : ميسي باق حتى ديسمبر    7 وفيات بكحول مغشوشة في الاردن    بين شُحّ المياه وشُحّ المرتب: صرخة الموظف في تعز    - عشر أوجاع تفتك باليمنيين شمالا وجنوبا.. والمسؤولون لسان حالهم: بالعشر ما نبالي    - 7يوليو انفجار شعبي مرتقب يهز عدن!    عندما تنتصر إرادة الشعوب    وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يؤكد أهمية دعم الجمعيات التعاونية    نائب رئيس الوزراء المداني يطلع على مشاريع التطوير الإداري بوزارة الخدمة المدنية    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (2)    خلال تدشين العام الدراسي الجديد 1447ه    المغرب يهيمن على البطولة الإفريقية للكرة الطائرة الشاطئية بتتويجه في فئتي الرجال والسيدات    في خطابه بذكرى الهجرة النبوية وآخر التطورات.. قائد الثورة : الإسلام سينهض من مرحلة الغُربة وتعلو رايته    المرازيق.. جبهة البطولات والانتصارات    الحقيقة لاغير    هل طوفان الأقصى ورطة؟    فِي مَعْرَكَةِ الْأُمَّةِ: إِيرَانُ تَسْقُطُ مَشْرُوعَ الشَّرْقِ الْأَوْسَطِ الصِّهْيَوْأمْرِيكِيِّ    بعد عامين من الإغلاق.. الحوثيون ينهبون ما تبقى من مقر شركة برودجي بصنعاء    خدمات التجسس تفاقم الأزمات في المحافظات المحتلة    الوزير بحيبح يؤكد أهمية التنسيق مع الشركاء لتوسيع التدخلات الصحية في اليمن    حجة.. ندوات وفعاليات بذكرى الهجرة واستشهاد الإمام الحسين    الرئيس الزُبيدي يثمن التدخلات الإنسانية لكوريا الجنوبية في التخفيف من معاناة شعبنا    اتحاد كرة القدم يرشح نادي تضامن حضرموت للمشاركة في بطولة الخليج للأندية للموسم المقبل    كأس العالم للسلة: منتخب الأردن يرفض مواجهة إسرائيل    تدشين الامتحانات العامة بمدارس تعليم القران الكريم في المحافظات المحررة    تنفيذية النازحين تنفي وجود تهجير قسري في مخيم العرق بمأرب    فؤاد الحميري.. يمن لا تغيب عنه شمس الحرية    عدم استكمال البنية التحتية لمجاري مدينة شبام التأريخية تعتبر ثلمة    المخدرات.. عدو الحياة    احتجاجًا على بدء العام الدراسي في قلب الصيف: نمتُ 18 ساعة!    تصفية دكتور داخل سجن أمني في لحج    سريع: نفذنا عملية عسكرية في منطقة بئر السبع    من يومياتي في أمريكا .. مع عمدة مدينة نيويورك    عدد الخطوات اليومية اللازمة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان؟    استكمال التحقيقات مع قاتل الفتاة في الفليحي    المكسيك تنهي المغامرة السعودية في الكأس الذهبية    تقدم مفاوضات وقف النار في غزة وسط تفاؤل أمريكي وتصعيد اسرائيلي في الضفة الغربية    تقرير أممي: نسبة الفقر متعددة الابعاد في اليمن مرتفعة وشدته ثابتة منذ عقد من الزمن    طقس حار وأمطار متوقعة على المرتفعات وتحذيرات من اضطراب البحر حول سقطرى    فؤاد الحميري السيل الهادر والشاعر الثائر    قاضي يطالب النيابة العامة بتحريك الدعوى الجزائية ضد الجهات المعنية ومزارعي الخضروات المروية بالمجاري في صنعاء    فوضى أئمة المساجد والمعاهد الدينية تؤسس لإقتتال جنوبي - جنوبي    عام على الرحيل... وعبق السيرة لا يزول في ذكرى عميد الادارة الشيخ طالب محمد مهدي السليماني    دراسة حديثة.. الصوم قبل العمليات عديم الفائدة    من يومياتي في أمريكا .. أطرش في زفة    ليس للمجرم حرمة ولو تعلق بأستار الكعبة    حقيقة "صادمة" وراء تحطم تماثيل أشهر ملكة فرعونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنظومات العربية أمام عاصفة المتغيرات
نشر في 26 سبتمبر يوم 15 - 05 - 2025

تحليل من كتاب الشرق الأوسط الجديد بأجندة صهيونية لمؤلفه حسن الرصابي.
