بات من المرجح أن يخلف رئيس الوزراء البرتغالي (1995- 2002) أنطونيو غوتيريس بان كي مون في الأمانة العامة للأمم المتحدة بعد إجماع في مجلس الأمن بالتوصية للجمعية العامة باختيار الرئيس السابق لمفوضية الأممالمتحدة السامية للاجئين (2005 -2015) وهي الخبرة المطلوبة بكثرة في الوقت الراهن نظراً لتفاقم أزمة اللجوء والمهاجرين عالميا. قرر مجلس الأمن الدولي يوم الخميس بالإجماع ترشيح أنطونيو غوتيريس لتولي منصب الأمين العام القادم للأمم المتحدة لمدة خمسة أعوام ابتداءا من الأول من يناير عام 2017. وأرسل المجلس المؤلف من 15 دولة قراره للجمعية العامة للأمم المتحدة ليتم تعيين غوتيريس رسميا ليصبح الأمين العام التاسع للأمم المتحدة. بموجب ميثاق الأممالمتحدة، يعين الأمين العام من قبل الجمعية العامة بناء على توصية من مجلس الأمن. أما بالنسبة للممارسة العملية، فإن مجلس الأمن هو من يقوم بالاختيار النهائي، ومن ثم يرسل مرشحه الوحيد إلى الجمعية العامة للموافقة عليه. وبعد الإعلان الرسمي من جانب مجلس الأمن، أعرب غوتيريس عن امتنانه خلال إلقائه كلمة في العاصمة البرتغاليةلشبونة، حيث قال إنه شعر بالتواضع "لخدمة تلك الفئات الأكثر ضعفا" التي تعاني من النزاعات والفقر والظلم. نبذة عن أنطونيو غوتيريس عمل غوتيريس، السياسي البالغ من العمر 67 عاما، رئيسا لمفوضية الأممالمتحدة السامية للاجئين من يونيو 2005 وحتى ديسمبر 2015. وخلال فترة توليه منصب رئيس وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، المعروفة باسم مفوضية شؤون اللاجئين، تعامل مع بعض أكبر أزمات النزوح عبر العالم منذ عقود، وخاصة تلك الناجمة عن الصراعات في سوريا والعراق. وقبل انضمامه للمفوضية، قضى غوتيريس أكثر من 20 عاما في مناصب حكومية وعامة، وشغل منصب رئيس وزراء البرتغال من 1995 وحتى 2002، وخلال هذه الفترة شارك بشكل كبير في الجهود الدولية لحل أزمة تيمور الشرقية. كما كان غوتيريس نشطا في الإشتراكية الدولية، وهي منظمة عالمية تضم أحزابا سياسية ديمقراطية إشتراكية، حيث شغل منصب نائب رئيس المجموعة من 1992 وحتى 1999. وتخرج غوتيريس، الذي ولد في لشبونة عام 1949، من المعهد العالي للتكنولوجيا في البرتغال، حيث حصل على إجازة في الهندسة الكهربائية، وهو متزوج، كما أنه يجيد التحدث بطلاقة بالبرتغالية والانكليزية والفرنسية والإسبانية. الرؤية لتوجيه الأممالمتحدة قدم غوتيريس بيان رؤيته حول الأممالمتحدة في شهر إبريل من العام الجاري، حيث وصف فيه الأممالمتحدة بأنها "التعبير المؤسسي للمجتمع الدولي"، و"حجر الزاوية في النظام الدولي"، و"الممثل الرئيسي للتعددية الفعالة". وحول معالجة الصراعات في جميع أنحاء العالم، أشار غوتيريس إلى أنه يجب على الأممالمتحدة دعم الالتزام تجاه"ثقافة الوقاية" والحاجة إلى "تكثيف الدبلوماسية من أجل السلام" لتخفيف التوترات وتسهيل الحلول السلمية. ووفقا للبيان، فقد اقترح بأن تقوم الأممالمتحدة بزيادة التعاون والمشاركة مع المنظمات الإقليمية والمؤسسات المالية الدولية، فضلا عن المجتمع المدني والقطاع الخاص. وبشأن إصلاح منظومة الأممالمتحدة، أشار غوتيريس إلى أن الإصلاح ليس مجرد إجراء ينفذ لمرة واحدة، بل هو موقف دائم لجعل الأممالمتحدة أقل بيروقراطية وأكثر كفاءة، ولتبسيط العمليات وتجنب تكاليف إضافية. التوقعات العالمية واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن غوتيريس يعد اختيارا ممتاز لمنصب الأمين العام القادم للأمم المتحدة. وقال إنه "يمتلك خبرة كبيرة كونه شغل منصب رئيس وزراء البرتغال، كما أن لديه معرفة واسعة في الشؤون العالمية، والتي من شأنها أن تخدمه جيدا في قيادة الأممالمتحدة خلال فترة حاسمة". من جانبه، قال السفير الروسي في الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، والذي يتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر أكتوبر، إن قرار المجلس الذي اُتخذ بالإجماع يظهر أن غوتيريس يستطيع "الاعتماد على دعم قوي من مجلس الأمن" خلال السنوات الخمس المقبلة. بدورها، هنأت وزيرة الخارجية الأرجنتينية، سوزانا مالكورا، والتي كانت أيضا واحدة من المرشحين لتولي منصب الأمين العام، هنأت غوتيريس لاختياره لشغل منصب الأمين العام القادم للأمم المتحدة. وقالت، عبر حسابها الرسمي في موقع التدوين المصغر "تويتر"، "أتمنى له كل التوفيق في منصبه كرئيس لمنظمتنا الأممية".
