في الداخل: من الخطورة بمكان توضيح الصورة كاملة من الداخل كي لا تكون مثار جدال قد يأتي بنتائج عكسية إلا أن موجبات الاطلاع نراها ملزمة لمن ينشد بقاء حضرموت في موازين الجغرافيا والسياسة ، ولذلك نطلب القبول بصورة الداخل كواقع لا مفر منه والبحث عن صيغ تحسّن الصورة. أوّلا: من في الداخل ليس موحد حول رأي بدليل أننا لم نسمع عن هيئة أو مؤسسة أو جبهة تعبّر عن جمع حاملة لمشروع وطني وإنما نسمع بأفراد ، وإن سمعنا بهيئة أو مؤسسة فلا تخرج عن عناوين تحت سلطة أفراد كأوصياء صغار ، وما أكثر الملفات التي يحملها أفراد تنتهي حرارتها بعد لقاءات يغلب عليها طابع العلاقات العامة ثم توضع في ثلاجة أو تحرّف . ثانيا: من في الداخل ليس مستقل ، ومن أين له وهو موزّع بين أوعية سياسية متباينة المشارب؟ ، وكلّ تيّار عليه أوصياء وعلى الأوصياء أوصياء عابرين للقارات؟. النصيب الأهم من التوزيع في دول الخليج ، وهؤلاء بين قسمين: هنا نصل إلى من هم: في الخارج ( المهجر ) 1- قسم مشارك لمشروع من في الداخل الذي تمليه البيئة السياسية والاجتماعية و( المذهبية ) قد يختلف من قريب أو من بعيد مع رغبات وتطلّعات الجيل الخليجي. 2- قسم يحمل مشروعا أهم خصاله: التوافق التام مع تفسير الجيل الخليجي إلى درجة التطابق مع الثقافة الخليجية ، وهذا القسم مؤثر في سير الحدث ومن حقه الدخول في اللعبة إذا جاز التعبير . إلى هنا الحديث عن قوم سلّموا طوعا للسياسة والسياسين لدهر وجاءت النتائج بما يشيب له الوليد من فواجع .وترقب مفاجآت . لا تأثير لهم وإن طال الخطاب المنبري وتطاول ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فهم يدفعون ثمن خطايا السياسة في الداخل وفي الخارج ، وقوم بهذا الحال لا تأثير لهم على أرض الواقع ما لم يأخذوا بالأسباب القوية والفاعلة . الخلاصة: الارتقاء إلى موقع التأثير لن يتأتى إلا بتوحيد رأي من في الداخل ومن في الخارج ، ولعل الصارحة والشفافية مطلوبة هنا من دون إحراج: إن الحضارم في الداخل وفي دول الجوار يدفعون خطايا سياسة لا صلة لهم بها ، وعليه فينبغي أن لا يتحملوا وزر خطايا شطحات ساسة أو أقلام تعمل خلف ستار . نريد أن يكون التأثير داخل الديار وليس خارجها من باب المثل القائل: ( يا حاج حج في بيتك ) الشخصية المتأثرة هي الشخصية الضعيفة والحضرمي ليس ضعيف ، والشخصية المؤثرة هي الشخصية القوية ، وعلينا أن نختار بين الضعف والقوة في عالم يشكله الأقوياء . لا تعبر الملفات التي ينقلها أفراد في دهاليز الغرف المغلقة وبهو صالات الولائم عن مشروع وطني موحد ما لم يجمع عليه حضارم الداخل والخليج ، إن رست على فيدرالية ضمن دولة واحدة أو أيّ صيغة حكم تحقق وتضمن العدالة والخصوصية.