في الدورة المناخية للحركة الشعبية الجنوبية أقف عند أكثر من أربعة فصول وهو مايثير الهلع عند الراصدين للحالة الجوية الثورية الجنوبية بإعتبار إن ذلك خروج عن المألوف يصل الى درجة الشذوذ عن القاعدة الطبيعية المناخية .. ولأنها كذلك تحتاج من خبراء وقاريء مناخ المزاج الشعبي لهذه الحركة العفوية الشعبية العارمة التي إجتاحت المنطقة قبل دخول فصل الربيع العربي بسنوات الأمر الذي يحتاج منا الى العناية القصوى بالحالة ودراستها بعمق من حيث النشأة ومفضيات النتائج.. الحركة الشعبية يجتاحها حالة من التقلبات في طقسهامن جمود وتوجس وتشظي ترى ارتفاع حرارة وسقوط ثلوج أو صقيع شتاء فجائي دون سابق إنذار او مبررات لهذا الطاريء في مناخها..!! الأمر الذي يستدعي من المراقب ان تحوم حول ذهنه كثير من الشكوك وعلامات الإستفهام مما يجري على الواقع .. لايدري معها مايجري عليها من أحداث لاتنسجم لامع طبيعة المرحلة ولا مجريات الأحداث بها وحولها وهو مبعث إستغراب لحجم السحب الركامية التي تحلق فوق محيطها وتعطي مؤشرات جد خطيره بنذر قادمة..!! على المدى المنظور في التفسير عند أرباب الفهم البسيط بالتقلبات المناخية السياسية بالمطلق يرى أن الأمر فيه من الملابسات مافيه ويحتاج الى شفرة ديفنشي لفك رموزه وربما في إتجاه الفرضيات كطريقة مثلى في البحث مايسهل على المراقب تتبع مايحدث.. حيث يمكن وضع هذا تحت فرضيتين لاثالث لهما هما: - أما أن تكون القيادة تحت طائلة (الفرملة) الفوقية لضابط عام لإيقاع الأحداث وهو يحركها من بعد ويتجه بها لماأراد ويريد رسمه للمنطقةعامة والجنوب خاصة ضمن دوائر اللعبة المتعددة المساحات في الهندسة الفراغية السياسية بالمطلق فيما يعرف بلعبة المركز ومحيط الدائرة وهذه الفرضية المليئة بالمطبات التوجسيةقد يفهما البعض في ورودها كفرضية من زاوية نظرية المؤامرة التي لايستسبغها البعض البتة ومع هذا وذاك فهي فرضية فارضة حضورها في المشهد من خلال قراءة المشاريع المتعددة الوافدة إالينا بالإنابة من هنا وهناك . - الفرضية الثانية هي عدم قدرة القيادة في المرحلة الراهنة إستيعاب متطلبات المرحلة الجديدة بكل إستحداثاتها وتطورات أنساقها الجيو سياسية داخليا وخارجيا وهي بذلك لم تتمكن من اجتراح وسائل وطرائق جديدة قابلة للديناميكية السياسية في الواقع المتطور بأحداثه السريعة وهو ما يشير الى عقدة في الهرم القيادي بكل تشكيلاته وهنا تبرز إشكالية عويصة في فهم المتغير لديها وتذهب في حماية نفسها نحو البيات الشتوي الذي نراه في صورة ركون وركود معا لإستاتيكية الفعل السياسي الممغنط سلفا وهو مايعطي مؤشرات خطيرة في عدم تقدم القضية الجنوبية في فعلها الشعبي التعبوي الذي نبحث عن أسباب سكونه في إطار هذه التقلبات غير الحميدة له . وبالنظر الى الفرضيتين معا فإن في كليهما خطورة عظيمة لما تتعرض له قضية شعب أراد أن يبحث له عن مخارج آمنة تحقق له حق مكفول في تقرير مصيره في ظل هذه المتغيرات الدولية والإقليمية التي بمناخاتها المخيفة على المنطقة برمتها تقذف برياحها العاتية نحو فرض حلولها التي تتوافق مع مصالحها بالمنطقة وهو ما تشير له كل الدلائل ومفضيات اللقاءات بسفرائها والتلميحات والتصريحات من هنا وهناك والتي تكون ضاغطة بإتجاه الدفع بالجميع الى حلبة( صراع) وليس حوار كما يسميه البعض منهم تاركين للأطراف الغير مهيئة له إعادة منتجة ذات الواقع بإفرازات جد خطيرة ومسمومة لايستطيع لأحد التنبؤ بالنتائج أن حدثت على كل الأصعدة.. مايهم الجنوب هنا في ظل هذه المعمعة بكل أعاصيرهاهي حجم إستعداداتها لمثل حالة هذه الأعاصير التي سوف تأتي لامحالة شئنا أم أبينا وهي في أجندة الخارج قبل الداخل بالأمر المفرغ منه … ونحن نشهد هذا الركود والركون لفعل قياداتي لايحمل الرؤية المحركة للواقع بخلق حالة مغايرة لماهو قادم لامحالة يبطل به مفعول هذه القنابل الموقوتة ويتجه بخلق مصادات لهذالرياح الشمالية التي تهب في الخريف ولاتبقي ولاتذر ..فالأيام حبلى بالمفاجآت غير السارة التي يجب على الجميع التحسب لها ولايتركون في نظرية الإحتمالات شاردة ولاواردة الا وقد نصبوا لها أوتادا قبلة لمقاومة هذه الأعاصير…!!