أكد الشيخ العلامة أحمد بن حسن المعلم رئيس اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية ورئيس مجلس علماء أهل السنة بحضرموت بأن الوحدة اليمنية حين تحققت في عام 1990م فرح الناس بها وأملوا فيها الآمال الكبيرة والمستقبل الآمن والقوي لليمن ، إلا أن ذلك لم يتحقق ووصل الأمر لما هو عليه اليوم فأصبح الناس بغير ثقة ولا أمل بصورتها القائمة و ما دخل عليها من تحريف شوّه وجهها ومحا محاسنها وحول منجزاتها إلى مساوئ ، وأصبحت بصورتها الحالية لا يقبل بها عاقل لا في شمال اليمن ولا في جنوبه إلا من كان مكابرا أو مغفلا يحلم بأحلام لا حقيقة لها . جاء ذلك خلال خطبة الجمعة أمس بجامع خالد بن الوليد بالمكلا حيث قال الشيخ المعلم بأن : ( القيادات التي قادت للوحدة لم تكن بالنوايا الصادقة ولم يكن هدفها رفعة الشعب واستقراره ونماءه ، وإنما كان الكل يريد أن يمكن لنفسه وحزبه وجماعته التي ينتمي لها باسم وحدة اليمن ووحدة الشعب اليمني ، ولذلك فهم لم يعملوا على ترسيخها وتثبيتها ، فجاءت الفترة الانتقالية وجاءت المكايدات والتباينات وبدأ كل يعمل على إقصاء الآخر وإزاحته بشكل كامل ) . منوها فضيلته بأن هذه هي عاقبة لمن لم يحكم بشرع الله كما يجب فعقوبة الله حصلت فيهم وعوقبنا نحن معهم . وقد أوضح المعلم بأن الحرب في صيف 1994م كانت هي خاتمة النكبات والمكايدات وقد استغلها الطرف المنتصر أسوأ استغلال وتحول لدكتاتور نهب الأموال وأقصى الناس وفرق بينهم ، وهو مانتج عنه اشتعال الأحقاد و زيادة مشاعر الإحباط في النفوس وظهرت جلية بعد ذلك لشعارات تردد في المسيرات وصلت للعالم كله . مشيرا بضرورة أن يكون هناك مخرج يشعر من خلاله الناس بأنهم استردوا حقوقهم وزالت عنهم المظالم ورفع عنهم التسلط ، وقد بدأ شعاع الأمل يلوح في الأفق وقد بدأ الحل قريبا وشيكا وسيكون بإذن الله لما فيه رضا الله ومصلحة الناس ، وفق تحكيم شرع الله . شاكرا الجميع على ماحصل في الحادي والعشرين من مايو من مسيرات سلمية ليس فيها تخريب أو فوضى أو عنف وهو شيء يشكر عليه جميع الأطراف ، داعيا لبقاء الأمر كذلك دون استجابة لأي نوع من الاستفزازات حتى يكون المخرج وإنه لقريب ان شاء الله ، وإن لم يأت المخرج فسنذهب لدوامة من العنف والقتال والدماء والفتنة التي تقضي على الأخضر واليابس . مختتما خطبته بتذكير بحقائق يجب أن تكون حاضرة ولا تغيب عنا وأولها أننا مسلمون ونكون في جميع أمورنا وفق هذه الحقيقة ولابد أن نطالب بتحكيم شرع الله ، وثانيها أن زوال الوحدة السياسية لايعني إلغاء أخوة الإسلام ورابطة النسب والقربى والجوار بين أبناء الشعب ، وثالثها أن لاننسى قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا) والعدل لايكون إلا باختيار حاكم يطبق شرع الله ويقدر على تطبيقه ، والرابعة أنه لايجوز لنا الاعتماد في تحقيق مطالبنا واستخراج حقوقنا في الركون على أعدائنا وإنما هم يعملون لمصلحتهم ، وهؤلاء الأعداء منهم من يعادينا في ديننا ومنهم يعادينا في منهجنا ولأننا أهل السنة – على حسب قوله – وهي الرافضية الصفوية وهم يتوددون اليوم ويظهرون أنهم معنا ويعملون على نصرتنا والحقيقة أنهم يفعلون مافيه الشر والهلاك لنا وهم يطمعون أن يجعلونا جيشا بالوكالة نقاتل به إخواننا ، مستدلا العلامة المعلم بكمية الأسلحة المرسلة لأتباعها ومايتم ضبطه عبر البواخر ، فهل يريدون بهذه الأسلحة مصلحتنا وتثبيت الأمن والاستقرار لنا ؟ ! وإنما يريدون أن يجعلونا كسوريا ولبنان .