مقدمة منذ مايقرب من 3 سنوات ومخلفات المجاري(الصلبة) لمشروع المجاري (الأحدث) في المكلا ترمى دون معالجة أمام جسر الستين بجوار فلل باجرش مسببة تلوثا بحرياً وبريا ًوجوياً كارثياً وهذا باعتراف مدير المياه والصرف الصحي شخصياً في ندوة عقدت في نهاية مارس الماضي في جامعة حضرموت، والسبب هو عدم تشغيل محطة المعالجة لأسباب امتنع عن ذكرها احتراماً لوعي للقارئ الكريم. هل استنكر أحد؟ هل ثار أحد؟ إنه الصمت على الفساد وعلى المنكر.. "الديك أولا" كما قال صديقي د. عبدالله الجعيدي. 1. "شامبيون 1″ أسم الناقلة المسخ المملوكة لمافيات الفساد اليمني التي عاثت في أرضنا فساداً وافسادا . شوهدت هذه الخردة وهي تجنح باتجاه المكلا ومراسيها معلقة على جوانبها ومحركها يعمل في الثاني من أيام رمضان الفضيل(……!!! ؟؟؟) إلى أن علقت الشمطاء شامبيون فوق خيصة صغيرة يرتادها أطفال المكلا برفقة ذويهم في عصريات رمضان وكأن لسان حالها يقول:حتى لعب اطفالكم ستحرمون منه أيها الحضارم. 2. بدأ العمل البدائي الخجول لتحرير السفينة كاشفاً عجز المحافظة (النفطية) في امتلاك ابسط معدات التعاطي مع مثل هذه الكارثة معيداً إلى الأذهان نازلة أمطار وسيول 2008 التي لم تحل تبعاتها الى اليوم ليس على مستوى التعويضات وإنما على مستوى دفن الحفر وإصلاح الطريق داخل المكلا ناهيك عن بقية المدن والقرى، رغم المليارات التي اتت الينا من دول عدة وانتهى المطاف بها إلى جيب حفنة من المتنفذين في صنعاءوحضرموت. المريب في الأمر أن صنعاء بسلطتها وبحضارمها في مراكز القرار تعاطوا مع الأمر بكل برود، ربما لو كانت الكارثة في جدة أو مسقط لتعاطوا معها- على الأقل إعلاميا- بشكل أفضل. لعل السبب عدم امكانية التسول بالكارثة هذة المرة ! 3. تلك صنعاء ولها حساباتها السياسية والاقتصادية وأجنداتها الخفية في تعاطيها مع حضرموت الإنسان والبيئة، ولكن ماذا عنا نحن؟! لماذا نستكين وندس رؤوسنا في الرمال وكأن هذه المصائب تدور في أدغال الأمازون! لقد توقعت بعيد جنوح السفينة المسخ أن تزحف المكلا قاطبة في وقفة (مليونية) لتسمع كلمتها هؤلاء الأوباش البرابرة الذين يحتلون أرضنا، ولكني صعقت عندما رأيت الناس يلتقطون الصور مع السيدة شامبيون وكأنها برج خليفة! بل حتى عندما نظمت وقفات احتجاجية تنقل صوت حضرموت إلى الخارج أتى من يحاول افسادها بإيعاز من بعض الجهلة المتاجرين بحاضرنا ومستقبلنا. هؤلاء جهلة نعذرهم، لكن أن تنبري لنا بعض الأقلام (الأكاديمية) تذم هنا وتكيل المديح هناك في محاولة لتثبيط جهد كل من تطوع خيراً لعمل مايمكن عمله ولو "بنصف كلمة" في محاولة يائسة لتسويق شخوصهم المعاقة علمياً ونفسيا ً في مرحلة يتوهمون أنها قادمة. فهذه لعمري كارثة تفوق شامبيون 1. 4. اليوم، السفينة على وشك الانقلاب، وهذا يعني تسرب مايقارب (2000 طن) من المازوت وزيوت ووقود الباخرة وماترسب عليها خلال 33 عاما. إذا كان ما تسرب من الباخرة أحدث كارثة بيئية مدمرة فإن القادم – لا قدر الله- سوف يضاعف الكارثة 5—6 أضعاف وعلينا أن نتخيل ضبابية المشهد المعزز بصمت المركز وتخاذل الناس. إننا أمام مشهد قاتم نرسمه بصمتنا وتخاذلنا ولامبالاتنا.. نشترك فيه دون أن ندرك بطيبتنا المعهودة مايترتب عليه من مآس وآلام . فالحدث أخطر مما نتصور، ولا نلتفت لمن يحاول تسطيح المسألة في محاولة لتغييب وعي القوم. 5. إننا مدعوون جميعا دون استتثناء إلى توحيد الجهود والتكاتف والتعاون في مواجهة هذه المصيبة التي ألمت بنا وبمدينتنا وسواحلنا، نقف وقفة رجل واحد تلبية لاستغاثة مدينة المكلا وأهلها المهددين في صحتهم ورزقهم وغذائهم، دعونا نترك السلبية جانبا إن كنا نستحق البقاء على أرضنا.. وإلا فعلى المكلاوحضرموت السلام. ولننتظر شامبيون 2 وشامبيون 3 وشامبيون4 !!!