بقلم : فؤاد السايس: ضمير المواطن اليمني المتعلق بتراب الوطن روحا وجسدا لا يمكن أن ينفصم عن ما يدور من حوله من أحداث التي جاءت بها هذه الأزمة السياسية المستعرة . فالبيت اليمني اليوم يكاد يكون منقسم علي نفسه بين الأب والابن والزوجة وبناتها والأسرة قاطبة . إذ أن هناك من يحكم ضميره وعقله يقف مع هذا الجانب، وهنالك من ركن إلي عاطفته فتجده قد اصطف صفوف الفسطاط الأخر . ولكن في المحصلة الأزمة هي الازمة ، وهي وليدة صراع ديمقراطي ، أفرزته قواعد وأسس العملية الديمقراطية . فشعبنا قد ارتدي علي نفسه أن يكون المسار الديمقراطية هو الأساس في تسيير الحكم في الجمهورية اليمنية. وخيرا فعل ذلك ، لكون عواقب انعدام الديمقراطية هي بالتأكيد سيئة ، ولا يمكن وصف تغييب العمل الديمقراطي إلا غباء وجهل وعدم فهم ، لكون البديل بالتأكيد هو النقيض ، فسلوك الساسة إلي الدكتاتورية وتغييب رأي الشعب وحرمانه من المشاركة عملا شائن وقبيح . لذلك حرص المواطن اليمني علي تحمل تبعيات هذه الأزمة ومضي معها هذه الأيام رويدا رويدا عسي أن تنجلي وينتهي المخاض وتمضي سفينة الخير والعطاء قدما وترسي المراسي كما هو مألوف في حياة ومسيرة الساسية المرتبطة اجتماعيا طيلة السنوات الماضية . فقد خاض شعبنا غمار التحدي واستطاع التغلب علي كل المشكلات وتحقق له كل ما كان يصبوا إليه . فقد انقضي عصر التجهيل وولي عصر الاستعمار وجاءت الجمهورية الأولي واستتب الأمن والسلم الاجتماعي ، ليتم الاتفاق علي بزوغ فجر الثاني والعشرين من مايو العظيم وإعلان الجمهورية الثانية وولادة الدولة اليمنية الموحدة . وفيها نعم الشعب بالأمن والاستقرار بعد أن دمغها بدماء الشرفاء الاحرار الذين سعوا من اجل ديمومة الوحدة المباركة والنهضة الشاملة تجلت ارادة الامة اليمانية ان تعمل بكل جد واجتهاد حتي راينا التنمية تاخذ مكانها الطبيعي وفي طليعتها المناطق الجنوبية والشرقية في بلادنا العزيزة، اذ توفر للمواطن في تلك المناطق المستشفيات والطرق والجامعات والمنازل الحديثه والمياه النقية والمجاري وغيرها من البنية التحتية كالاتصالات وما الدورة الخليجية الا شاهد يدحض كل الافتراءات والمغالطات التي تأتي من البعض الذي لا يري الحقيقة المجردة . وهذا الطبع إما جهلا أو حقدا بالتأكيد لن يقبله المواطن اليمني ورجل الشارع السيط الذي مارس وبجدارة وواكب عصر التمدن والتحضر والعصرنة ، إذ كفل له الدستور والقانون حق التنقل دون قيود ، وبذلك رأينا كيف سكن ابن حضرموت والمهرة جبال صنعاء ووديان أب ، وكيف تسني لابن تعز أن يعيش في جبال ردفان ويافع والضالع ، وكيف تعايش ابن عدن الأبية مع أبناء المناطق الاخري المختلفة في ربوع عدن البهية . وبذلك مارس المواطن اليمني حقه في التنقل والعيش الكريم في ربوع السعيدة، وهذا يعد وجها من وجوه وقاعدة أساسية من العمل الديمقراطي. إذا لا اختلاف إذا ما قلنا إن قيادتنا الرشيدة ممثلة في فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ابن اليمن وقائد نهضتها الحديثة ومعه إخوته وشركائه في العمل التنموي النهضوي الكبير، قد عملوا علي تحقيق الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي وتحقق في ظل هذه الخيمة الكبيرة هذه المنجزات العظيمة . ولو لم يتوفر الأمن والاستقرار لتلاشت كل مظاهر العطاء والتنمية والنهضة والأعمار ، ولتبقي لنا الهم والكدر وما هذه الأزمة مما نرمي ونشير له ببعيد. إذ تعطلت كل مظاهر الحياة في بلادنا والكل منطوي ومنضوي في همومه وأشجانه ومشغول لما سوف يحدث . وما سوف تنطوي عليه هذه الأزمة ، التي نسأل الله العلي القدير إن يجليها بخير . فديمقراطيتنا في محك ، ووحدتنا في خطر، وتنميتنا الشاملة في تضرر، وركب التحضر قد تعطل ، والأمل في الغد قد يتلاشي، والتمزق أضحي عنوان يغمض الشعب أعينه كي لا يري الحقيقة الدامغة ، ويتمني أن لا تري بلادنا شرا أو يحلق بأهلنا شرا . فالدعوة الي تضافر الجهود لخلق مساحة من الحوار الايجابي الذي يفدي إلي حل لهذه الأزمة العجيبة التي جاءت صغيرة وتوسعت حلقاتها لتشمل كل