قراءة من كتاب شذ المعارف لمؤلفه القاضي د\حسن حسين الرصابي: إعادة رسم جيوسياسية الشرق الأوسط الجديد.. تثار تساؤلات عديدة حول ماهية الشرق الأوسط الجديد فهل هي عصف اللحظة أم هي تأتي في اطار مخططات ما وحسابات إقليمية ودولية عديدة وفي إطار الاجابة عن مثل هذه التساؤلات هل قدر على هذا الشرق أن يعترك في ما بينه وان يشهد احداثاً دموية وان تعاد رسم خرائط مكوناته الجيوسياسية والجغرافية والديمغرافية هل قدر على هذا الشرق الأوسط ان يتمرغ وسط المعاناة والخيانات والاضرار بشعوبه . بل وباعتساف حسابات حادة وملتوية تخدم اجندة الصهيونية ويصب في مصلحة تل أبيب ونظامها العنصري مسنودة بقوى عالمية وسطوة نفوذ دولية تقف على رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية وإلى جانبها بريطانيا وفي الاصطفاف الغربي السلطوي المساند للصهيونية التي استطاعت استمالة المنظومة الغربية إلى صفها في أطار الترتيبات الجيوسياسية الجارية في هذه المنطقة الحساسة والخطرة .. ولهذا نحن نلمس الأثر الواضح للأجندة الصهيونية في المنطقة بدءاً من عزة ومروراً بجنوب لبنان واليوم في سوريا .. ويبدو أن الحسابات تمتد الى انظمة عربية قادمة وقد اتبعت الصهيونية اساليب عديدة أبرزها اثارة المواجهات وخوض اعمال قتالية وشن عدوان ممنهج على الأنظمة العربية تحت مسميات عديدة .. أو لاها : من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها في الوقت الذي هي من تقوم بالاعتداءات وبالأعمال العسكرية هي تل أبيب فإذا جوبهت بمقاومة ورد فعل اقامت الدنيا ولا تقعدها .. رغم ان الآلة العسكرية الصهيونية هي من تقوم بحرب ابادة جماعية وحملات تطهيرية وتصر على تجريف الديمغرافية العربية سواء من مناطق متاخمة لها أو من خلال القيام بذلك في مناطق في العمق العربي مثلما حدث باختراقها للأرض السورية الى مقربة من العاصمة دمشق.. وفي قراءتنا لما يجري في هذا البساط الشرق الاوسطي والتفرعن الصهيوني الذي يعتمد على الغلبة وعلى تكسير عظام جيرانه حتى تتسع المساحة الجغرافية له .. مستشرف ما أورده أحد اعلامي سوريا الذي يعمل في قناة الجزيرة الدكتور فيصل القاسم الذي يقول بان المخطط ليس بجديد .. ويؤكد بان ما حصل في غزة من عدوان همجي وابادة جماعية وتجريف سكاني سوف يغير من ملامح الشرق الأوسط الجديد .. فالصهيونية لها حسابات معلنة وايضاً لها حسابات غير معلنة فهي تريد التوسع على حساب المنطقة العربية .. وهذا ما دفع الاتراك الى أن يقرعوا جرس الانذار عن هذا التوسع من هذا التوسع الصهيوني والتوحش والايغال في دم العرب والأنظمة العربية .. فهذا زعيم الحركة القومية التركية دولت بهشاني يهاجم المشروع الصهيوني حيث يشير الى أن إسرائيل تريد أن تصل الى الحدود التركية وهذا يشكل تهديداً للأمن القومي التركية .. وهذا يؤكد تلك المعطيات التي تشير الى ان مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة غوندا ليزا رايس وانه مشروع جرى طباخته على نار هادئة في انتظار حدوث تطورات مثل هذه التي نشهدها في منطقتنا فالمطابخ الغربية الأمريكية حولت ما اسمته الفوضى الخلاقة الى عوامل نجاح ارساء شرق أوسط جديد بمقاس وحسابات تل أبيب الصهيونية . وها نحن نشهده في نسف وتدمير وقتل وحملات تهجير واحداث متغيرات حادة في الديموغرافية السكانية .. بقى ان نشير هنا الى ان اللاعبين في الشرق الأوسط الجديد دخل إليه مكونات عديدة فالأتراك والهنود والايرانيين وكذا الدور الأوروبي سواء كانت عبر بريطانيا أو فرنسا أو المانيا لها ملامح تدخلات اذ تراقب عن كثب ' بل ان انقرة دخلت بقوة في هذا المضمار وتبحث لها عن مكان لها في الحضور والتأثير .. ناهيك عن الصينوروسيا التي ترى نفسها معنية بما يجري في الشرق الأوسط .. فالصين لها مشروعها الحزام والطريق ويمثل الشرق الأوسط احد أركان نجاحها في الحزام والطريق .. فيما روسيا تبحث عن مكان لها في المياه الدافئة وخاصة وان اقدامها في سوريا قد تعرضت للتأكل واصبح وجودها العسكري في سوريا على كف عفريت .. برغم انها لها اذرع في ليبيا والسودان .. وترتبط بعلاقات قوية مع الجزائر . ويبدو أن تل أبيب الصهيونية تملك اوراقاً خفية مع موسكو .. وآخر ما يثير التساؤلات هو الزيارة الأخيرة لوفد صهيوني زار موسكو مؤخراً ولم يعلن عن نتائج تلك الزيارة أو فحواها , بل لم تسرب اي معلومات عنها .. وما الذي جرى ترتيبه .. لا سيما وان روسيا غارقة ومنخرطة في صراع محتدم في اوكرانيا بعد ان شنها الناتو بأثارة المشكلة الاوكرانية على ابواب روسيا في حرب استنزافية لا يعلم كيف ستنتهي أو يتم وضع ختام لها .