ألقى الدكتور عادل محمد باحميد الرئيس التنفيذي لمؤسسة العون للتنمية مساء أمس الاثنين محاضرة عن منظمات المجتمع المدني والنهوض بالمجتمع ، ضمن فعاليات ملتقى العون الأول المقام بفندق بحر العرب بالمكلا خلال الفترة 24-25/6/2013م . وقد بدأ باحميد محاضرته بتعريف المجتمع المدني بأنه ( كل أنواع الأنشطة التطوعية غير الحكوميّة التي تنظمها جماعة أو مجموعة لتحقيق مصالح وقيم وأهداف مشتركة للمجتمع ) ، مؤكدا بأن الأصل أن تكون العلاقة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني علاقة تكامل واعتماد متبادل وتوزيع أدوار، وليست خصومة وتناقض كون المجتمع المدني هو أحد تجليات الدولة المدنيّة الحديثة وهو الذي يساعد على تقوية الدولة وتغطية جوانب النقص، كما أن الدولة هي من تسهم في إسناد وتعزيز المجتمع المدني وتطويره . منوها بأن المجتمع المدني في المفهوم الجديد توسع وأصبحت تضطلع به أدورا كبيرة وهو ماأسهم في إعادة تقسيم قطاعات المجتمع في التنمية إلى القطاع الحكومي والقطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني ، وأما المنظمات فيتم تصنيفها إلى منظمات المجتمع المحلية والمنظمات غير الحكومية الوطنية والمنظمات غير الحكومية الدوليّة . وقد عدد الدكتور باحميد مجموعة من العوامل التي أيقظت المجتمع المدني ولخصها في : * سياسات تحرير الاقتصاد التي انتهجتها الحكومات، وتخليها عن دورها المحور اقتصادياً واجتماعياً. * ضعف الأداء الحكومي، وازدياد حجم التجاوزات والعجز الرسمي في كثير من مجالات الحياة. * اتساع الفجوة بين احتياجات المجتمع وما تستطيع الدولة توفيره. * رغبة المانحين الدوليين في وجود شركاء محليين يضمنون التحقيق الأمثل لأهدافهم. مركزا باحميد خلال محاضرته على التفريق بين منظمات المجتمع المدني الخيرية و المنظمات حسب الفكر الجديد وهي توجّهات (التمكين التنمويّة) ، حيث قال بأن المنظمات الخيرية تحتل قرابة 80 % وهي المنظمات التي لا تعمل على تحليل الواقع كثيرا وإنما مقصودها تقديم الخير للناس المحتاجين وتتصف أعمالهم بأن فيها شئ من التسكين وعدم معالجة أسباب المعاناة ، بينما منظمات التمكين التنموية والتي تحتل قرابة 20 % فقط فهي من تتعامل مع جذور المشكلة وتمكّن للمجتمع وأفرداه كما أنها تحلل الواقع وتعمل دراسات وحلول له وهي في الأغلب منظمات قد تثير حنق السلطات، لا سيما الجوانب الحقوقية والسياسية ، داعيا الجميع لمراجعة خططهم وأعمالهم والاهتمام بالعمل المؤسسي التمكيني وهو ماسيتم مناقشته ضمن فعاليات وورش عمل الملتقى . وعن دور منظمات المجتمع المدني قال باحميد بأن عليها أدوارا مهمة ومن ضمنها إشراك المجتمع بشرائحه المختلفة في العملية التنمويّة، بما يعزز المفهوم التشاركي في البناء الوطني ، وتحقيق الاستثمار في أغلى ثروة للمجتمع والوطن، وهي الثروة البشرية والإسهام والمشاركة في العملية التنموية العامة تخطيطاً وتنفيذاً وإشرافاً ومراقبةً وتقييماً مع الحد من الآثار السلبيّة لعجز الدولة، وسد الثغرات قدر المستطاع. وقد قدم الدكتور باحميد مجموعة من العوامل لنجاح منظمات المجتمع المدني ومن ضمنها وضوح الرؤية والغايات والقيم ، مع التخصص والتركيز والتخطيط الجيد وضرورة المعياريّة والاستدامة والتشبيك والشراكات بين المنظمات ولابد من التجديد والابتكار . مختتما محاضرته بتعداد عدد من المظاهر الدالة على ضعف العمل المؤسسي في المنظمات ومنها العدد الهائل من منظمات المجتمع المدني دونما تنسيق وكثرة المنظمات متعددة الأغراض والمجالات ومحدودية التخصص في عمل المنظمات مع كثرة المنظمات المتشابهة والمكررة لبعضها وثقة المانحين في الأشخاص لا المؤسسات وضعف القدرة على استقطاب التمويلات ومحدودية النمو والتطور لدى الكثير من المنظمات شحة الكوادر المؤهلة قيادياً وإدارياً محدودية الإنجاز والأثر ، الإحساس بالنقص لدى بعض العاملين في القطاع الخيري. وقد أثريت المحاضرة بكثير من النقاشات والمقترحات والأراء .