قطاعات ومناخي الحياة . فالتعليم يكاد يكون في جزئيته العريضة مجمد ونشكر للجهود التي يبذلها الوزير الصادق الدكتور عبدالسلام الجوفي وعسي ان تكلل مساعيه خيرا وتنتهي مرحلة الاختبارات وينال المواطن الشاب حقه في الشهادة وكسب السنة الدراسية ، وإلا الكارثة اعم واشمل ، وسوف تأتي انعكاساتها النفسية سلبا قد لا تمحوا بسهولة . فرحلة إعادة الأوضاع إلي سابق عهدها لن يكون سهلا بالتأكيد، إذا أن ميزانية الدولة قد تكبدت أكثر من خمسة مليارات دولار نتيجة هذه الأزمة وضياع سلسلة من المشاريع الاقتصادية ومنها الدخل الوارد من السياحة، وفقدان فرص العمل . فتعويض هذه الخسائر والفترة الزمنية التي تعطلت فيها عجلة التنمية علاوة علي الانعكاسات النفسية الناتجة عنها اجتماعيا كبيرة ولا تقاس . فدعوتنا في هذه الساعات واللحظات إن تتضافر جهودنا وان نعمل لصالح اليمن أولا وأخيرا . فلا مكان للمماحكات السياسية ولا جدل ولا جدال فرؤيتنا واحدة نرعاها من اجل اليمن ومن اجل مستقبل شباب هذه الأمة الكبيرة هذه الشعب العظيم الذي كافح وناضل من اجل أن ينال هذه المكانة الكبيرة وهذه الرفعة وتحقيق هذا المنجز العظيم المتمثل في الديمقراطية والوحدة المباركة والتنمية الشاملة، لن يفرط بسهولة تلك الانجازات التي تحققت تذهب ادراج الرياح. فرؤيتنا لمستقبل اليمن قد نختلف فيه رائيا، ولكل واحد منا وجهة نظر يحترمها ويجلها الأخر، ويختلف معها ويتعامل بجدية لعلي وعسي إن يكون طرح موضوعاتها خيرا وهدفا ساميا ، ولكن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يضعنا أمام محك يؤدي في النهاية إلي سفك الدماء والاقتتال وتمزيق الوطن . إذا علي العقلاء أن يتنبهوا إلي هذا الهاجس الذي يلازم كل مواطن يمني في هذه اللحظات العصيبة ويجعل من حل هذه الأزمة ركن وقاعدة لا يمكن الفكاك منها . وبناءا عليه فعلي الحكماء أن يقبلوا الحوار الغير مشروط ، فالمشكلة هي يمنية بامتياز ، وحلها لن يتأتي إلا من وحي ورغبة أبنائها فقط . وحسبي أن يجانب وصفي لهذه الأزمة الحقيقة ونتلمس جميعا إلي إيجاد الحل المناسب لها وتقديم المبادرة التي تحقق أمال ورغبات كافة شرائح هذا الشعب . فلا مكان للتقوقع والاندحار ولا فرصة لرأي متزمت ومعاند ، ولا مكان للتطرف والانقياد وراء هذه الأمة المفتعلة إلي الهلاك والتمزق ، ولا مجال لاغتصاب السلطة عنوة ومكرا ودهاء ، بل الاحتكام إلي العقل والتمسك بالثوابت الوطنية ومراعاة مصالح الشعب وتلبية مطالب الشباب في العيش الكريم هما الركائز الأساسية لصنع معجزة العصر في بلادنا التي فيما لو تجاوزنا هذه الأزمة من خلال تحكيم العقل ودمقرطة القرار والرأي ، فسوف نحقق معجزة العصر بكل ما تعنيه الكلمة . فالثقة معقودة علي الحكماء ، وفيها رجل ورجال سوف يأتون بالحل الذي يرضي الجميع بالتأكيد. والأمل أن تنجلي هذه الأزمة ، ويتحقق لامتنا أهدافها دون نزاع أو اقتتال ، وسوف نؤكد للجميع من أن حكمتنا وإيماننا المشهود بهما مرتبط بهذه الأرض يحقق الأمن والأمان . دعوة لتحقيق أهداف الشباب وأماني القيادة الرشيدة ورغبة عامة الشعب والإخوة في اللقاء المشترك أن يمدوا أيديهم من اجل العبور السالم ورسوا سفينة العطاء المراسي. وكل عام وشبابنا بألف خير بمناسبة احتفالات العالم وبلادنا بيوم العامل يوم شهد فيه العالم كله قاطبا ووعد بالترحيب والابتهاج لمقدمه يوم يكرم فيه العامل لكونه صانع وراعي الصناعة والتحديث . وفي الأيام التي مرت علينا فقدنا آختا عزيزة وقلما رائعا ومواطنة أحبت اليمن وعملت من اجله طيلة فترات حياتها بكل جد وأمانة وإخلاص فقدنا العزيزة الدكتورة رؤوفه حسن البارعة الهاوية الصحافية الإعلامية القديرة بجدارة . فقلوبنا حزينة وأعيننا يكتسيها الدمع لفراقها وخسارة لا تعوض . رحم الله الدكتورة رؤوفه حسن وشكرا للقيادة الرشيدة ولوزير الإعلام الذي حرص أن يكرم الدكتورة وان يكون الموكب الجنائزي بما يليق ومكانتها الكبيرة في قلوبنا . حمي الله يمننا السعيد وحمي وحدتنا المباركة أمين .فؤاد محمد السايس – صحفي اليمن صنعاء هاتف 771529791