جلست مع نفسي وأنا أتأمل في حال امتنا الإسلامية والعربية فوجدتها حسيرة كسيرة دمها يراق هنا وهناك وأرضها تستباح بين مشرق ومغرب . رجالها تذبح نساؤها تسبى وتنتهك أعراضها مقدساتها تدنس . دهشت وانا انظر إلى حال امتنا الحبيبة فحالها لا يسر صديق ولا عدو . عندها نزلت دمعة على خدي وقلبي تفطر ألما ولسان حالي يقول : أمتي ياويح قلبي ما دهاكي دارك الميمون أضحى كالمقابر . وقلت هل هذه الأمة التي وصفها شاعر الإسلام محمد إقبال عندما قال: بمعابد الإفرنج كان آذاننا قبل الكتائب يفتح الامصارا . لم تنس أفريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والأرض تقذف نارا . كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا . لو كان غير المسلمين لحازها كنزاً وصاغ منها الحلي والدينارا . كنا جبالاً في الجبالِِِِ وربما سرنا على موج البحار بحارا . كنا نقدم للسيوف صدورنا لم نخش طاغيةً ولا جبارا . أرواحنا يا رب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً وجوارا . ندعوا جهاراً لا اله سوى الذي خلق الوجود وقدر الاقدارا . وتذكرت شاعرا آخر عندما سئل عن حجم أمة الإسلام فأجاب ببيت شعري قائلاً : أمة لو كبَّرت في جموع الصين مئذنةٌ سمعت في الغرب تهليل المصلينا . فبدأت أقارن بين الماضي والحاضر فوجدت انه لا يوجد مقارنة إلا كما قال الشاعر: سارت مشرقةً وسرت مغرباً شتان بين مشرق ٍومغربِِ . ولكن مع ذلك لا يأس ولا قنوط فأمة الإسلام تغفو لكنها لا تنام وتمرض لكنها لا تموت . فبروغ الفجر لا يكون إلا بعد اشد ساعات الليل ظلاماً . والوليد لا يخرج إلا بعد مخاض عسير . والنصر لا يأتي إلا مع الصبر . وعسى ان تكون محنة الأمة كسحابة صيف سرعان ما تنقشع . ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوَ بعضكم ببعض . وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله لقوي عزيز . امَّا انت أيها اليائس مت قبل الممات إن شئت حياةً فالرجاء لا يضق درعك عند الأزمات . وضربةٌ لا تقتلني لا تزيدني إلا قوةً وصلابة.