في حوار فريد اختير أن يمتد إلى ستة أشهر بعد تشابك ميداني مع شباب الثورة السلمية تحت اشراف اقليمي ودولي وقرارات لم تتعد الخارطة العسكرية ، أي لا نزال في الأجواء الأمنية!!!!!! اشتباك سلمي أحبط حوار لا بديل عنه إلا الفوضى وربما اقتتال أطول مدة حوار في التاريخ الإشراف الإقليمي والدولي ………. فأين المفر؟ أطراف الحوار: طرف قوي يمتلك سلطة ومكنة إعلام ضخمة ومال وقوة يكاد يفرض الحلول. طرف مشارك في السلطة بحرية ولكن دون ديمقراطية طرف شبابي ليس لديه التنظيم النّدّي والقيادة النّدية في لعبة السياسة إلا أنه يمتلك صفة التحدي وقوة الإرادة . يحاول كلّ طرف كسب أكثر عدد من النقاط لصالحه غير أن للقوة نفوذ وللمشرفين حق النقض فمصالحهم أولا وثانيا ثم حق اليمن ثالثا وربما عاشرا!!!!!!!! من يمتلك سلطة ومكنة إعلام ضخمة ومال وقوة عسكرية وقبلية يعتمد على مرحلة ما بعد ستة أشهر ( مرحلة الانتخابات ) ، ضامنا دخول الترشيحات والعودة من جديد . الطرف الشريك في السلطة سيجتهد في الحصول على نقاط عبر خطابات منبرية إنشائيّة وآية السيف تغلب آية القلم ، ناهيك عن تباينات في تشكيلاته قد تبرز في لحظة ما . طرف الشعب الممثل في الشباب سيجتهد هو الآخر من أجل تحقيق مطالبه التي باتت معروفة بعد سنين من جور وتعسف وحراك تاريخي لم يسبق له مثيل في التاريخ قدم خلالها تضحيات لا يتكلّم عنها أحد إلا أولياء الدم والصمت والضمير المعذّب . هذا مشهد شق من القضية ، والمشهد الآخر: قضية الجنوب قضية الجنوب غير قابلة للمساومة أو التمييع فيما يبدو لأنها أخذت مساحة من الحضور واهتمام البعدين: الإقليمي والدولي ، وبرغم ما يشاع عن تقسيم إداري يوزع الجنوب إلى أقاليم ترتبط بعاصمة واحدة فإن الجنوبيين يصرون على عاصمة مستقلّة ، والأيّام قادمة…… ولماذا الستة أشهر؟ أوّلا: لترويض شباب الثورة على القبول والتكيف مع الحال الجديد ، وهم يعلمون ( الشباب ) بأن الحال الجديد ما هو إلا القديم بعينه . ثانيا: التهيئة للانتخابات من منطلق الدستور ومن حق العسكري أن يترشح لرئاسة الجمهورية طالما أنه استقال من العسكرية وأضحى سياسي مدني . ثالثا: يكون المشرفون هنا قد نقلوا الوضع من حال التوتر إلى حال الهدوء والاسترخاء حيث يكون العمل السياسي مأمونا وأكثر وضمانا. وإذا ما أخذنا بلعبة التوازنات الدولية التي تتشكل الآن فأن اعتبار ما يجري على الساحة الدولية من فوق الطاولة ومن تحتها يمس البلاد السعيدة من قريب أو من بعيد ولعل عبارة: ( فاتكم القطار ) لها اتصال تاريخي بلعبة التوازنات . هنا ينبغي الوقوف أمام حل عقلاني يتوقف على: تنازل من لدن الأقوياء والأوصياء للشعب المقهور بأن يلبّون بعض مطالبه القبول بحلول تحد من التكاليف الباهظة من قبل الشباب . وللأجيال القادمة رؤيتهم إذا ما فرض حل من خلال الترغيب والترهيب أو ليّ الذّراع .