وجه د. سعيد الجريري رسالة إلى الجنوبيين العاملين مع النظام في صنعاء، أو من أسماهم بمن بقي من الجنوبيين المستخدمين في صنعاء، بعد إراقة دماء الجنوبيين في عدن اليوم 21 فبراير 2013م، أوجزها في كلمة وجهها الأستاذ عبدالرحمن الجفري إلى الجنوبيين الذين استخدمتهم صنعاء ضد الجنوب في حرب 1994: (إنكم لستم أكثر من شأناً من (الكلينكس)!. وتساءل الجريري في تعليق له بصفحته الفيس بوك على حديث للدكتور أحمد عوض مبارك الأمين العام للحوار الوطني في صنعاء، طالب فيه ( بالإفراج الفوري عن المعتقلين على ذمة الحراك السلمي): من أنت في نظر من تطالبهم؟ الأمين العام للحوار الوطني مثلاً؟ – كما هي صفتك لديهم الآن؟ – يا أخي هم لا يرونك – مهما علا شأنك – غير مستخدم لديهم، ولك تاريخ صلاحية محدد، فلا تتقمص الدور أكثر من اللازم. وطبعاً أنت أخي العزيز لست الجنوبي الوحيد المستخدم لديهم، فهناك من هو أعلى منك، ويحتفلون اليوم بتعميده بالدم في عدن، وهناك من هو أدنى منك. لكنكم لستم شيئاً لديهم إلا لأنكم (ضرار) جنوبي فقط. قول وتعليق : عن الضرار الجنوبي د.سعيد الجريري* إشارة قرآنية : قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً ﴾ [ التوبة : من الآية 107 ] 1- القول: قال الصديق الدكتور أحمد عوض مبارك (الأمين العام للحوار الوطني اليمني): (( لا اعلم ما المصلحة في الإصرار على قتل اليمنيين بدم بارد وبعناوين ثورية ووحدوية ،،، أؤكد بأننا لا يمكن أن نمنع الانفصال ولكن يمكن أن نعزز الوحدة ببناء جسور الثقة وبالعمل المشترك لا بمجرد رفع الأعلام ،،، إلى أولئك الواهمين بأنه برفع أعلام الجمهورية اليمنية في عدن فقد عززنا الوحدة أقول لهم ،،،أنكم واهمون ،،،، وأنا أقول بكل ذلك أؤكد على حق كل طرف بالتظاهر وبالتعبير عن رأيه وأنكر استخدام العنف من قبل أية جهة ،،،إلا أن تقدير الظرف العام وحساسيته مسألة مهمة ،،، فمثلا هل لعاقل أن يتخيل بقبول شباب الثورة لمناصري الرئيس السابق بالتظاهر في ساحة التغيير تحت باب حرية التعبير ،،، أتمنى من العقلاء في كل القوى والفعاليات السياسية بأن يبتعدوا عن استعراض القوة ،،، وأطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين على ذمة الحراك السلمي ،،، ورحمة الله على كل شهدائنا الأبرار ،،، ويا كل القوى كفوا عن المتاجرة بدمائنا)). 2- التعليق: 1- إن كنت لا تعلم ما المصلحة في الإصرار على القتل – وأظن أنك تعلم جيداً – فأعلم أنهم سيمعنون، مثلما أمعنوا، في القتل بدم بارد، وبالعناوين نفسها، إن ظللت أنت وأمثالك من الجنوبيين، تتغاضون عن رؤية الحقيقة، ثم تقولون لا نعلم، وتطقطقون الكلام تحت ضغط وخز الضمير. 