الشرق الأوسط الكبير يتشكل ويحدد ملامحه بفعل متغيرات عديدة وجراء عواصف انهالت عليه من كل حدب وصوب فقد تكالب على هذه المسافة الجغرافية وكذا المساحة الديمغرافية البشرية تحديات كثيرة.. جراء كثير منها نابع من أطماع
دولية وحسابات تخدم تلك الاطماع فيما جزء منها يأتي من ضرورات المتغيرات الحياتية والجيوسياسية التي تشهده المنطقة بعد سنوات من التحركات الشعبية والسياسية والجيوسياسية لشعوب هذه المنطقة.
فهذه المنطقة العربية ورثت عن فترة الحرب العالمية الثانية ما انتجته منظومات الحكم العربية التي جاءت إما بفعل سايكس بيكو.. أو وفق ما انتجته المراحل التالية على سايكس بيكو.. من انقلابات ومن تدخلات مخابرات دولية لفرض أنظمة معينة تتوافق مع طبيعة دول الهيمنة والنفوذ بدءاً من واشنطن ولندن وباريس وكذا نفوذ مسكو وبكين وعواصم إقليمية أخرى كلما أنتجت أنظمة عربية مرتهنة ومرتبطة بتلك القرارات، وهذا ما تجسد واقعاً في أنظمة لا تملك قراراتها ولا تتحرك إلا وفق تحالفات وائتلافات ورعاية واسناد وتدخل واضح في أنماط حياتها وفي علاقاتها مما دفع الشعوب إلى العديد من الانتفاضات ومن التذمر ومن النظر إلى هذه الأنظمة التي حكمت وادارت الشعوب بالحديد والنار تارة وبالخديعة والتضليل تارة أخرى وتعمقت فيها جذور التناقض الحاد وحفلت بمكامن الصراع المتنامي ..
مثل هذه المظاهر وهذه المحددات جعلت المنظومات العربية هشة ومتواكلة وضعيفة وربطت نفسها واقتصاد بلدانها بعجلة النفوذ الدولي والإقليمي المتعدد..
لذلك حين تتدخل قوى النفوذ الدولي لتغيير اتجاهات هذه المنظومة تجده سهلاً وتحدث ما تراه من متغيرات عاصفة حادة لتعيد ترتيب أوراقها حسب الأجندة المحددة..
ومن الواضح ان هذه المنظومة العربية هي منظومة مصطنعة خاضعة للقرار الخارجي المتحكم بها..
وهذا ما نلمسه من عنجهيات لرئيس وزراء إسرائيل نتنياهو الذي لا يخفي تباهيه وانتفاخاته المفتعلة حيث أصبح يطل من على شاشات التلفزة العربية ليعلن للعالم انه يعيد تشكيل وجه الشرق الأوسط ولا نجد في المنظومة العربية من يعترض أو حتى يبدي ملاحظة عابرة..
ومن الواضح ان الأجندة الصهيونية في وضع ملامح سياسية وجيوسياسية تخدم الصهيونية ومشروعها التوسعي ما نلمسه من متغير في الجغرافية السورية وقدرة الصهاينة وإسرائيل على اختراق النسيج الاجتماعي عبر دعم الأقليات واستمالتهم وعبر فرض واقع عسكري غريب مثلما حدث في الجنوب اللبناني وفي الجنوب السوري.. وتسعى إسرائيل إلى الاستفزاز " بإيران المعممة " وإلى ضرب نظام الملالي وفرض نظام آخر يكون بعيداً عن قضايا المنطقة وتحديداً القضية الفلسطينية ولا سيما وان الألة العسكرية الإسرائيلية تكثف من جهدها ومن عملها وعنفها ووحشيتها في غزة والضفة الغربية كمرحلة أولى.. وسوف تتحرك إلى غور الأردن وعينها تمتد بوقاحة إلى سيناء وترغب ان يكون لها يد تعبث في شمال السعودية ومن الواضح ان المنظومة الخليجية واقعة في حبائل فرض الإرادة الغربية الأمريكية وفي التطبيع حتى تظل البقرة الحلوب التي توفر للمشروع الصهيوني مقومات استمراره عبر ضخ الرساميل والموارد الى المفصلية الأمريكية والغربية إذ تتكدس الأموال والموارد في بنوكها وحرمان المنطقة العربية من أية مؤشرات لا ستتمار اقتصادي فبدلاً من دعم السودان السلة الغذائية العربية تذهب الأموال لصناعة أزمة واحتقان واقتتال فيها..
