مهما حاولنا أن نبحث في كل الأعذار التي خلقها الله والتي قد تخطر على قلب بشر, لا نجد مبررا لفعل رئيس الجمهورية وهو بمثابة الأب للجميع والحامي لهم, كيف سمحت له نفسه بأن يحتفل بيوم رئاسته, على دماء وأشلاء أبناءه في الجنوب وهو المحسوب على الجنوب. إن الرزية والمصيبة عظيمة جدا, كونها اقترنت بأكبر سلطة في البلاد, وهي سلطة الرئاسة, حيث وقف هادي على جثث وأشلاء أبناء الجنوب يبشر بيمن جيد. إنه لعار وأي عار أن تختم سنة كاملة من عمرك الرئاسي ب(11) قتيل بذخيرة جنودك ومتابعيك, وأي عاقل يقبل ذلك العذر القبيح حينما تفوه فوك بأن أوامرك لا تنفذ, إنه عذر أقبح من ذنب. ومن هم الذين لم ينفذوا أوامرك؟ أليسوا هم من فرش لك سجاد ساحة العروض لتخطب عليها. لم يعد عندي أدنى شك أن الرئيس الحالي لا يقلّ عن سابقه في الاستهانة بدماء أبناء اليمن عامة والجنوب خاصة, نعم, وما حادثة عدن هذه إلا واحدة من هذه الاستهانات, فنحن لم ننس ما تحصده الطائرات الأمريكية لأرواح اليمنيين, وأنت تعلم يقينا كم حصدت هذه الشيطانة من أرواح بموافقة منك ورضا. كان حري بك أن تكون أكثر حرصا على عدم إراقة الدماء, هل تريدني أن أذكرك بقول عمر عندما طلب منه معاوية رضي الله عنه الموافقة على ركوب البحر لغزو الروم قال عمر: والذي بعث محمداً بالحق، لا أحمل فيه مسلماً أبداً، وبالله لمسلم واحد أحب إليَّ مما حوت الروم. وأعظم من ذلك قوله: لو أن بغلة عثرت بالعراق لخشيت أن يسألني الله عنها, لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر؟؟ هل ما تفضلت به من إلحاق أكثر من امرأة بحالة الأرامل, وتيتيم أكثر من طفل؛ هل هذا الفضل والكرم الرئاسي إلا إرضاء لرغباتك ورغبات أولئك المهووسون بما يسمونه انتصار الثورة, الذين عظموا هذا اليوم؛ يوم ولادتك الرئاسية, أولئك اعتبرهم شركاء في هذه الجريمة البشعة, الذين رتبوا ومدحوا ودعوا, لا لشيء إلا لحسابات حزبية نتنة بغيضة. ولأننا في اليمن فإن رئيسنا قد نام بملء جفونه تلك الليلة لأبعد الحدود, وأيضا تلك الحفنة الإصلاحية نصراؤه وندماؤه, الذين لم نعرف منهم طيلة عمرهم السياسي إلا الحُمق والتخبط والتناقضات والتنازلات الرخيصة بل ونقض العهود وطعن الظهور, , قد ناموا أيضا بمليء جفونهم , لأنهم قد أرضوا غرائزهم المريضة التسلطية الوقحة, وغابت عنهم القيم والمثل الإسلامية, بينما باتت عيونٌ قد فارقها الكرى تلك الليلة حزنا على قتلاهم. كم قلب صغير لطفل بات ليلته تلك يبكي والده, وكم امرأة ضعيفة قلّت حيلتها باتت ليلتها والغم قد خيم بدارها, ورئيسنا بات على فرش وأرائك, فلا نامت أعين الجبناء. لم يكن الحفل إلا حفل شيطاني لأن مقصده ودافعه حسابات وتصفيات يأتي في مقدمة لاعبيها أولئك الإصلاحيون بوليدهم وحفيدهم المعتوه الذي أطلقوا عليه ( مجلس شباب الثورة) دفعوه لبعض الحمقى والمغفلين كي يلعبوا به ليزيدوا البلاد اشتعالا واحتقانا واضطرابا, لا يعرفون من فقه المصالح والمفاسد إلا ما قرره سادتهم السياسيون في إصلاحهم, حسب أهواءهم السياسية وليس الشرعية. نَمْ يا سيادة الرئيس قرير العين, ومعك أولئك الشرذمة الإصلاحية, فلم تقتلوا سوى (11) نفسا فقط, فيوم ولادتك الرئاسية أعظم من تلك النفوس المقتولة, فأنتم بحاجة لحصيلة أكبر توازي عظمة ذلك اليوم, حتى ترضوا غروركم. وعلى المتضرر اللجوء للقضاء.