تعمل ما في وسعها لحرب و تحطيم كل حركة إسلامية سنية .. فالسعودية تحطم أوراق القوة لديها بنفسها ، كل ما يمكن أن تستغله السعودية لصالحها نجد أنها أسرع الناس و أشرسهم في تحطيمه و تدميره . و نحن الآن نتكلم بالمنطق المادي البراجماتي السياسي النفعي ، و لنستبعد الآن واجب الدين و الرسالة . السعودية مولت عسكر الجزائر لإفناء الإسلاميين الجزائريين . السعودية حاربت ضد طالبان في أفغانستان . السعودية حاربت و تحارب الجهاد في العراق و سوريا . السعودية حاربت و تحارب القاعدة و كل الحركات الجهادية في كل مكان ، و خصوصا في اليمن . السعودية حاربت الإخوان المسلمين في مصر . السعودية حاربت حماس في فلسطين . السعودية تحارب السنة في لبنان و في الدول الثلاثة السابقة تدعم عملاء أمريكا و إسرائيل : العسكر ، فتح ، العلمانيين من عصابة الحريري ؛ السعودية علاقتها في الحضيض مع تركيا و إذن ، فالسعودية تقوم بنفسها بتحطيم كل عنصر يمكن أن يكون ورقة في يدها ، و خط دفاع عنها ، و نقطة قوة تتقوى بها . و بهذا وقفت السعودية عارية تماما .. سلمت عرضها و شرفها لأمريكا ، و كلها أمل أن تحافظ عليها من إيران و شيعتها ! و بعد أن وقفت عارية ، ذهبت أمريكا تخطب ود إيران ، وصارت السعودية كاليتيم ، و رحم الله أستاذنا جلال كشك الذي قال عن سياستها ” دبلوماسية دفتر الشيكات” فقد هرولت السعودية بدفتر شيكاتها إلىروسيا ، و لكن يبدو أن روسيا أخذت الأموال و هي تطلق ضحكة ساخرة عاهرة !! و الآن ، بعد هذه الحيرة التاريخية لم يعد هناك ثياب أخرى تُخلع ، فدخلت مرحلة تقديم القرابين .. السعودية الآن تمول الحوثيين لمحاولة فك ارتباط أمريكا وإ يران! السعودية أصدرت قانونا شنيعا لمحاربة الإرهاب في ديسمبر الماضي ، و أصدرت اليوم أمرا ملكيا آخر لتسحق به كل ناطق بالحق أو متعاطف معه سواء في مصر أو العراق أو سوريا أو اليمن أو غير ذلك .. الأمر الملكي لا يتسامح مع تغريدة على تويتر فما فوقها !! الحقيقة أنه لا تفسير لما يحدث إلا أن السعودية جعلت نفسها ولاية جديدة من الولاياتالأمريكية ، أو قل : هي تحاول أن تحوز هذا الشرف بينما تقابلها الرغبة الأمريكية بالطرد من بلاط جلالتها .. و كما قال مسؤول أمريكي قبل شهور “طالما في الشرق الأوسط نفط و إرهاب فستظل علاقتنا بالسعودية جيدة ..” و يا له من تصريح مهين فاضح ، لهجته كلهجة قواد يستذل من تفعل كل شيء ليرضى عنها و يأبى إلا تعذيبها! يظل السؤال معلقا و محيرا و باحثا عن إجابة لماذا تطارد السعودية متعاطفين – و لو بالكلام – مع المقهورين المقتولين في كل مكان؟