وفي ذات الوقت جرى ويجري تحييد مصر عبر نظام أكثر انعزالية وأكثر هشاشة فمصر تعيش في مأزق الفقر والافقار.. وكذا فرض حالة حكم مرتبط بالقرار الإقليمي الأحادي نخلص إلى رؤية مفادها ان الشرق الأوسط يتشكل وأن تمزيقاً متعمداً يجري لمكوناته الاجتماعية والشعبية خدمة لأهداف مريبة وأجندة ظاهرة واجندة خفية ولا يعلم أحد الى اين يمكن ان يمضي هذا الواقع الهلامي المتماوج والمتقلب.
ولا تخفي رغبتها في النفوذ في شمال العراق عبر أقلية الأكراد..
في ذات الوقت هناك تماهي بعض الأنظمة العربية مع حسابات الصهيونية سواء في دول الخليج أو في أنظمة الشمال الأفريقي..
وهذا التماهي العجيب والاختلاط الواضح بين المفاهيم أوجد لدى إسرائيل فرصة نادرة للاستقواء وفرض حالة نفوذ جديد يوفر لها إمكانية السيطرة والهيمنة على الكثير من القرارات العربية.
وإذا عدنا قراءة الواقع العربي الراهن فأننا نجد تجريفاً واسعاً للجغرافية السودانية وانهياراً واضحاً للسيادة السورية واضطرابا واحتقاناً في تونس واحتدام الصراع الخفي بين المغرب والجزائر وكذا تمزق ليبيا.. ومحاولات فرض حالات التشظي في اليمن واهتزاز النسيج الاجتماعي في العراق فيما الصومال واقع تحت ظائلة التجاذبات والتدخلات وفرض حالة سيولة سياسية وجغرافية حتى وصل الأمر بان تمنح أثيوبيا موقعاً مستقطعاً من جغرافيتها المطلة على البحر الأحمر.
ومن الوضح ان المنظومة الخليجية واقعة في حبائل فرض الإرادة الغربية الامريكية وفي تجريف الأموال وفي التطبيع حتى تظل البقرة الحلوب التي توفر للمشروع الصهيوني مقومات استمراره عبر ضخ الرساميل والموارد إلى المفصلية الأمريكية والغربية إذ تتكدس الأموال والموارد في بنوكها وحرمان المنظمة العربية من أية مؤشرات لا سناد اقتصادي فبدلاً من دعم السودان السلة الغذائية العربية تذهب الأموال لصناعة أزمة واحتقان واقتتال فيها..
وفي ذات الوقت جرى ويجري تحييد مصر عبر نظام أكثر انعزالية وأكثر هشاشة فمصر تعيش في مأزق الفقر والإفقار.. وكذا فرض حالة حكم مرتبط بالقرار الإقليمي الأحادي.
نخلص إلى رؤية مفادها ان الشرق الأوسط يتشكل ولا وجود لخلاف ظاهر ولا خفي بين السياسة الأمريكية وإسرائيل وإنما هي أدوار درامية محسوبة بدقة وأن النتيجة الحتمية لهذه "الأدوار" ستكون احداث تفكك وإن التالي الأكيد هو تمزيقاً متعمداً مقصوداً يجري لمكونات الشرق الأوسط الاجتماعية والشعبية خدمة لأهداف مريبة واجندة خفية لا يعلم أحد إلى أين يمكن ان يمضي هذا الواقع الهلامي المتماوج والمتقلب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.