2- من أنتم يا احمد الذين تؤكدون أنكم لا يمكن أن تمنعوا ( الانفصال) – الذي يسميه أهلك في الجنوب: الاستقلال – ومن انتم الذين تستدركون بإمكان تعزيز ( الوحدة ) – التي يسميها اهلك في الجنوب: الورطة التاريخية – ببناء جسور الثقة وبالعمل المشترك…؟! .. كأنك لا تعلم فعلاً يا أحمد! 3- إن تأكيدك حق كل طرف بالتظاهر وبالتعبير عن رأيه، لا قيمة له عند أولئك، تماماً كإنكارك استخدام العنف من قبل أية جهة. عجبي لأمثالك من الجنوبيين يا أحمد، لكأنك موظف (أممي) يحاول أن يتحدث بدبلوماسية. ألا تعلم أن كل الأسلحة الثقيلة والخفيفة نزلت بكثافة فخنقت مدينة عدن؟. أي دم بارد هذا الذي أجرته صنعاء في عروقكم؟. 4- ثم تتحدث عن ((أن تقدير الظرف العام وحساسيته مسألة مهمة))، فتساوي بين متظاهري الستين والسبعين، بقولك:(( فمثلا هل لعاقل أن يتخيل بقبول شباب الثورة لمناصري الرئيس السابق بالتظاهر في ساحة التغيير تحت باب حرية التعبير ؟)) إذ تقارن – حيث لا مقارنة موضوعية – بين ثورة شعبك في الجنوب والتظاهرة المفتعلة في عدن التي يؤمنون إقامتها رغماً عن الجنوبيين بقتلهم وجرحهم واعتقالهم وعسكرة مدينة عدن!. 5- وتتمنى (( من العقلاء في كل القوى والفعاليات السياسية بأن يبتعدوا عن استعراض القوة)). عن أي عقلاء تتحدث يا أحمد؟. عن المحتل الذي لا يرى في الجنوب سوى امتداد للنفوذ والهيمنة؟. 6- وتطالب – شكر الله سعيك – ((بالإفراج الفوري عن المعتقلين على ذمة الحراك السلمي)). من أنت في نظر من تطالبهم؟ الأمين العام للحوار الوطني مثلاً؟ – كما هي صفتك لديهم الآن؟ – يا أخي هم لا يرونك – مهما علا شأنك – غير مستخدم لديهم و لك تاريخ صلاحية محدد، فلا تتقمص الدور أكثر من اللازم. وطبعاً أنت أخي العزيز لست الجنوبي الوحيد المستخدم لديهم، فهناك من هو أعلى منك ويحتفلون بتعميده بالدم في عدن، وهناك من هو أدنى منك. لكنكم لستم شيئاً لديهم إلا لأنكم (ضرار) جنوبي فقط. 7- رسالتي لك ولكل من بقي من الجنوبيين المستخدمين في صنعاء، كلمة وجهها الأستاذ عبدالرحمن الجفري إلى الجنوبيين الذين استخدمتهم صنعاء ضد الجنوب في حرب 1994: (إنكم لستم أكثر من شأناً من (الكلينكس)!، أو كما قال. 8- أما ترحمك على الشهداء، فأجرك عليه عند الله، لكن ما ختمت به قولك: (( يا كل القوى كفوا عن المتاجرة بدمائنا))، يضعك في زاوية حرجة أمام الضمير بعد ما فعلوه اليوم في عدن، أخي أحمد. 9- صديقي وأخي الدكتور أحمد: أعرف فيك صفاتٍ أقدرها فيك عميقاً. لكنني أشفق عليك من أن تكون شريكاً في صناعة الوهم. فأنت لا تنقصك أسباب النجاح في أي موقع تختاره لنفسك، حراً. أما ما أنت فيه، فهو مهلكة لك ولأهلك في الجنوب الذي لم يخذله، ولم يطل أمد قهره واحتلاله إلا أمثالك. أنظر هاهم يزايدون إقليمياً ودولياً على إرادة شعب الجنوب بأن الرئيس في صنعاءجنوبي، ورئيس الوزراء جنوبي، ووزير الدفاع جنوبي، وأنت أيها الأمين العام لحوارهم الوطني جنوبي… فمن هو الشريك في قتل الجنوبيين اليوم في عدن بدم بارد.. سواكم؟! مع تقديري للأخ والصديق أحمد عوض مبارك الذي عرفته فيك، في سنواتٍ خلت في بغداد. صديقك: سعيد الجريري (فقط) 21 /2/2013 *رئيس تيار مثقفون من أجل جنوب جديد.